رياضة

المانشافت فك نصف عقدة وأطاح بالآتزوري في ربع النهائي … رونالدو وبيل مواجهة ملكية برسم اليورو

| خالد عرنوس

تأهل منتخب ألمانيا صاحب السجل الأفضل في بطولة كأس أمم أوروبا إلى دور نصف البطولة الخامسة عشرة عقب تغلبه على نظيره الإيطالي بركلات الترجيح 5/4 عقب تعادلهما في قمة مباريات ربع النهائي بهدف لمثله بعد موقعة اتسمت بالإثارة والحماسة واللعب الرجولي حيث تقدم المانشافت أولاً عبر مسعود أوزيل (د65) قبل أن يدرك بونوتشي التعادل من علامة الجزاء (79)، ويلتقي الألماني في نصف النهائي مع الفائز من لقاء فرنسا وآيسلندا الذي أقيم مساء أمس، في حين يتقابل على الجهة الأخرى في الطريق إلى النهائي منتخبا البرتغال وويلز في لقاء سيكون طابعه مدريدياً بين غاريث بيل من جهة وبيبي ورونالدو من جهة أخرى.

الألمان والعقدة الزرقاء
بالعودة إلى لقاء القمة نجد أن المانشافت كان الأميز طوال الوقت والمتحكم بمجريات اللعب والأكثر استحواذاً على الكرة لكنه أخفق بالتسجيل حتى بداية الشوط الثاني من هجمة مرسومة بدأت من الحارس مارك نوير وانتهت على قدم أوزيل بمواجهة بوفون فلعبها يسارية لم تنفع معها (ارتماءة) العملاق الإيطالي معلنة التقدم الألماني، في وقت كانت الأفضلية ألمانية وبقيت كذلك حتى خروج ماريو غوميز ومشاركة دراكسلر فتراجع الزخم الهجومي للمانشافت وبدأ الطليان بالتحرك بغية التعادل الذي حدث قرب النهاية بركلة جزاء صحيحة ترجمها بونوتشي هدفاً هو الأول الذي يلج مرمى نوير في هذه البطولة.

للمرة 32
في الأشواط الإضافية لم يتغير الحال كثيراً مع إصرار ألماني أكثر على الحسم الذي لم يتحقق إلا عبر الترجيح التي ابتسمت للمدرب لوف ولاعبيه بعد ركلات وصل عددها إلى 18 ركلة (رقم قياسي في البطولة) معادلاً العدد الذي لعبه منتخبا تشيكوسلوفاكيا وإيطاليا في بطولة 1980.
الطليان الذين ضربوا رقماً قياسياً بعدما أصبحوا أكثر المنتخبات خوضاً للأوقات الإضافية (7 مرات) أضاعوا أربع ركلات فخسروا للمرة الثالثة بالترجيح مقابل ثلاث للألمان الذين خرجوا فائزين للمرة الثانية في تاريخهم بهذه الطريقة بعد نصف نهائي 1996 على الإنكليز وهم الذين خسروا نهائي 1976 بالطريقة ذاتها علماً أنها المباراة 32 في البطولة التي تمتد إلى أوقات إضافية والرقم 18 التي تصل إلى ركلات الجزاء.
كعبان للذكرى
كرتان لعبتا بعقب القدم لابد من التحدث عنهما في المباراة وكان لهما الأثر في تأخر الفوز الألماني، الأولى كان بطلها المدافع الإيطالي…. عندما تصدى بطريقة رائعة (بالكعب) من الوضع طائراً لكرة توماس موللر وجاءت قبل الهدف الألماني.
أما الثانية فكان بطلها العملاق الإيطالي بوفون عندما تلقى ماريو غوميز كرة داخل الجزاء الإيطالية منفرداً بالحارس فاختار الوضعية الأصعب ولعب الكرة بعقبه الأيمن باتجاه المرمى فتصدى لها بوفون ببراعة معلناً تأجيل الحسم الألماني.

مرشح خفيف وضيف ثقيل
في بطولة أصبحت رمزاً للمفاجآت الكبيرة لم يكن أحد ليتوقع أن يجمع نصف النهائي فريقي البرتغال وويلز وإذا كان الأول أحد المرشحين للمنافسة على اللقب قبل انطلاق نسخة (فرنسا 2016) إلا أنه لم يقدم بقيادة نجمه الأغلى رونالدو ما يشفع له بذلك وجاء تأهله إلى شبه النهائي بشق الأنفس وبشيء من الحظ بعدما سار على طريقة السلحفاة (الإيطالية) من الدور الأول بثلاثة تعادلات وضعته في دور الـ16 من باب (الثوالث) وهناك احتاج إلى الكثير من الصبر والتوفيق ليتجاوز الفريق الكرواتي الأفضل بفضل هدف البديل كواريزما في الدقيقة 117، وفي ربع النهائي احتاج الأمر إلى ركلات الأعصاب ليتجاوز المنتخب البولندي الذي جاراه طوال 120 دقيقة.
على الطرف المقابل خاض المنتخب الويلزي المغمور بطولة للذكرى فتصدر المجموعة الثانية بفوزين مستغلاً تعثر جاره الأكبر الإنكليزي الوحيد الذي خسر أمامه ليجد أمامه جاره الآخر (الإيرلندي الشمالي) وأبعده من ثمن النهائي بالنيران الصديقة ليصطدم بالمنتخب البلجيكي في دور الثمانية، واستطاع إبطال مفعول شياطين فيلموتس والتغلب عليهم بالثلاثة ليجد نفسه في مربع الكبار.

ملكيان من أجل نهائي
بالتأكيد قدم العصفور الويلزي الصغير بطولة كبيرة بكل المقاييس والمعايير وأرضت كل الويلزيين بدءاً من أصغر مشجع في كارديف وصولاً إلى المدرب كولمان وبينهم بالطبع النجم غاريث بيل الذي مازال يطمح لأكثر من ذلك، لمَ لا والفرصة مازالت أمامه ورفاقة للتعمق أكثر في كتابة تاريخ خاص للإمارة الصغيرة، ويتعين على نجم ريال مدريد مواجهة زميليه الأقدم والأكثر خبرة في عالم البطولات ولاشك أن الأخبار التي ترشحت عن إصابة الجناح السريع ستزيد في إزعاج الممدرب كولمان الذي سيفتقد بالأساس نجم خط الوسط المتقدم الآخر آرون رامزي.
من ناحيته رونالدو الذي سبق له خوض النهائي عام 2004 لن يضيره التأهل إلى النهائي الثاني وبالتأكيد فإن التتويج باللقب سيعوضه عن كل الخيبات الدولية السابقة، ولم يقدم (الدون) حتى الآن ما يشبع أو يكفي لإرضاء عشقه وأنصاره الذين سيرضيهم التتويج بالكأس للمرة الأولى بتاريخه وهو ما يمنح أفضلية لرونالدو على الصعد كافة، ومنها أنه سيعزز رقمه القياسي بعدد المشاركات وكذلك أمامه فرصة للانفراد بصدارة الهدافين التاريخية للبطولة.

حاضر وتاريخ
لم يلتق منتخبا ويلز والبرتغال سوى ثلاث مرات في الإطار الودي وآخرها عام 2000 وانتهى برتغالياً بنتيجة 3/صفر، أما الأولى فكانت عام 1949 وانتهت برتغالية أيضاً 3/2، والثانية في عام 1951 وانتهت ويلزية 2/1.
تقام مباراة البرتغال وويلز بداية من العاشرة من مساء الأربعاء في بارك أولمبيك ليون، ويلتقي في المباراة الثانية المنتخب الألماني الفائز من فرنسا وآيسلندا في التوقيت ذاته من مساء الخميس على ملعب فيلدروم بمرسيليا، ويقام نهائي البطولة مساء الأحد القادم في ملعب فرنسا الدولي في سان دوني قرب باريس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن