عربي ودولي

قناص الشرطة الأميركية.. مشوار بدأ في أفغانستان وانتهى في شوارع دالاس .. أوباما يختصر زيارة أوروبا لزيارة دالاس وارتفاع ملموس في منسوب العنصرية.. تنكيس الأعلام في الولايات المتحدة حداداً على مقتل ضباط من الشرطة

لا تزال الولايات المتحدة الأميركية تعيش حالة من الذهول غداة الهجوم المسلح الذي راح ضحيته 5 ضباط شرطة خلال احتجاجات في مدينة دالاس على قتل الشرطة لمواطنين من ذوي أصول إفريقية، وسط أحداث تعيد طرح مسألة العنصرية في البلاد. وقرر الرئيس الأميركي باراك أوباما اختصار زيارة إلى أوروبا للتوجه إلى دالاس جنوب الولايات المتحدة، حيث أعلن البيت الأبيض مساء الجمعة أن أوباما سيعود إلى واشنطن مساء الأحد أي «قبل يوم مما كان مقررا»، وسيتوجه إلى دالاس «مطلع الأسبوع» المقبل بدعوة من رئيس بلدية المدينة مايك رولينغز.
وندد الرئيس باراك أوباما من وارسو بـ«هجمات حاقدة ومحسوبة ومقززة»، مؤكداً أن «لا شيء يمكن أن يبررها».
من جهته قال نائب الرئيس جو بايدن أمس «نشعر كأميركيين بجرح بعد كل أعمال القتل هذه»، وأضاف «علينا جميعاً أن نتحرك ونتحدث عن الفروقات في نظامنا القضائي الجنائي، مثلما علينا جميعاً أن ندافع عن الشرطة التي تحمينا في مجتمعاتنا كل يوم».
وأشاد بايدن بالشرطيين القتلى الذين قال إنهم انضموا إلى الشرطة لأنهم آمنوا بقدرتهم على تقديم المساعدة «ولذلك عندما استهدف رصاص قاتل قوة الشرطة في دالاس فإنه أصاب روح الأمة».
واجتاحت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إدانات شديدة لأعمال العنف الموجهة ضد الأميركيين السود ونقاشات عن دوافع الهجوم العرقي الأخير والمفاوضات التي جرت بين المسلح والشرطة.
وكان قائد شرطة مدينة دالاس ديفيد براون أعلن الجمعة، أن قناصاً واحداً قتل خمسة من رجال الشرطة في مدينة دالاس وأصاب سبعة آخرين في هجوم له دوافع عرقية انتهى حين استخدمت الشرطة إنسانا آليا يحمل قنبلة لقتل المهاجم.
وقال براون إن المسلح أعلن في مفاوضاته المطولة مع الشرطة أنه يريد قتل البيض وضباط الشرطة البيض وإنه يشعر بالغضب من أحداث إطلاق النار في الآونة الأخيرة ضد السود، نافياً أن يكون جزءاً من مجموعة أكبر.
وقال وزير الأمن الداخلي جيه جونسون إن الرجل تحرك بمفرده، مستبعداً، مثل البيت الأبيض، أي ارتباط مع «منظمات إرهابية» معروفة في المرحلة الراهنة من التحقيق.
ولكن تبين أن صفحة جونسون على فيسبوك تربطه بعدد من حركات السود الراديكالية التي تعتبر من المجموعات التي تبث الكراهية.
وكشفت وزارة الدفاع الأميركية حقائق عن المتهم بإطلاق النار على الضباط، ليتضح أن اسمه ميكا إكس جونسون من ذوي الأصول الإفريقية وهو جندي سابق في الجيش الأميركي، وخدم في أفغانستان.
وصرحت المتحدثة باسم الجيش الأميركي سينتيا سميث في بيان بأن جونسون عمل في أفغانستان بين تشرين الثاني 2013 وتموز 2014، مشيرة إلى أنه كان جندياً متخصصاً في أعمال البناء والنجارة.
من جهته سارع البيت الأبيض لإبعاد علاقة المتهم بالإرهاب، معلناً أن المحققين خلصوا لعدم وجود أي علاقة للرجل بأي منظمة إرهابية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، في العاصمة البولندية وارسو حيث يحضر الرئيس أوباما قمة حلف شمال الأطلسي، «ما أعلمه هو أن المحققين استبعدوا بشكل علني الآن احتمال أن يكون الشخص الذي نفذ هذا العمل المروع على أي علاقة بمنظمات إرهابية سواء داخل الولايات المتحدة أو في أي مكان من العالم»، وأضاف إيرنست «لا أعتقد أن هناك أي نوع من التآمر الإرهابي».
وأكدت السلطات الأميركية أن التحقيقات مستمرة لمعرفة تفاصيل الهجوم وما إذا كان هناك شركاء في الجريمة، علما أن الشرطة ألقت القبض على 3 من المشتبه فيهم، من دون توضيح علاقتهم بالمهاجم.
وأمر الرئيس أوباما، وفق بيان للبيت الأبيض، بتنكيس العلم الأميركي إلى النصف في جميع المباني الحكومية داخل الولايات المتحدة وخارجها لمدة 5 أيام بداية من الجمعة وحتى غروب شمس الثلاثاء المقبل، حداداً على مقتل أفراد الشرطة في دالاس.
وعثرت الشرطة خلال عمليات تفتيش منزل جونسون على مواد لصنع القنابل وسترات مضادة للرصاص وذخيرة إلى جانب العثور على كتيب شخصي عن تكتيكات القتال.
في حين شاركت أعداد كبيرة في تأبين الشرطيين القتلى، تصاعد الغضب مع تنظيم تجمعات ليل الجمعة إلى أمس احتجاجاً على مقتل التون سترلينغ في لويزيانا وفيلاندو كاستيل في مينيسوتا وهما أسودان برصاص شرطيين. وشاهد الملايين أشرطة فيديو تظهر آخر لحظات في حياتهما على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال حساب على موقع تويتر قدم نفسه ممثلا لحركة «بلاك لايفز ماتر» أي «حياة السود مهمة» في تغريدة «حياة السود مهمة»، مؤكداً أن الحركة تدافع عن الكرامة والعدالة والحرية وليس عن القتل.
ونظمت تجمعات حاشدة جرت بهدوء الجمعة في عدد من المدن في نيو اورلينز وديترويت وبالتيمور وفيلادلفيا وسان فرانسيسكو وهيوستن وكذلك أمام البيت الأبيض في واشنطن. وكان أكبرها في اتلانتا في ولاية جورجيا حيث أغلق المحتجون شارعاً رئيسياً.
وفي فينيكس استخدمت شرطة مكافحة الشغب رذاذ الفلفل لتفريق حشد كبير أغلق عدداً من الشوارع بعد رشق عناصر الشرطة بالحجارة والتهديد بإغلاق طريق سريع. وتم توقيف شخص واحد على الأقل.
وفي روتشستر في نيويورك أعلن رئيس الشرطة مايكل شيمينيلي توقيف 74 شخصاً لإغلاقهم شارعاً خلال تجمع بدأ هادئاً.
وخلال قداس على روح الشرطيين القتلى دعا رئيس بلدية دالاس مايك رولنغس الأميركيين إلى تضميد جراح البلاد العنصرية.
وقال أمام آلاف الأشخاص «لن نشيح النظر عن واقع إننا مدينة، ولاية، وأمة نواجه اليوم مشكلات عنصرية».
وكرر رولنغس رسالة أوباما بأن حياة السود مهمة وكذلك حياة «الزرق» في إشارة إلى الشرطيين، وقال «علينا أن نسرع الخطا وأن نعالج مشكلات معقدة بطريقة مختلفة. والعنصرية مسألة معقدة».
أ ف ب- روسيا اليوم – وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن