سورية

نيربيه: بقاء الرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية «واقعي ومنطقي» … التفاهم بين «هيئة التنسيق» و«التكتل الديمقراطي» يضع «العليا للمفاوضات» أمام تحدي البقاء

| وكالات

اعتبر نائب رئيس الائتلاف المعارض موفق نيربيه أن «بقاء (الرئيس بشار) الأسد في المرحلة الانتقالية واقعي ومنطقي»، وذلك بعد تصريحات للمنسق العام «لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» حسن عبد العظيم، قال فيها «إن رحيل (الرئيس) الأسد قبل المرحلة الانتقالية شرط تعجيزي». وتشير تصريحات نيربيه إلى أن التنسيق بين «هيئة التنسيق» و«التكتل الديمقراطي» (الجسم الفاعل في الائتلاف المعارض) في أوجه، الأمر الذي يضع «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض أمام تحدي البقاء.
ويرى مراقبون، أن التطابق بين «الكتلة الديمقراطية» و«هيئة التنسيق» بضرورة بقاء (الرئيس) الأسد في المرحلة الانتقالية، يستند إلى سعي الطرفين أن يكون لهما دور في المرحلة المقبلة.
وفي 30 الشهر الماضي، وبعد 5 أيام من تصريحات عبد العظيم، التقى في العاصمة الألمانية برلين عضو «هيئة التنسيق» جون نسطة (يحمل الجنسية الألمانية)، مع «نائب رئيس الائتلاف» موفق نيربيه في منزله، من أجل «رفع مستوى التنسيق والتفاهم» بين «هيئة التنسيق» و«الكتلة الديمقراطية»، التي يعد «نيربيه» أحد أبرز الشخصيات فيها، وفق ما ذكرت جريدة «زمان الوصل» المعارضة.
وتركز اللقاء على مناقشة وضع اللجان التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين في بروكسل، وتشكيل هيئة عليا مشتركة توازن حجم «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة، إذ يرى الطرفان أن «هيئة التفاوض» ما هي إلا جهاز فني ينفذ إرادات القوى السياسية الفاعلة فيه، وبالتالي لابد من تشكيل جبهة سياسية متينة تعمل على تعديل عمل «العليا للمفاوضات» وزيادة أعضائها وتوسيع دائرة المفاوضين ليكون للطرفين دور أعمق، إضافة إلى تحديد صلاحيات «العليا للمفاوضات»، خصوصاً أنهم يرون أن دور «العليا للمفاوضات» أصبح سياسياً بقيادة رياض حجاب، ويبحثون عن كيان سياسي يوقفه.
وقد بدت مؤشرات هذا التفاهم بين «هيئة التنسيق» و«التكتل الديمقراطي» واضحة، من خلال إصرار «الهيئة السياسية» التي يسيطر عليها «الديمقراطيون» على المضي في العمل ضمن اللجان التي وضعت محدداتها في بروكسل الشهر الماضي، وذلك رغم الانقسام داخل «الهيئة السياسية» بعد تصريحات عبد العظيم بأن «رحيل (الرئيس) الأسد قبل المرحلة الانتقالية شرط تعجيزي».
المفاجأة في لقاء «نيربية» و«نسطة» كانت بالاتصال الذي أجراه الأول مع عبد العظيم، حيث قال له حرفياً، حسبما نقلت «زمان الوصل»: «أتفق معك بأن بقاء (الرئيس) الأسد في المرحلة الانتقالية واقعي ومنطقي، لكن الإفصاح بذلك علناً قد يستغله الصقور في الائتلاف و«العليا للمفاوضات» للهجوم على التكتل الديمقراطي والهيئة، لذا ليس من المصلحة الآن الإعلان عن هذا الموقف»، وهذا الكلام كان الهدف منه محاولة إطفاء نيران تصريح عبد العظيم.
والسؤال الأهم في هذا الجدل المستمر لابد من حسمه على مستوى الأمانة العامة للائتلاف، وبما أن هذا الائتلاف يعاني من حالة الجزر المعزولة، فلا بد من التوجه بأسئلة مباشرة إلى هذه الجزر من إخوان مسلمين وممثلي مجالس محلية وممثلي قوى عسكرية وبقية الأعضاء، وماذا عمن سماهم «نيربية» بالصقور، هل تحول الائتلاف إلى صقور وحمائم.. وماذا عن موقف رئيس الائتلاف أنس العبدة!؟
صحيح أن القوى العسكرية منشغلة بجبهات القتال، لكنها المعني الأول بمثل هذه التفاصيل، ذلك أن الدم هو من يحرك البيادق على لعبة الشطرنج، فهي المعني الأول والأخير بما يجري من تجاذبات سياسية داخل قوى المعارضة.
وفي حال أعلن هذا التوجه الجديد لـ«التكتل الديمقراطي» و«هيئة التنسيق»، سيكون لذلك ارتدادات إقليمية واسعة خصوصاً من الدول الخليجية وبالتحديد قطر والسعودية، ففي الوقت الذي كرّر فيه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير معادلة «لا بقاء للأسد» يوماً واحداً منذ اليوم الأول من المرحلة الانتقالية، تعيد هاتان القوتان الأزمة السورية إلى المربع الإيراني الروسي، الذي يرى بأن (الرئيس) الأسد جزء أساسي من المرحلة الانتقالية، كما تسددان ضربة قوية لمؤتمر الرياض الذي يصر على أن مسألة وجود (الرئيس) الأسد بعدم المشاركة إطلاقاً في هذه المرحلة. وبالتالي سيدخل هذا التوجه في مصارعة وربما مواجهة مع السعودية التي رعت مؤتمر الرياض بحضور القوى السياسية.. فهل حضرت «الكتلة الديمقراطية» و«هيئة التنسيق» نفسها لمثل هذه المواجهة مع أكثر الدول انغماسا بالشأن السوري. على الرغم من أن القرار السوري ليس بيد هذه القوى وليست هي اللاعب الرئيس في مسار الأزمة، إلا أن عملها على هذا النحو المتخفي يثير القلق والتساؤل: «من خول هذه القوى إصدار القرار، وما مرجعيتها؟».
وإذا كان هذا التوجه لضرورة وطنية، فلماذا لا يخرجون على العلن ويصارحون السوريين بهذا المشروع، وإن كانوا يعملون من أجل سورية، مفترضين حسن النيات، فليقدموا ذلك أمام الشعب السوري وكل القوى السياسية الأخرى، بعيداً عن الكواليس والأروقة الخاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن