رياضة

كما اشتهى الدون..

| غانم محمد 

عندما خرج النجم كريستيانو رونالدو مصاباً من الشوط الأول أيقن الكثيرون أن السيناريو الموضوع من أجل تتويج فرنسا بلقب يورو2016 سيمضي إلى نهايته بيسر وسهولة ودون الحاجة إلى أي تدخّل تحكيمي.
وأعتقد أنهم لو خيّروا فرنسا منذ دور الثمانية مع مَن تحب أن تلعب النهائي لاختارت البرتغال فكيف إذا كان ذلك من دون رونالدو؟
ويبدو أن الفرنسيين ارتاحوا لمجريات المباراة وخاصة بعد خروج كريستيانو معتقدين أن بإمكانهم حسم المباراة بأي لحظة أمام منتخب فقدَ نصف قوته الضاربة.
لكن الآخر أرادها تحدياً لنفسه ولمنافسه وتحيةً لجمهوره الرائع ولنجمه المصاب فلعب حارسه باتريسيو دور النجومية المطلقة وكان سبباً أساسياً إضافة لحظّ اللحظات الأخيرة بوصول البرتغال لوقتين إضافيين حمل ثانيهما هدف التتويج لرفاق رونالدو الذي مارس دور المدرب ودور الموجه والمحفّز لرفاقه اللاعبين من على الخط كما تحوّل إلى رئيس رابطة مشجعين وبالنهاية فقد تلقى من التهاني أكثر مما تلقاه أي لاعب..
في الوقت الذي خذلت فيه ليونيل ميسي في كوبا أمريكا 2016 فإن الكرة أنصفت رونالدو في يورو العام ذاته وأضاف لسجله ميزة ستعطيه أفضلية عند اختيار أفضل لاعب في العالم.
إذ لم يعد ينقص هذا اللاعب من الألقاب إلا كأس العالم وعلى صعوبة ذلك –أو ربما استحالته- فالفرصة الأخيرة له ستكون مونديال روسيا 2018 وإلى ذلك الحين وهو بأسوأ حالاته لا يرضى إلا أن يكون بالمقدمة..
باختصار، فقد كان يورو 2016 غنياً بدروسه لمن يبحث لنفسه عن مكان على خريطة الكرة العالمية وبدأت الفوارق الفنية والرقمية بين المنتخبات تنخفض إلى حدودها الدنيا ومن خلال هذا المشهد نطير إلى لاعبي منتخبنا الأول طالبين منهم أن يكونوا أصحاب إنجاز سيُنسب إليهم وحدهم إن نجحوا بمقارعة كبار القارة الآسيوية والوصول بأحلامنا أو بأوهامنا إلى مونديال روسيا 2018 مع اقرارنا بصعوبة المهمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن