رياضة

لغة التاريخ

| مالك حمود 

من ليس له قديم ليس له جديد، ولما كان الماضي أساساً للحاضر والمستقبل فمن هنا كان توجه القيادة الرياضية نحو العودة إلى تاريخ الحركة الرياضية السورية وتدوينه وتوثيقه، طبعاً مع توخي الدقة والموضوعية (وهذا الأهم) في حفظ وتوثيق كل ما يقدم سيرة الوطن ورياضته ورواده وأبطاله للتاريخ والأجيال. هذا الكلام له أهميته ودلالته لكنها تزداد مع العمل على جمعه ضمن مؤلف كامل يمثل الجزء الثالث لتاريخ الرياضة السورية منذ عام 1946 ولغاية عام 2015.
للفكرة أهميتها الكبرى، ولمسألة الدقة الأهمية الأكبر فالعودة إلى التاريخ والحصول على معلومة عمرها عشرات السنين، أو أكثر من نصف قرن ليست بالمسألة العادية أبدا، ولاسيما أن بعضاً من مصادر المعلومة تسوقها على هواها ومن منظارها الشخصي البحت والضيق، هذا غير المبالغة في بعض الأحيان والتي تصل أحياناً لاختلاق أرقام وألقاب أضعاف الواقع.!
هذا الكلام اعتدناه في كلام بعض الرياضيين (للأسف) في عصرنا الحديث الذي عشناه معا، فكيف لعصر مضى وانقضى وتفصلنا عنه سنون طويلة وربما لم يكن الموثق قد عايشها؟!
كلامي لا يحمل تشكيكاً بعمل اللجنة أبدا ولا تقليلا من أهمية عملها خصوصاً أن جميع أعضائها من الرياضيين القدامى وأصحاب السجل الرياضي الحافل ولمعظمهم نصف قرن على الأقل في ساحة العمل الرياضي، لكن الحدث يذكرني بعبارة ألفناها في مؤسساتنا الرسمية فعندما يتم تشكيل لجنة لمسألة مهمة يتم إرفاق تسمية اللجنة بعبارة (يحق للجنة الاستعانة بمن تراه مناسباً) وذلك بهدف الاستفادة من كل الطاقات والقدرات المتاحة لزيادة فاعلية العمل وتكامله.
ومادام العمل هدفه التوثيق وأرشفة التاريخ الرياضي بمختلف ألعابه، وبذات الوقت هناك في ساحتنا الرياضية من يعمل على توثيق تاريخ أهم ألعابنا الرياضية وأكثرها نشاطاً وأحداثاً ومفارقات، ومؤلفاته المتعددة تتحدث عن جهده الكبير والمضني في جمع تلك المعلومات القيمة والمهمة التي تغوص في عمق التاريخ الرياضي في سورية لتعزز بها المكتبة الرياضية التي تحتاج للكثير من هذه المؤلفات والمراجع وفي بقية ألعابنا الرياضية، ويبقى السؤال:
هل مشروع التوثيق بغنى عن جهد تطوعي ومخلص من عاشق للإعلام الرياضي ومولع بجمع المعلومات القديمة بمنتهى الدقة والمصداقية والأمانة مهما كلفت؟!
ما يجري الآن في مسألة التوثيق الرياضي أمر مهم ويحسب للقيادة الرياضية، ولكننا نطمع ونطمح من الحسن إلى الأحسن في لغة التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن