سورية

أردوغان: مبادراتنا الخارجية لتسهيل حل الأزمة السورية

| وكالات

ادعى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن مبادرات بلاده في التطبيع مع روسيا وإسرائيل، كانت من أجل تسهيل اتخاذ خطوات تصب في صالح حل الأزمة السورية، وأكد ثبات موقف بلاده من هذه الأزمة السورية. وحسب وكالة «الأناضول» للأنباء، قال أردوغان، في كلمة ألقاها خلال مأدبة إفطار بإحدى الجامعات بولاية كيليس الحدودية مع سورية: إن ما وصفها بالمبادرات الخارجية التي أطلقتها تركيا، (في إشارة إلى التطبيع مع روسيا وإسرائيل)، كانت من أجل تسهيل اتخاذ خطوات تصب في صالح حل الأزمة السورية، معتبراً امتلاك بلاده مبادرات أخرى في هذا الصدد، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل. وقال: إنه «لا يمكن القبول بحكم ظالم»، (في إشارة إلى الدولة السورية)، «يمارس إرهاب الدولة وتسبب في مقتل آلاف السوريين»، حسب زعمه.
واتهم أردوغان جهات لم يسمها بأنها لا ترغب في أن يحكم الشعب السوري بلده بإرادته، مشيراً إلى أن تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، أحد الأدوات التي يتم استخدامها لهذا الغرض، فضلاً عن تنظيمي حزب الاتحاد الديمقراطي و«وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية.
وأضاف: إن داعش لا يمثل المسلمين في سورية، كما أن «الديمقراطي» و«وحدات الحماية» لا يمثلان الأكراد، وأنهما «عبارة عن وسائل لتحقيق غايات قذرة في المنطقة، لحساب قادتهما».
وقال أردوغان: إن «الشعب السوري يخوض نضالاً تاريخياً من أجل حماية استقلاله ومستقبله»، مضيفاً بقوله: «لولا تدخل قوى خارجية، وتنظيمات إرهابية، ولولا الدعم المقدم للنظام، لكانت سورية اليوم حرة آمنة»، متناسياً بأنه أول من دعم التنظيمات الإرهابية في سورية وساهم في تأجيج الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من خمس سنوات ونيف.
ورأى أن ما وصفها بالمبادرات الخارجية التي أطلقتها تركيا، (في إشارة إلى التطبيع مع موسكو وتل أبيب)، كانت من أجل تسهيل اتخاذ خطوات تصب في صالح حل الأزمة السورية، مؤكداً امتلاك بلاده مبادرات أخرى في هذا الصدد، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.
وظهرت خلال الأيام الماضية بوادر تطبيع في العلاقات التركية الروسية، بعد أن شابها توتر لعدة شهور، على خلفية إسقاط الجيش التركي للقاذفة الروسية «سو 24» في الأجواء السورية في تشرين الثاني 2015، كما توصلت أنقرة وتل أبيب إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما بعد قطيعة دامت 6 سنوات، على خلفية الاعتداء الإسرائيلي على سفينة مافي مرمرة عام 2010. وبخصوص اللاجئين السوريين، قال أردوغان: إن «بلاده تعمل على إتاحة المجال أمامهم للحصول على الجنسية، وإن وزارة الداخلية اتخذت خطوات من شأنها تسهيل إجراءات منح الجنسية».
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن أردوغان قوله: موقفنا ثابت من الملف السوري إن الموقف الرسمي التركي تجاه الملف السوري والحكومة السورية لم يتغير، وذلك خلال زيارته إلى كيليس. ويأتي تصريح أردوغان هذا على خلفية تقارير إعلامية غربية تحدثت عن استعداد أنقرة لاتخاذ خطوات من شأنها أن تغير مسار «الحرب في سورية».
وكدليل على أن موقف أنقرة قد يلين في سورية قالت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية: إن تركيا قد بدأت بالبحث عن تسوية قبل اعتذار أردوغان الرسمي لروسيا عن إسقاط القاذفة الروسية، حيث ذكرت مصادر «فاينانشال تايمز» الدبلوماسية أن أنقرة تناقش القضية الكردية مع الحكومة السورية عبر قنوات اتصال سرية، منوهة إلى أن المباحثات تتم عبر الجزائر.
إلى جانب ذلك فإن تركيا حسب الصحيفة نظمت قبل أسبوع اجتماعاً حضره ممثلون عن المعارضة السورية ومبعوثون من روسيا.
من جهة أخرى ذكرت شبكة (CNN) الإخبارية الأميركية، أن أردوغان تفقد أول أمس، مطار أتاتورك الدولي بمدينة إسطنبول، بعد الذي استهدفه، الثلاثاء الماضي، وأسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً. واستمع من المسؤولين إلى حيثيات وملابسات الاعتداء.
وحسب (CNN) قال أردوغان: إن «هناك احتمالاً كبيراً بتورط داعش»، مضيفاً: إن «التنظيم الإرهابي، يزعم أنه يفعل ذلك باسم الإسلام، وهو أبعد ما يكون عنه، فهؤلاء مأواهم الجحيم، لقتلهم الأبرياء والأطفال والشيوخ».
وزعم أن بلاده «عازمة على مواصلة مكافحة الإرهاب، وأن محاولات من يسعون لتقسيم تركيا، ستذهب سُدى، ولن يصلوا لأهدافهم»، مكرراً ما كانت تقوله الدولة السورية سابقاً، إن الإرهاب «لا دين له، ولا عرق، ولا وطن». من جانبها قالت المحللة السياسية، ميا بلوم، مؤلفة كتاب «الموت في سبيل القتل»: في مقابلة حسب (CNN): «إن داعش لن يعلن تبنيه الهجوم الذي استهدف مطار أتاتورك في إسطنبول الثلاثاء».
وأضافت إن «هذا الهجوم مختلف عن الهجمات التي وقعت في سان بيرناردينو أو أورلاندو، حيث إن ما حدث في تلك المناطق يحمل بصمات داعش (بصورة واضحة) ونحن نعلم أن التنظيم يتعمد عدم إعلان تحمل مسؤولية الهجمات في تركيا وذلك لأنهم تعلموا الدرس من العام 2003».
وأوضحت بلوم: «تنظيم القاعدة في العراق الذي انبثق عنه داعش كان يديره أبو مصعب الزرقاوي وعندما وجه كل تلك التفجيرات الانتحارية في تركيا العام 2003 أدى إلى ردة فعل سلبية هائلة ضده وضد التنظيم بعد التسبب بقتل مسلمين أكثر من أجانب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن