قضايا وآراء

التطبيع التركي الاسرائيلي

| د. قحطان السيوفي 

وجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن في إعادة التطبيع مع إسرائيل وسيلة للخروج من عزلته… لينهي أزمة دبلوماسية مع إسرائيل عمرها ست سنوات؛ على أثر العدوان الإسرائيلي على غزة حيث قتلت البحرية الإسرائيلية عشرة نشطاء أتراك مؤيدين للقضية الفلسطينية في باخرة المساعدات (مرمرة) التي حاولت كسر الحصار على قطاع غزة 2010.
لاشك أن أردوغان يسعى لإعادة تطبيع علاقاته مع إسرائيل، مع تزايد مشاكله مع دول الجوار الإقليمي… والإحباط من مواقف الاتحاد الأوروبي، ووسط عزلة دولية ومحلية وخاصة بعد انكشاف مواقفه الداعمة لبعض التنظيمات الإرهابية، وخاصة في سورية… ووجد أردوغان في العودة للحضن الإسرائيلي مخرجا لأزماته المتراكمة… وكان مشروع اتفاق التطبيع مع إسرائيل الذي عرف بنوده غير السرية: – تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل.
– أن يعمل أردوغان على سن قانون في البرلمان التركي لإسقاط كل الدعاوى القضائية المقامة على العسكريين الإسرائيليين الذي هاجموا وقتلوا نشطاء في سفينة المساعدات مرمرة… مقابل تخصيص إسرائيل (21) مليون دولار لتعويض أسر ضحايا الاعتداء على السفينة.
– من بنود اتفاق التطبيع المعروفة نقل الغاز الطبيعي المكتشف في المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة إلى تركيا بأنابيب بحرية لتسويقه في الأسواق الأوروبية.
– محاولة أردوغان الاستفادة من وساطة نتنياهو مع الكرملين لإنهاء النزع المتفاقم بين موسكو وأنقرة.
– تقوم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالضغط لإنجاز الاتفاق مع أردوغان… حيث زار رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) أنقرة في النصف الأول من شهر حزيران…
– تنازل تركيا عن شرطها بأن ترفع إسرائيل الحصار عن قطاع غزة مقابل السماح لجهات أوروبية بإعادة بناء بعض البنى التحتية في غزة… ولكن تحت مراقبة أمنية إسرائيلية.
– تراجع إسرائيل عن مطلب إغلاق مكاتب حركة (حماس) في اسطنبول مقابل أن تحصر حماس نشاطها في السياسة…
– تتعهد تركيا وإسرائيل بعدم تعرض الواحدة منها إلى الأخرى في المحافل الدولية… على هامش الاتفاق تم التفاهم على أن يسمح لأردوغان بزيارة غزة (كعمل استعراضي سياسي استهلاكي..) على أن تساعد أنقرة في إعادة جثتي الجنديين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس… كما تم التفاهم على منح الحصانة لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (إسماعيل هنية).
بالمقابل زار (خالد مشعل) رئيس المكتب السياسي لحماس أنقرة لمقابلة أردوغان والاطلاع على الاتفاق… أردوغان المهووس بتزعمه للمشروع الإخواني العالمي… ودعمه المباشر للتنظيمات الإرهابية وخاصة في شمال سورية (جبهة النصرة وأخواتها…) اعتبر سعيه لتطبيع العلاقات مع إسرائيل انتصاراً دبلوماسياً… وتطبيعاً مع حليف يدعم بدوره التنظيمات الإرهابية في جنوب سورية كما هو معروف… على حين اعتبر نتنياهو الصهيوني أن اتفاق التطبيع مع أردوغان خطوة مهمة سيكون لها نتائج اقتصادية وسياسية كبيرة.
باختصار إن أردوغان الذي يعيش عزلة في الداخل والخارج… وجد في العودة إلى التطبيع مع إسرائيل منفذا له ليعمل مع مغتصبي حقوق الفلسطينيين… ليكون التطبيع بين أردوغان ونتنياهو… تحت راية الإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن