سورية

برلمانيون أوروبيون التقوا عباس وأكدوا دعمهم لرفع العقوبات على سورية … تمهيداً لعودة العلاقات الدبلوماسية.. وفد إيطالي أمني في دمشق

| الوطن – وكالات

أكد وفد برلماني أوروبي يزور دمشق حالياً، دعمه لمطلب سورية رفع العقوبات الأوروبية المفروضة عليها، آملاً أن تكون زيارته فاتحة لزيارات جديدة من البرلمانيين الأوروبيين إليها، وذلك بالترافق مع زيارة يقوم بها وفد إيطالي أمني رفيع لدمشق، تمهيداً لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقال الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «يزور وفد إيطالي برئاسة مدير الاستخبارات الخارجية دمشق لاستكمال الملفات التي طرحت خلال زيارة وفد أمني سوري رفيع المستوى كان برئاسة اللواء محمد ديب زيتون يرافقه عدد من الضباط، تمهيدا لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وإذ لم يشر الموقع إلى اللقاءات التي أجراها الوفد الأمني الايطالي في دمشق، نقل عن مصادر مطلعة: أن «المباحثات تركزت على تطبيع العلاقات بين البلدين، وفك الحصار الأوروبي على سورية، إذ إن الحكومة السورية ربطت هذا الشرط ببدء أي مفاوضات أو تعاون أمني». من جهته وحسب الموقع تعهد الوفد الإيطالي بمحاولة إحداث خرق يمهد لتطبيع أوروبي – سوري قريباً، إذ تتطلع روما للعب دور في التسوية السياسية في سورية.
وكانت «الوطن» علمت الأسبوع الماضي من مصدر دبلوماسي غربي في بيروت رفض الكشف عن هويته، أن وفداً أمنياً سورياً رفيع المستوى كان برئاسة اللواء زيتون يرافقه عدد من الضباط، قام بزيارة روما أواخر الشهر الماضي، حيث استمرت زيارته يومين والتقى في روما بنظيره وبعدد من المسؤولين الأمنيين.
وقال المصدر: إن «طائرة خاصة حكومية إيطالية أقلت الوفد السوري من مطار بيروت وإليه»، لكن «الوطن» لم تتمكن من تأكيد أو نفي الخبر من أي مصدر سوري رسمي.
وتعتبر تلك الزيارة الأولى لمسؤول أمني سوري رفيع إلى عاصمة أوروبية، مع التذكير أن عدة وفود أمنية أوروبية زارت دمشق في العامين الماضيين منها وفود ألمانية وبلجيكية وإسبانية وحتى فرنسية.
وتحدث الرئيس بشار الأسد في لقائه الأخير مع قناة «إس بي إس» الأسترالية عن المساعي الأوروبية والغربية عموماً لفتح قنوات اتصال وتعاون أمني سري مع دمشق، وقال: «هذه هي المعايير المزدوجة للغرب بشكل عام، إنهم يهاجموننا سياسياً ثم يرسلون لنا مسؤوليهم للتعامل معنا من تحت الطاولة خصوصاً مسؤوليهم الأمنيين بما في ذلك حكومتكم، فجميعهم يفعل هذا وهم لا يريدون إزعاج الولايات المتحدة، ومعظم المسؤولين الغربيين يكررون فقط ما تريد الولايات المتحدة منهم قوله».
وبالترافق بحثت رئيسة مجلس الشعب هدية عباس أمس، مع وفد من البرلمان الأوروبي برئاسة نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية خافيير كوسو والوفد المرافق له مستجدات الأوضاع على الساحة الدولية والأحداث في سورية. وأكد كوسو دعمه ومساندته سورية في مطلبها رفع العقوبات الأوروبية المفروضة عليها وإدانته الغطرسة الأوروبية أحياناً والأميركية بشكل دائم ضد دول العالم، وضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لجميع الدول في العالم.
وقال كوسو: «سنعمل جاهدين لنقل الصورة الحقيقية حول الأحداث في سورية إلى البرلمان الأوروبي ونأمل أن تكون زيارتنا فاتحة لزيارات جديدة من البرلمانيين الأوروبيين إليها».
وأشار كوسو إلى أن الإرهاب الذي يضرب سورية حالياً هو ذاته الذي سبق أن أودى بحياة المواطنين الأبرياء في بلاده إسبانيا عام 2004.
وزار كوسو والوفد المرافق له أمس، جرحى الجيش العربي السوري في مشفى الشهيد أحمد حاميش بدمشق، واطلعوا على أقسامه ومعمل الأطراف الصناعية فيه.
وقال كوسو: «استطعنا أن نكون من خلال هذه الزيارة صورة عن معاناة الشعب السوري وصمود جيشه في محاربة الإرهاب والصعوبات التي تسببت بها العقوبات الاقتصادية المفروضة من الاتحاد الأوروبي على السوريين خاصة على الخدمات الصحية»، متسائلا: «لماذا يقوم الاتحاد الأوروبي بأذية هؤلاء الناس الذين يحاربون الإرهاب».
وبين كوسو أنه سينقل صوت الشعب السوري إلى البرلمان الأوروبي، معرباً عن فخره بتضحيات الجرحى ووقوفه إلى جانبهم في محاربتهم الإرهاب.
بدورها أشادت عضو البرلمان الأوروبي تاتخانا زدانوكا، بالإرادة القوية لدى الجرحى، مؤكدة أنها ضد العقوبات المفروضة على الشعب السوري وأن سياسة العقوبات أثبتت عدم نجاعتها في تجارب سابقة.
وخلال اللقاء كانت رئيسة مجلس الشعب هدية عباس طالبت برفع العقوبات الأحادية غير الشرعية الجائرة التي فرضتها بعض الدول الأوروبية بحق الشعب السوري، والتي تؤثر على قدرة الدولة السورية على تلبية احتياجات مواطنيها من دواء وغذاء ومحروقات… داعية جميع البرلمانيين في أوروبا لدعم مطالبنا المحقة التي تعبِّر عن صوت ومطالب الشعب السورية، مشيرة إلى أن طريق محاربة الإرهاب واضحة؛ «فمن غير المعقول تصنيف الإرهابيين إلى متشددين ومعتدلين، ومن غير المقبول محاربة الإرهاب في مكان ودعمه في مكان آخر… نحتاج إلى جهود دولية مشتركة ومنسقة، ولذلك نحن نعوِّل على دور البرلمانيين والبرلمانات الوطنية والدولية في تصويب المسارات السياسية التي تنتهجها بعض الدول ضد سورية، وتصحيح المواقف الخاطئة التي تصبُّ في خدمة الإرهابيين والقتلة التكفيريين، ولابد من تطبيق قرارات مجلس الأمن الصادرة بخصوص محاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، ومنع عبوره الحدود ومواجهته إعلامياً وثقافياً».
وأضافت: «نحن أعلنا انفتاحنا الدائم على التعاون على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي في مجال محاربة الإرهاب، ونحن جدِّيُّون في ذلك، ورأيتم كيف أثمر التعاون السوري الروسي والإيراني في تحقيق إنجازات كبيرة في دحر داعش والإرهاب.. مقابل عدم جدية التحالف الذي تقوده واشنطن..». وأشارت إلى أن الإرهاب العابر للحدود الذي ينتشر اليوم في منطقتنا العربية تحت اسم داعش وجبهة النصرة وجيش الإسلام وجيش الفتح، ومنفذي الهجمات الإرهابية في باريس وبروكسل وأنقرة والولايات المتحدة.. كل هذا الإرهاب هو الابن الشرعي للفكر الوهابي المتطرف الذي تنشره مملكة بني سعود في العالم.. وساهم في انتشاره وتقويته تدخل بعض الدول الغربية والإقليمية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ومحاولة تغيير الأنظمة الشرعية فيها بالقوة، لافتة إلى أن ماينتشر في الإعلام الغربي وفي تصريحات المسؤولين الغربيين مصطلح «معارضة معتدلة» ودعم هذه المعارضة «المعتدلة» بالسلاح.. «فهل يوجد معارض يحمل السلاح ضد دولته يمكن أن يطلق عليه اسم (معتدل)؟..». وأكدت رئيسة مجلس الشعب أن سورية «تسير اليوم في مسارين متوازيين أولهما مسار محاربة الإرهاب، ومسار المصالحات الوطنية…».
وأوضحت أن سورية متجاوبة مع جميع المبادرات السياسية، وشاركت بجدية في الحوارات في جنيف وفيينا وموسكو و«لكن مع الأسف من يعطل التقدم في أي مسار سياسي هو المعارضات المصنعة في السعودية وتركيا وقطر التي تدعي من جهة حصرية تمثيل المعارضة، ومن جهة أخرى ترفض محاربة الإرهاب وتدافع عن الإرهابيين وتعمل لحسابهم».
وخلصت بالشكر للوفد لاهتمامهم بالقضايا والهموم الدولية المشتركة، والتزامهم بالحوار كسبيل للوقوف على حقيقة الأوضاع في سورية وتبادل الأفكار حيال هذه الأوضاع، وما يمكن أن نقول به معاً لمواجهة المخاطر التي تُحدق بعالمنا اليوم.
وكان الوفد الأوروبي وصل صباح أمس، إلى دمشق في زيارة تستمر يومين تتضمن زيارة مركز إقامة مؤقتة ولقاء عدد من المسؤولين.
وتأتي زيارة وفد البرلمان الأوروبي بعد 3 أشهر من زيارة قام بها وفد برلماني بلجيكي ضم عضو مجلس الشيوخ آنك فان دير ميرخ، وعضو مجلس النواب الاتحادي يان بينريس ورئيس حزب الديمقراطية الوطنية البلجيكي ماركو سانتي، وزيارة أخرى قام بها وفد برلماني فرنسي ضم 5 أعضاء من الجمعية الوطنية الفرنسية برئاسة عضو اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية في الجمعية تيري مارياني. وجدير ذكره أن الوفد البرلماني من المقرر أن يلتقي مع الرئيس بشار الأسد إضافة إلى مسؤولين في وزارة الخارجية المغتربين ومسؤولين آخرين شخصيات سياسية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عضو مجلس الشعب بطرس مرجانة: إن العديد من الدول الأوروبية لم تكن عادلة بحكم مصالحها ولكنها لاشك عادلة بحكم قيمتها وأعتقد أن هذه الدول بدأت تعيد التفكير فيما فعلته في سورية والعودة إلى قيمها ومبادئها وهذه الزيارة تندرج تحت هذا المفهوم.
ولفت إلى أن الزيارة هي الأولى ولكنها ستتكرر في المستقبل القريب وسنعمل جاهدين في البرلمان على إعادة العمل بشكل طبيعي بين البرلمانات سواء الأوروبية ومجلس الشعب.
وأشار مرجانه إلى أن زيارة الوفد البرلماني مهمة جداً بل هي خطوة للأمام لمصلحة سورية، لافتاً إلى أن البرلمان الأوروبي يعمل حالياً على رسم سياسة أمنية وخارجية جديدة.
بدوره أمين سر مجلس الشعب خالد العبود أكد لـ«الوطن»، أن «الزيارة مهمة لأنها تؤسس لتراكم فعل انزياح ممكن أن يحصل على مستوى البرلمانات الأوروبية وما حصل ليس جديداً»، مؤكداً أن هذه الزيارة سوف تؤكد لأعضاء البرلمان أن ما يجري في سورية إنما هو عبارة عن عدوان على الدولة السورية وتفتيت الدولة ويندرج تحت مسمى الاستثمار في الإرهاب وبالتالي هذه الزيارة هي حلقة من حلقات متعددة يمكن لا بل ستؤسس لعمل سياسي قادم وتنقل الحقيقة الحاصلة في سورية.
وأشار إلى أن أعضاء الوفد أكدوا رفضهم للحصار الاقتصادي «البلطجي»، وذكروا كلمات قاسية بحق الإدارة الأميركية وحتى حكومات أوروبية لجهة الحصار الاقتصادي على سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن