مصادر رسمية في أنقرة: تركيا تقبل بقاء الرئيس الأسد ضماناً لعدم قيام دولة كردية … أردوغان يعيد صياغة أولويات تركيا حيال الأزمة السورية أمام «ناتو»
| وكالات
بينما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعيد صياغة أولويات بلاده إزاء الأزمة السورية أمام زعماء حلف شمال الأطلسي «ناتو» مسقطاً منها المطالبة بدعم المسلحين في سورية أو تنحي النظام، تولت مصادر في وزارة الخارجية التركية التسريب بأن أنقرة تقبل بقاء الرئيس بشار الأسد لفترة انتقالية قصيرة، بوصفه ضماناً في وجه قيام دولة كردية شمال سورية، تشكل تهديداً لأنقرة، في تراجع جديد عن المواقف التقليدية لتركيا من سورية.
وطرح أردوغان خلال اجتماع قمة الناتو المنعقدة في العاصمة البولندية وارسو، 3 قضايا متعلقة بالشأن السوري، مؤكداً ضرورة إيجاد صيغة جديدة لمفهوم الأمن لدى الحلف. ودعا الرئيس التركي، وفق موقع «ترك برس»، إلى «إيجاد حل للقضية السورية»، لأن خلاف ذلك يشكل تهديداً للسلام في تركيا ودول حلف الشمال الأطلسي والعالم بأسره. كما حذر من أن الأزمة السورية تخلق القاعدة الرئيسة للتنظيمات إرهابية، وعلى رأسها داعش. ونبه إلى أن تدفق اللاجئين بسبب أزمة سورية، يخلق مشاكل أمنية في شرق البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، وكذلك يتيح المجال أمام ازدياد ما يسمى «كراهية الأجانب».
وشدد أردوغان على أن تركيا تحاول مواجهة هذه المشاكل الثلاث في آن معاً، لكنه طالب حلف الشمال الأطلسي بتقديم «الدعم الكافي» لأنقرة.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة لآل سعود عن مصادر في الخارجية التركية أن هناك «توجهاً تركياً للقبول ببقاء الرئيس الأسد لفترة انتقالية قصيرة». واعتبرت المصادر الموقف التركي الجديد «امتداداً لتقارب أنقرة مع موسكو»، لكنها أوضحت أن هذا لا يعني تغيراً في موقف أنقرة من الرئيس الأسد، إذ إنها تتمسك برحيله، لكنها قد تقبل ببقائه مرحلة انتقالية قصيرة ربما لا تتجاوز ستة أشهر من خلال توافق مع القوى الدولية وفي مقدمتها روسيا والولايات المتحدة.
وأعادت المصادر إلى الأذهان خطة سابقة وافقت عليها تركيا قبل أزمة إسقاط الطائرة الروسية على حدودها مع سورية في تشرين الثاني 2015، خطة اقترحتها على روسيا مجموعة من تسع دول، وتتضمن الإعلان عن مرحلة انتقالية في إدارة البلاد لمدة ستة أشهر يبقى فيها الرئيس الأسد رئيساً بصلاحيات رمزية غير إدارية أو سياسية أو عسكرية ليغادر منصبه في نهايتها وتجرى انتخابات جديدة في البلاد.
ورأت المصادر أن عودة تركيا لتقييم سياساتها تجاه سورية ترجع في المقام الأول إلى التهديدات الكردية، إلى جانب تضرر مصالح تركيا خلال السنوات الخمس الماضية بسبب التشدد في التعامل مع قضية وجود الرئيس الأسد.
وأعربت هذه المصادر عن اعتقادها أن روسيا نفسها لن تتمسك ببقاء الرئيس الأسد إلى ما لا نهاية، لكنها تسعى لضمان مصالحها في سورية التي يمكنها التوافق بشأنها مع القوى الدولية الفاعلة هناك.
ولم تخف المصادر انزعاج تركيا من استمرار الدعم الأميركي والروسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية «وحدات حماية الشعب»، معتبرة أن استمرار الرئيس الأسد فترة قد يكون ضماناً لعدم تهديد الدولة التركية بقيام دولة كردية على حدودها مع سورية لها امتداد داخل تركيا تتمثل في حزب العمال الكردستاني التي تسعى للانفصال في جنوب شرقي تركيا في إطار السعي لإقامة دولة كردستان الكبرى على أراض في العراق وسورية وتركيا وإيران.
وترفض سورية أي تفكيك لأراضيها. وتدعم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قوات سورية الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب عمادها، بذريعة القتال ضد تنظيم داعش. وتسبب هذا الدعم بأزمة في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة.