100 ألف صبية سورية أياديهن بيضاء … صبايا العطاء من جمعية على «فيسبوك» إلى بناء دور الأيتام ورعايتهم
| محمد منار حميجو – تصوير- طارق السعدوني
لو عاد الشاعر اللبناني الأخطل الصغير إلى الحياة لما اختار إلا سورية ملكة جمال لما قدمته صباياها من عطاء خلال الأزمة، فأمير الشعراء بعد أحمد شوقي مدح فتاة لأنها ملكة جمال حينما قال «الصبا والجمال ملك يديك أي تاج أعز من تاجيك»، إلا أنه في يومنا وأمام الصبايا السوريات من الطبيعي أن يغير كلمات بيته ويختارهن ملكات للجمال.
صبايا العطاء هن صبايا سوريات أردن أن يخرجن من العالم الافتراضي والصفحات الزرقاء «الفيسبوك» إلى أرض الواقع ليكن الصبايا الفاعلات لخدمة المجتمع والتطوع الإنساني، ورغم أن الفكرة انطلقت من الفيسبوك إلا أنها اليوم تحولت إلى جمعية لها ثقلها على أرض الواقع تضم أكثر من 100 ألف صبية من مختلف أنحاء العالم كل واحدة منهن تقدم ما لديها على طريقتها.
الأيتام هم الهدف
لم تتوقع رئيس جمعية صبايا العطاء عليا خير بك أن تحقق الجمعية هذا النجاح الكبير خلال فترة قصيرة «فحسب قولها» الفكرة بدأت من الفيسبوك على شكل مجموعة من الفتيات ثم ازداد العدد بشكل كبير حتى وصل إلى 100 ألف صبية، ومن هنا بدأت الفكرة تتبلور في توظيف هذا العدد لخدمة المجتمع والانطلاق نحو العمل الإنساني لبناء دور الأيتام وكفالة اليتيم.
وأضافت خير بك: قررنا الانطلاق من دور الأيتام لأنهم الشريحة الأكثر تضرراً فهم أطفال لم يتمتعوا بطفولتهم ولذلك فإنه من الطبيعي أن نكون عطاء لهم معلنة: أن الجمعية تعمل على تأسيس دار للأيتام في محافظة اللاذقية مشيرة إلى أن الجمعية لن تنسى ذوي الشهداء وخاصة أمهاتهم وزوجاتهم.
التعليم إلى جانب المادة
وأوضحت خير بك أن الجمعية وضعت برنامجاً أساسياً لتعليم الأطفال الأيتام، معتبرة أن دعمهم لا يكون فقط مادياً بل تعليمهم أيضاً ليكونوا فاعلين على أرض الواقع.
وأكدت خير بك أن تمويل الجمعية ذاتي من صبايا العطاء، مشيرة إلى أنها لا تمانع بأن يكون هناك داعمون من أصحاب الأيادي البيضاء في هذا المشروع.
وقالت خير بك: إن الجمعية ليست مقتصرة على الصبايا بل هناك شباب من أهلنا يقفون إلى جانبنا ويقترحون علينا أفكاراً ويدعموننا بكل ما يستطيعون.
كسر حواجز المجتمع
ورأت نائب رئيس الجمعية ألما عنتر أن الفكرة كانت تهدف إلى كسر الحواجز الذي رسمها المجتمع للنساء والصبايا السوريات لكي يمشين عليها، مضيفة: إننا نعمل اليوم على تعريف النساء والصبايا السوريات أن كل واحدة لها بصمتها، فالكثير لديه فكرة أن النساء إذا اجتمعن مع بعضهن يكون اجتماعهن للعراك فقط ولذلك فإن هذه الجمعية ستغير المفهوم الذي يقول: المرأة عدوة المرأة.
وأوضحت عنتر أن فكرتنا انطلقت من الاهتمام بالأمور السطحية قبل التعمق في المواضيع الأساسية وهي القيم والمبادئ والعمل الإنساني بالدرجة الأولى.
وقالت عنتر: إن تسمية صبايا العطاء لا يعني التحيز للمرأة فهو رمز لأن الصبية هي الأم والأخت والزوجة وحتى الجدة، إضافة إلى ذلك فإن لها دوراً كبيراً سواء في تعمير المجتمع وحتى تخريبه فالرجل يقاتل حسب مهنته، في حين المرأة قتالها يكون أشمل باعتبارها هي التي تحدد الطريقة التي يمشي عليها المجتمع.
لا سياسية ولا دينية
وأكدت عنتر أن جمعية صبايا العطاء مدنية بامتياز ولذلك فهي بعيدة عن جميع الخلافات الدينية والسياسية وهذا ما يفسر الانتساب الكبير للصبايا من مختلف أنحاء العالم، مشيرة إلى أن هناك الكثير منهن حاصلات على الشهادة الجامعية وأخريات مازلن طالبات جامعة يخصصن جزءاً لا بأس به من وقتهن لهذا العمل، وخصوصاً فيما يتعلق من ناحية تعليم الأطفال.
وقالت عنتر: إن جمعيتنا هي يد بيضاء لمساعدة كل من يتعثر ولذلك يمنع على أي صبية تنضم إلى الجمعية أن تتكلم بالخلافات الدينية والسياسية.