سورية

فصائل بيت سحم ويلدا تتحالف مع «النصرة» لطرد داعش من اليرموك … في تصريح لـ «الوطن» عبد المجيد يشكك: التنظيم موجود بقوة وقادر على المواجهة

شكك أمين سر تحالف القوى الفلسطينية المقاومة خالد عبد المجيد في إمكانية نجاح تحالف الفصائل المسلحة والإرهابية الذي أعلن مؤخراً في مخيم اليرموك جنوب دمشق بطرد أو تصفية تنظيم داعش في تلك المنطقة، لأن التنظيم «موجود بقوة وقادر على مواجهة هذه المجموعات».
واعتبر عبد المجيد أن تشكيل التحالف الجديد جاء بناء على «تعليمات خارجية» لاختراق المخيم وتوظيف هذا الاختراق لمصلحة التحالف المرتبط بالسعودية، وخصوصاً أن التحالف الأخير يواجه «تعقيدات ميدانية» في غوطة دمشق الشرقية جراء الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري، بالترافق مع عدم التوصل إلى تفاهم حول موعد جولة جنيف القادمة.
وعادت الاشتباكات ليل السبت – الأحد إلى مخيم اليرموك، بعد إعلان عدة فصائل مسلحة في المنطقة تحالفها مع جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، بهدف طرد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية منه.
وتحدثت مصادر أهلية عن إطلاق «كتائب أكناف بيت المقدس» و«لواء ضحى الإسلام» و«جيش الأبابيل»، و«حركة أبناء اليرموك» إضافة إلى «النصرة» معركة جديدة لطرد «داعش» الذي يسيطر على الجزء الأكبر من اليرموك إلى المناطق المحيطة.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال عبد المجيد: «هناك معلومات عن اتصالات بين جبهة النصرة وجيش الإسلام (يتخذ من الغوطة الشرقية مقراً له) وبعض المجموعات المسلحة وقد أقاموا تحالفاً فيما بينهم وخاصة المجموعات الموجودة في بلدتي بيت سحم ويلدا والتي سبق أن أبرمت اتفاق مصالحة وطنية مع الجهات المعنية في الدولة».
وأوضح عبد المجيد، أن تلك المجموعات اتفقت مع «النصرة» على «مواجهة داعش ومحاولة السيطرة على المخيم ودحر التنظيم». وذكر عبد المجيد، أنه «حصلت اشتباكات خلال اليومين الماضيين بين «النصرة» والمجموعات المتحالف معها من جهة ومقاتلي داعش من جهة ثانية، ولكن لم يستطع التحالف الجديد تغيير الواقع الميداني». وقد احتدمت الاشتباكات بين تنظيمي «النصرة» وداعش في السادس من نيسان الماضي، إثر قرار الأخير مهاجمة مواقع «النصرة»، علماً بأن داعش كان قد هاجم في الأول من نيسان 2015 اليرموك الذي دخله من حي الحجر الأسود المجاور من الجهة الجنوبية، بتنسيق مع «النصرة»، وتمكن من السيطرة على سبعين بالمئة من المخيم قبل أن ينسحب إلى الأحياء الجنوبية منه.
وأسفر هجوم نيسان الماضي عن سيطرة داعش على 90 بالمئة من المناطق التي كان يتشارك السيطرة عليها مع «النصرة» في اليرموك وحشر الجبهة في قاطع غرب اليرموك في منطقة المحكمة وفي في عدد من الجادات الشرقية، في حين بقيت الفصائل الفلسطينية تسيطر على القطاع الشمالي من المخيم الذي تقدر مساحته بنحو 30 بالمئة من مساحة المخيم.
وفي تصريحه لـ«الوطن» أوضح عبد المجيد أنه وبالنسبة للمستجدات الجديدة في اليرموك فإن الفصائل الفلسطينية «أخذت احتياطاتها لأن تقديرنا أن هناك تعليمات خارجية لمحاولة اختراق المخيم وتوظيف ذلك لمصلحة التحالف المرتبط بالسعودية في إطار التعقيدات الجارية ميدانياً في الغوطة والتي يحقق فيها الجيش انتصارات، وسياسياً في عدم الوصول إلى تفاهم حول موعد جولة جنيف القادمة».
وأضاف: «هذه الفصائل بالتحالف مع «النصرة» تحاول توجيه رسالة بأنها موجودة وبنفس الوقت تقول إنها تقوم ببعض الاختراقات من أجل التخفيف من وطأة الهجوم عليها في مناطق أخرى مثل الغوطة الشرقية».
وتمكن الجيش العربي السوري مؤخراً من استعادة السيطرة على القطاع الجنوبي من غوطة دمشق الشرقية التي تسيطر عليها ميليشيات «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» وجبهة النصرة. وقد تمكن الجيش في اليومين الماضيين من التوغل في القطاع الأوسط للغوطة الشرقية.
وإن كان التحالف الجديد يمكن أن يقصي داعش من اليرموك قال عبد المجيد: «نحن نشك في ذلك لأن داعش موجود بقوة في الحجر الأسود وقادر على مواجهة هذه المجموعات، لكن هذا سيؤدي إلى مزيد من التدمير والخسائر في داخل المخيم».
ورأى أمين سر تحالف القوى الفلسطينية المقاومة أن «لا أفق لحل في مخيم اليرموك بمعزل عن حل موضوع الحجر الأسود والتضامن والمناطق المجاورة له». وأضاف: «نحن الفصائل لا نستطيع أن نتخذ قراراً منفصلاً دون التنسيق مع الجهات المعنية السورية ولذلك القرار للجهات المعنية السورية».
وأعلن وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر منتصف أيار الماضي أن «الركائز الأساسية» لمشروع عودة الأهالي إلى مناطق السبينة وحجيرة والبويضة والذيابية في ريف دمشق الجنوبي «باتت ناضجة»، لافتاً إلى أهمية تفاعل اللجان الأهلية مع المواطنين ومتابعة قضاياهم مع الوزارة.
ورداً على سؤال إن كانت هناك ترتيبات بالنسبة لليرموك والحجر الأسود على اعتبار أنه من الخطورة أن يتم إعادة أهالي منطقة السبينة إلى منازلهم مع بقاء داعش في الحجر الأسود الذي يحد المنطقة من الجهة الشمالية، قال عبد المجيد: «أعتقد أن المنطقة الجنوبية المتبقية تحت سيطرة المسلحين أصبحت محاصرة من كل الاتجاهات، وأنا برأيي هذه المجموعات غير قادرة على التمدد والقيام بمعارك كبرى، ولذلك ضغط الجيش والأمن عليهم يأتي في سياق دفعها إلى إجراء مصالحات وتنفيذ الاتفاق الذي أبرم مع مكتب (المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان) دي ميستورا».
وتعثر في نهاية كانون الأول الماضي تنفيذ اتفاق غير مسبوق لخروج أربعة آلاف مسلح ومدني، بينهم عناصر من تنظيم داعش من ثلاث مناطق جنوب العاصمة غداة مقتل زهران علوش قائد «جيش الإسلام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن