ثقافة وفن

الشباب الذين ظلمتهم درامانا يبحثون عن لقمة العيش…ممثلون في بداية الطريق تحولوا إلى مدربين للطامحين في دخول المعهد العالي للفنون المسرحية

 وائل العدس: 

يتوجه كل عام عدد من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية إلى التدريب وإعداد متدربين للدخول إلى المعهد في ظل تضاؤل الفرص الدرامية من ناحية، وجمود الحركة المسرحية من ناحية أخرى.
فما سر هذا التوجه؟ وما الذي يقدمه التدريب لخريج المعهد العالي؟ ألا يخاف الخريج من أن ينافسه المتدرب على فرصة عمل في المستقبل؟

ثقافة مسرحية
تقول الممثلة نغم ناعسة: تخرجتُ في المعهد العالي عام 2008، ودرست مادة الحركة المسرحية مع الخبير الروسي الكسندر ديبا وقمت بالكثير من ورشات العمل المهمة خلال دراستي في المعهد وحتى بعد تخرجي أيضاً، لذلك أرى من الواجب وضع هذه الخبرة ولو بجزئية بسيطة بأيادي أناس لا يعرفون أي شي عن المسرح، فالثقافة المسرحية تنهض بالمجتمع وبالأفراد.
وتضيف: هناك فرق بين تدريب أناس يريدون التقدم إلى المعهد ويسعون فقط إلى معرفة الأسئلة التي يتعرضون لها خلال اختبارهم من اللجنة للقبول في المعهد، وبين أناس لديهم التجربة في المسرح من خلال أدوار صغيرة قاموا بها أو تعلموا على أيدي أساتذة غير مختصين، هؤلاء من السهل معهم، والمقصود من كلامي أن الورشات تختلف منهجياً.
وعن الفائدة التي تحصل عليها من التدريب ترى أنها عندما تبدأ بالتدريب مع أناس لا تعرفهم أبداً وهم لا يعرفون بعضهم البعض، وتصل معهم في نهاية الورشة إلى خلق حالة من التعايش وكأنهم أفراد عائلة، فتكون قد حققت نتيجة مهمة ليس فقط بالجانب العلمي بل بالجانب الإنساني أيضاً وهو الأهم بالنسبة لها، وعندما أدرب طالباً ويصبح نجماً محترماً في المستقبل، فسأفتخر بأنني دربته يوماً ما لأنه تلميذي.
وتتابع: نحن لا نرفض العمل الذي تحكمه أدوات متميزة من نص وإخراج، فالتعب والدراسة والجهد وجدت كي يكون لنا بصمة يوماً ما ولن نقبل بعمل يستهزئ بنا سواء مادياً أو فنياً.

ثلاثة فوائد
أما الممثل كرم الشعراني الذي عملاً مدرباً لإعداد أشخاص للدخول إلى المعهد العالي للفنون المسرحية فيرى أنه من الممتع منح الخريج ما اكتسبه من خبرة ومن ألف باء التمثيل للآخرين، كما أنه يعود بالفائدة على المدرب أيضاً.
وأوضح أن التدريس يقدم الخبرة في المجال الفني وفي مجال التدريب إضافة إلى فائدة شخصية من خلال الاطلاع على مستوى الطلاب.
ونفى أن ينافس المتدربين الخريجين على فرصة عمل لأن لكل مجتهد نصيباً، وعلى الخريجين الجدد إثبات وجودهم من خلال الفرص التي تمنح لهم حتى لو كانت صغيرة.

صرخة درامية
رغم تعدد وجهات النظر حول هذا الأمر، فما هو مؤكد أن لهذا التوجه فائدة على المدربين من الخريجين المسرحيين مما يتعلق بصقل خبراتهم ومعلوماتهم التي اكتسبوها في المعهد العالي للفنون المسرحية، والتعمق بمعرفتها، وكذلك هي فرصة للبعض للتجريب في مجال العمل المسرحي خاصة ممن يقيمون الورشات التدريبية، لكن هناك البعض ممن قد يرى فيها صرخة بوجه القائمين على الدراما السورية من منتجين وشركات إنتاج للانتباه إلى هذه المواهب الشابة الأكاديمية التي تخسرها الدراما السورية لمصلحة التأطير والشللية التي تعاني منها الدراما السورية، وخاصة أنها تجعل الكثيرين يمضون مواسم عدة من دون عمل على حساب وجوه مل المشاهد من رؤيتها وضاع بين الأعمال التي تشارك بها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن