سورية

مصادر أوروبية تحدثت عن أن واشنطن حددت لروسيا مناطق سورية يمنع على مقاتلاتها استهدافها … أوبامــا: ليس بوسعنا حل مشاكـل العالـم بمفردنا..  وأولاند يطالب واشنطن وموسكو باستهداف «النصرة»

| وكالات

قالت مصادر أوروبية معنية بالأزمة السورية: إن الإدارة الأميركية حددت لروسيا بعض المناطق الجغرافية داخل سورية يمنع على سلاح الطيران الروسي قصفها، وأشارت إلى أن المشاورات ما زالت مستمرة بين الطرفين لتفعيل هذه الخطوة ضمن توافق أميركي روسي أعم.
وبينما اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة لا تستطيع بمفردها حل المشاكل التي يواجهها المجتمع الدولي، طالب الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند واشنطن وموسكو باستهداف جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية في غاراتهما أيضاً.
وأكدت المصادر الأوروبية، وفق ما نقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، عدم تسرّب تفاصيل الخرائط الأميركية، غير أنها أفادت بأنها لن تشمل مناطق سيطرة «النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سورية، بل مناطق مدنية وأخرى تعمل فيها قوات عسكرية مدعومة من «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، وبعض المناطق التي تضم كتائب تابعة لمليشيا «الجيش الحر».
وقالت المصادر: إن روسيا تسعى لمساومة أوسع لتنفيذ الطلب الأميركي، وهو يتعلق بتصنيف بعض التنظيمات المسلّحة، وهو ما ترفض الإدارة الأميركية مناقشته في الوقت الراهن.
وتُشدد الولايات المتحدة على ضرورة الالتزام الدولي بتصنيفات الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية، فيما تريد روسيا إضافة تنظيمات مسلّحة، وهو خلاف في وجهات النظر بين الطرفين يؤثر بالتالي على الوضع العسكري داخل سورية.
في سياق متصل، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما في حديث نشرته صحيفة «El Pais» الإسبانية، أمس، أن الولايات المتحدة لا تستطيع بمفردها حل المشاكل التي يواجهها المجتمع الدولي.
وأضاف: «أعتقد أن زعامة الولايات المتحدة العالم، ضرورية من أجل الأمن والرخاء في العالم، ولهذا نحن نقود التحالف الدولي للقضاء على تنظيم داعش. نعمل بلا كلل من أجل إيجاد تسوية دبلوماسية للحرب في سورية، ونسهم بشكل كبير في تقديم المساعدات الإنسانية وأكثر من أي بلد آخر في العالم، كما ندعم عقد لقاءات دولية على أعلى مستوى لبحث قضية اللاجئين في الخريف المقبل. ومع ذلك، من الواضح أنه لا يمكن لأي أمة، ولو كانت بقوة الولايات أن تحل مثل هذه المشاكل بمفردها».
وأضاف أوباما، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن الولايات المتحدة «بحاجة إلى تحالفات وشراكات تخدم نقاط قوة كل بلد من خلالها. لذلك نحن ممتنون لإسبانيا على مساهمتها في مساعدة القوات العراقية في الحرب ضد داعش. القوات الإسبانية أساسية في أمن الاتحاد الأوروبي والناتو في البحر المتوسط».
على صعيد آخر، نشرت صحيفة «الواشنطن بوست»: أن البنتاغون بصدد تغيير قائد العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسورية.
ورجحت الصحيفة حسب مصادرها في البنتاغون، وفق ما نقلت وكالة «سمارت» المعارضة للانباء، أن يشغل المنصب الجنرال ستيفن تاونسند، بدلاً من الجنرال شون ماكفارلاند، قائد العمليات الدولية المشتركة ضد داعش في العراق وسورية حالياً. وذكرت الصحيفة أن الجنرال تاونسند، هو قائد فيلق الإنزال الجوي الـ18 في فورت براج «نورث كارولينا»، وسيبدأ مهامه الجديدة في آب أو أيلول القادم. وأشارت الصحيفة إلى أن المهمة التي تقف أمامه «صعبة للغاية» وخصوصاً في سورية، في ظل وجود عدد كبير من الجماعات المعارضة المختلفة، واستمرار تدخل العديد من الدول الأجنبية في تلك المنطقة.
وأعلن «التحالف الدولي» ضد داعش الذي بدأ هجماته على مواقع التنظيم في سورية في 19 أيلول 2014، نهاية الشهر الماضي في تقرير، أن مجمل الضربات الجوية التي استهدفت التنظيم منذ بدء الحملة لغاية 28 حزيران 2016 وصل إلى 13470 ضربة، موضحاً أن الطائرات الأميركية نفذت 10304 ضربات ضد التنظيم منها 4126 في سورية، على حين نفذت بقية أطراف التحالف 3166 ضربة منها 245 في سورية.
وفي وقت سابق، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند في العاصمة البولونية وارسو من أن يؤدى إضعاف تنظيم داعش في سورية إلى تعزيز فصائل متطرفة أخرى مثل جبهة النصرة، مطالبا واشنطن وموسكو بأن تستهدفا في غاراتهما أيضاً هذا الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
وقال أولاند في ختام اجتماع مع نظيره الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والإيطالي ماتيو رينزي إضافة إلى الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء: إن «داعش تتراجع وهذا لا شك فيه ولكن يجب علينا أيضاً تجنب أن تتعزز مجموعات أخرى بالتوازي مع إضعاف داعش».
وأضاف: «نرى جيداً أن جبهة النصرة يمكن أن تتعزز. هذه نقطة مهمة. يجب أن يكون هناك تنسيق كي تتواصل التحركات ضد داعش وفى نفس الوقت كي يكون بين جميع الأطراف الروس والأميركيين في إطار التحالف، تحرك ضد «النصرة» يكون بدوره فعالاً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن