رياضة

في الدور النهائي من دوري كرة القدم … الجيش يحتاج إلى التركيز والمحافظة لا حول ولا قوة

| نورس النجار

ندخل في الحلقة الأخيرة من ملفات الأهداف لفرق الدور النهائي المتأهلة وهي الجيش والمحافظة والكرامة والوحدة والشرطة والاتحاد، وبعد أن استعرضنا الملفات الهجومية للمجموعتين ووجدنا أن القوة الهجومية كانت نتيجة ضعف دفاع الفرق الأخرى، وأن الفرق لم تصنع الأهداف لقوتها ولفاعليتها الدفاعية بل كانت العوامل الأكثر تأثيراً ضعف المنافسة من الفرق التي لم تنافس على التأهل للدور النهائي، ولاسيما أن نصف الأهداف المسجلة تقريباً في المجموعة الثانية جاءت عبر الفرق المتأهلة، لاحظنا فاعلية هجومية لكنها ليست بالكبيرة، ووجدنا قوة دفاعية لكنها قد لا تنفع مع فرق الصفوة المتأهلة للدور النهائي.
وندخل اليوم بالملف الدفاعي لفرق المجموعة الأولى، وليس لدينا حديث طويل عنه ولاسيما أن الشهية التهديفية بالأصل ضعيفة بالمجموعة لضعفها، والأهداف ندرت والهدافين اختفوا، ولكن كيف هي الحال الدفاعية، وهل يستطيع العامل الدفاعي في الدور النهائي قلب الموازين، ولاسيما أن الفرق التي لا تملك مقومات المنافسة ستتخذ الأسلوب الدفاعي وسيلة لتغطية أخطائها وثغراتها، نتابع الحالة الدفاعية لفرق المجموعة الأولى وإلى التفاصيل:

أهداف
بالنظر للواقع التهديفي في مباريات المجموعة الأولى فقد سجل 122 هدفاً في في 72 مباراة بمعدل 1.7 هدفاً بالمباراة الواحدة وسجل نصف الأهداف فرق الجيش والمحافظة والكرامة (60) هدفاً، على حين سجل 62 هدفاً باقي الفرق الستة بالمجموعة ما معدله عشرة أهداف للفريق الواحد زاد أو نقص، ما يدل على العقم الهجومي في هذه المجموعة، بالأصل وخصوصاً من الفرق الستة التي لم تتأهل إلى الدور النهائي، وبالتالي فالقوة الدفاعية لم تكن هي الحالة السائدة في المجموعة، بل كان العمل على قتل المباراة عبر التكتل الدفاعي غير المدروس، وهذا لن يؤتي ثماره خلال الدور النهائي، لكنه أمر مزعج سيؤدي إلى خلط الأوراق بعضها بالبعض الآخر.

لعب مميت
فريق المحافظة لم يملك هجوماً قوياً وأسلوباً فنياً يدافع فيه عن نفسه ويتفوق فيه في مبارياته فاعتمد أسلوب اللعب المميت للمباراة ليتأهل بأقصر الطرق الممكنة، فكان ينطبق عليه المثل (لا يلعب ولا يترك أحداً يلعب) إلا أن هذا الأسلوب الرخيص لم يجد نفعاً مع فريق الجيش الذي فاز عليه ذهاباً وإياباً 2/صفر و2/1 فسجل الجيش على المحافظة أربعة أهداف من أصل التسعة التي دخلت مرماه وسجل الكرامة هدفاً بمرمى المحافظة بالمباراة التي فاز فيها الكرامة ذهاباً 1/صفر وتعادلا إياباً صفر/صفر، أما الأهداف الأربعة الباقية فقد سجلتها فرق الحرية وحطين وجبلة والمجد ولكل منها هدف، حيث فاز المحافظة على حطين 2/1 و1/صفر وفاز على الحرية 1/صفر وتعادل 1/1 وتعادل مع المجد صفر/صفر و1/1 وتعادل مع جبلة 1/1 وفاز 1/صفر، فنفع تارة التكتل الدفاعي وتارة أخرى لم ينفع، ودليل صحة ما نقول عدم تسجيله الكم الكبير من الأهداف فلم يسجل الفريق سوى 10 أهداف حيث اعتمد كما قلنا على اللعب المميت للمباراة والمرتدات التي شابها البطء وعدم التركيز فكان أسلوباً تجارياً استفاد فيه المحافظة من عدم قدرة الفرق الأخرى على المنافسة على المراكز الثلاثة الأولى وعدم وجود فاعلية هجومية فيها.

التركيز
يفتقد دفاع فريق الجيش إلى التركيز حيث لاحظنا دخول تسعة أهداف على مرمى الفريق فسجل الكرامة هدفين في فوز الجيش 4/1 وخسارته صفر/1 والجزيرة هدفين من التعادل 1/1 وفوز الجيش 2/1 والطليعة سجل هدفاً من فوز الجيش 2/1 وكذلك المحافظة سجل هدفاً بفوز الجيش 2/1 وحطين سجل هدفين بفوزه مرتين 2/1 و3/1 والمجد هدفاً بفوز الجيش كذلك 3/1، مباراة وحيدة دخل الجيش هدف من التعادل ومباراة من الخسارة أمام الكرامة التي كان فيها الجيش قد ضمن صدارته للمجموعة، وهنا نشاهد أن الجيش يفتقد في بعض المراحل إلى التركيز وخصوصاً عندما يكون متقدماً بنتيجة المباراة، الفرق التي واجهها الجيش لا تملك معنويات أو محفزات وتشارك بالدوري لمجرد المشاركة، ولكن الدور النهائي سيكون مختلفاً تماماً وتسجيل الهدف يقتضي الحفاظ عليه، وهنا يجب العمل على الناحية النفسية للاعبين ليحافظوا على هدوئهم بعد الهدف ويحافظوا عليه، وإلا فسيكون المصير وقوعهم في فخ التعادل أو الخسارة.
الحذر واجب
الكرامة لعب مبارياته دون حذر دفاعي، وعلى الرغم من تفوقه على الفرق من ناحية تحقيق النصر ونيل النقاط إلا أن الحذر غاب عنه فسجل الجيش عليه أربعة أهداف في المباراة التي فاز بها الجيش 4/1، ما يدل على أن فريق الكرامة يكون نوعاً ما منيعاً أمام الفرق العادية أما أمام فرق المقدمة مثل الجيش فقد يكتسح مرماه، وقد لاحظنا أيضاً أن الوحدة قد سجل عليه في كأس الجمهورية هدفين، 13 هدفاً دخلت مرمى الكرامة أربعة منها من الجيش على حين لم يستطع المحافظة التسجيل على الكرامة، وباستثناء مبارياته مع المحافظة والجيش فقد دخل مرمى الكرامة تسعة أهداف في 12 مباراة مع الفرق غير المتأهلة فسجل الجزيرة مرتين بفوز الكرامة بالنتيجة ذاتها مرتين 3/1، وسجل جبلة مرة واحدة في المباراة التي فاز فيها جبلة 1/صفر علماً بأن في الإياب قد رد الكرامة الدين وفاز بالنتيجة ذاتها، سجل المجد هدفين من خلال فوز الكرامة مرتين 2/1 و3/1 وسجل الطليعة هدفين بفوزه على الكرامة 2/1 والإياب انتهى بالتعادل صفر/صفر وسجل الحرية هدفين بفوزه على الكرامة 2/1 علماً أن الكرامة فاز إياباً 1/صفر.
الكرامة بحاجة للحذر الدفاعي والتخلي عن اللامبالاة التي دخل بها وخصوصاً في المراحل الأخيرة التي استهتر فيها وتلقى خلالها الأهداف، بقليل من الحذر الدفاعي وبعودة القدور إلى التسجيل فقد يستطيع الكرامة تحقيق النتائج الإيجابية بالدور النهائي أو أنه سيخرج خالي الوفاض من الدور النهائي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن