استسهال القتل في المناطق الساخنة ولأتفه الأسباب
| درعا – الوطن
بتنا نسمع مؤخراً عن حدوث الكثير من جرائم القتل أو الشروع فيها ضمن أماكن المجموعات المسلحة في محافظة درعا ولأتفه الأسباب، وعلى سبيل المثال في إحدى قرى الريف الجنوبي الشرقي قام أحد الأشخاص بنصب كمين لآخر وقتله لأن كلبه هاجم دجاجاته وأكل بعضها ليلاً ما اعتبره القاتل فعلاً عمداً واستهانة به وتمادياً عليه، كما اختلفت مجموعتان على قطع شجرة كينا معمرة في مدينة تقع إلى الشمال من مدينة درعا فهاجم أحد أفراد قاطعي الشجرة الآخرين بمنشارة آلية وكاد يقتل أحدهم ليبادر الآخرون إلى قتله وهذه الواقعة أصبحت تسمى معركة الشجرة، كما أن طفلاً لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره قتل رجلاً وهو يعرض ويجرب له أحد الأسلحة ولم تنطو الجريمة إلا بدفع ملايين الليرات فدية، وعلى خلفية شجار بين أوﻻد صغار قام أحد المسلحين بقتل آخر ودفع دية تقارب الخمس ملايين ليرة، وحدث صراع في بلدة شرق مدينة درعا على شراء قطعة ثلج باستخدام السكاكين أسفرت عن مقتل اثنين والحادثة تكررت في منطقة شمال مدينة درعا لكن النتائج لم تصل إلى القتل بل اقتصرت على جرح كثيرين لاستخدام العصي والحجارة فقط، كما شرع أحد الأشخاص بقتل آخر على دراجة نارية لأنه كلما مر بالطريق يقوم بزوره بعينيه على خلفية شجار قديم فأصابه في كتفه الذي عطب بالكامل، وروي أن بعض الأشخاص لديهم محل صاغة دفعوا 200 ألف ليرة لأحد المسلحين من أجل أن يقوم بقتل أحد الأشخاص إلا أن المسلح ذهب وأعلم ذلك الشخص بالقصة واتفقا معا على أن ينفذ الأمر كتمثيلية وبالفعل أوهم كل السكان بأن فلاناً قتل من مجهول بعد أن هاجم المنزل وأطلق الأعيرة النارية في الهواء ليتم بعدها الإعلان من على مئذنة الجامع نبأ وفاته ليكتشف بعدها أنه حي وتم تدبير الأمر للإيقاع بمن هم وراء الجريمة والإثبات عليهم من خلال مجموعة مسلحة قامت على إثر ذلك بمهاجمة محل صاغتهم واستولت على كميات المصاغ الموجودة وآلاف الدولارات واحتجزت كل من فيه، وهكذا فقائمة الجرائم تطول وبعضها يصل في تفاصيله إلى حد التندر والاستهجان لسخف وتفاهة الأسباب التي أصبحت تدفع بالبعض إلى نهج أسلوب المافيات والعصابات والقيام بقتل بعضهم، وكيف ﻻ وهؤلاء وفقا لبعض المحامين يعيشون في مناطق تسودها شريعة الغاب بعيداً عن أي قوانين وقوى تردعها حيث استسهل الكثيرون في ظل الفوضى العارمة وغياب القانون والسلطات والمحاسبة القتل والخطف والسبي والنهب والسرقة وفرض الأتاوات تحت عناوين وشعارات كاذبة تنادي نفاقا وتسترا بالدين بالحرية والعدالة وهم وحوش ﻻ بشر انقضوا على كل القيم والحريات والأعراض والأرزاق وهتكوها مستغلين الفوضى وحيازتهم للسلاح ضمن مجموعات من الزعران واللصوص وقاطعي الطرق، ونبهت مصادر قضائية إلى ضرورة وعي المجتمع إلى عدم الانجرار وراء هؤلاء ونبذ الشعارات الزائفة التي يطلقونها وخاصة أن الخيط الأبيض بان من الخيط الأسود ولم يعد أحد مغمى على عينيه.