رياضة

البرتغال تنفض ضغوط رونالدو.. اللقب الأول للسيليكسيون بألحان الكاتناشيو

| خالد عرنوس

انفض عرس الكرة الأوروبية بنسخته الخامسة عشرة وتزينت الكأس بألوان العلم البرتغالي (الأحمر والأخضر) بعد تتويج السيليكسيون بلقبه الأول على صعيد البطولات الكبرى فتوج بطلاً لثاني أقوى البطولات العالمية عقب فوز لاعبي فرناندو سانتوس على أصحاب الدار الفرنسيين بهدف جاء في الوقت الإضافي من النهائي الذي أقيم على ملعب فرنسا الدولي في العاصمة باريس، لينجح أحفاد فاسكو دي غاما في اكتشاف لذة التتويج بعد خمسة عقود من معاندة قطعة الجلد المدور لنجومهم وأبت كرة القدم إلا أن يكون صانع الفرح والمجد في الليلة الباريسية الكبيرة فارساً أسمر البشرة ذكّر الجميع بفهد اسمه إيزيبيو بدأت معه أحلام البرتغال مع البطولات الكبرى فقد خطف شاب يدعى إيدير لوبيز الأضواء من كل النجوم الكبار وعلى رأسهم رونالدو الذي غادر ملعب سان دوني مكرهاً بسبب الإصابة.
لم يكن الفوز البرتغالي مفاجئاً إذا ما عدنا إلى ما قبل البطولة بساعات فقد دخلها رونالدو ورفاقه بين المرشحين للظفر باللقب، لكن مع كل من مرحلة من مراحلها تحول هذا التتويج إلى إحدى أكبر مفاجآت عالم الكرة العجيب فلم يقدم البرتغاليون ما يشفع لهم بالصعود إلى منصة التتويج إلا من الناحية الدفاعية التي أجادها على الورق المدرب سانتوس وعلى أرض الملعب لاعبون تمرسوا في هذا النوع من اللعب العقيم الذي حمل الأهم في النهاية ليتوج السيليكسيون ببطولة القارة العجوز بنفس إيطالي (على ألحان الكاتناشيو) وإن تلون بالأحمر والأخضر.

الدفاع يكسب
لم يأت النهائي كما يشتهي عشاق كرة القدم وخاصة محبي الكرة الهجومية منهم مع الحذر الكبير الذي ساد أجواء الفريقين ولاسيما الضيف البرتغالي الساعي لكسر النحس (الرسمي) أمام الفرنسيين الذين بدوا أكثر انفتاحاً على مستوى الهجوم لتأكيد تفوقهم على هذا الصعيد في البطولة، واصطدم لاعبو ديشان كما هو متوقع بطريقة دفاعية برع فيها نجوم سانتوس في هذه البطولة وكانت لهم ملاذاً في جل مراحلها بل كانت الطريق المثالي للخروج بنتائج رقمية مفيدة وهي الأهم في النهاية, فقد أثبت بيبي ورفاقه ومن ورائهم الحارس البارع باتريسيو أنهم تشربوا من مدرسة الطليان الدفاعية الشهيرة في عالم كرة القدم بل تفوقوا عليهم أقله في هذه البطولة على الرغم من تلقي مرماهم 4 أهداف كلها في الدور الأول ويحسب لهم أنهم لم يتلقوا سوى هدف وحيد في الأدوار الإقصائية.

رب ضارة نافعة
التوقعات رجحت كفة الديوك من أجل صيحة ثالثة ومعادلة رقم الألمان والإسبان في البطولة إلا أن البرتغاليين كان لهم رأي آخر على الرغم من خروج (ملهمهم) رونالدو مصاباً، ففي الدقيقة الثامنة تلقى الطوربيد ضربة لم تكن في الحسبان من ديمتري باييه عرج على إثرها ولم تنفع محاولات مداواته على مرتين فاضطر للخروج في الدقيقة 24، وظن معظم المراقبين أنها نقطة التحول في المباراة لمصلحة أصحاب الضيافة إلا أن رفاقه أحسوا برفع الضغط عن كواهلهم ولذلك قدموا مباراة للتاريخ وإن لم تكن للذكرى على الصعيد الفني, وكما اشتهى البرتغاليون مضى الشوط الأول سلباً مع تألق لافت لباتريسيو الذي تصدى لأخطر كرتين إحداهما من رأسية غريزمان حارماً إياه من هدفه الشخصي السابع والثانية من سيسوكو مفاجأة النهائي.

للبدلاء كلمة
في الشوط الثاني مالت الكفة أكثر نحو الزرق مع أداء متزن لبرازيليي أوروبا الذين حاولوا الرد عبر مرتدات لم تخل من خطورة، وعلى غرار ما حدث في مباريات عديدة في البطولة بتألق البدلاء فقد حرك الفرنسي كومان هجوم فريقه وصنع فرصة مع أول لمسة وكاد يسجل وتبعه زميله جينياك الذي كاد ينسي أبناء جلدته كل إخفاقه مع الديوك بكرة تخطت باتريسيو لكنها اصطدمت بسوء الطالع والقائم الذي حرم هولاند ومواطنيه من إطلاق العنان للأفراح قرب قوس النصر حيث كان الساعة تشير إلى الدقيقة (90+2)، وكان باتريسيو تألق في إبعاد صاروخ أزرق لسيسوكو الذي جاء رداً على أخطر الكرات البرتغالية بفرصة مزدوجة تصدى فيهما لوريس ببراعة لكرتي ناني وماريو, ووجه البديل البرتغالي إيدير إنذاراً شديد اللهجة للوريس الذي تعملق بالتصدي لتسديدته قبل أن يقترب رافاييل من هز الشباك الفرنسية لولا (عبوس) العارضة بوجه تسديدته الصاروخية، وشهدت الدقيقة 109 كرة الحسم عبر إيدير الذي تلاعب بمدافعين (زرق) قبل أن يسدد كرة زاحفة تخطت الجميع إلى حيث الأفراح في لشبونة وباقي مدن البرتغال وهدف الفوز والتتويج باللقب الأغلى بتاريخ السيليكسيون, ويكتب التاريخ أنه بالحظ وأشياء أخرى وضعت البرتغال أقدامها على قمة أوروبا لأربع سنوات قادمة وأنها ثأرت من فرنسا وأنزلت بها الخسارة الأولى على أرضها في البطولات الكبرى منذ عام 1960 ويسجل التاريخ الفوز الأول للبرتغالي على الفرنسي بعد 41 عاماً وبأن السيليكسيون الذي خسر على أرضه عام 2004 عاد واقتنص الكأس خارجها، ويذكر أيضاً وأيضاً أن البرتغال فازت دون نجمها الأغلى والأعلى رونالدو ونجح رفاقه في تجاوز محنة غيابه في وقت ومكان وزمان لم يكن الكثيرون يرجحون مقدرتهم على ذلك، وأن الفريق البطل اضطر للمرة الأولى لخوض التمديد ثلاث مرات في نسخة واحدة، وضمن المنتخب البرتغالي ظهوراً أول في كأس القارات 2017 بعدما أصبح البطل العاشر للقارة العجوز وأبقى اللقب في شبه الجزيرة الإيبيرية، وفشل ديشان بتقليد الألماني فوغتس، ويؤكد عقدته البرتغالية الخاصة وهو الذي خسر نهائي الشامبيونز قبل 12 عاماً أمام بورتو.

على هامش النهائي
بات نهائي 2016 النهائي السادس في البطولة الذي يحتاج إلى أوقات إضافية بعدما أضحى النهائي الأول الذي ينتهي وقته الأصلي بالتعادل السلبي والرابع الذي يحسم بالتمديد.
نتيجة 1/صفر حدثت للمرة الثانية في النهائي بعد فوز اليونان على البرتغال في بطولة 2004.
ارتفعت أهداف المباريات النهائية إلى 39 هدفاً وهدف إيدير هو الرابع في التمديد وأصبح نهائي 2016 الرابع على التوالي الذي لا يشهد أهدافاً من الفريقين والتاسع في تاريخ البطولة الذي ينتهي بفوز نظيف والسابع الذي ينتهي بفارق هدف.
أصبح البرتغالي ريناتو سانشيز أصغر لاعب يشارك في مباراة نهائية بـ18 عاماً و326 يوماً وبالتالي أصغر متوج باللقب.

بطاقة النهائي

• المكان: ملعب فرنسا – سان دوني – باريس.
• الزمان: مساء الأحد 10/7/2016.
• المناسبة: نهائي كأس أمم أوروبا – يورو 2016.
• الحضور: 75868 متفرجاً تقدمهم لفيف من شخصيات سياسية وكروية.
• الفريقان والنتيجة: البرتغال × فرنسا 1/صفر بعد التمديد.
• الأهداف: إيدير لوبيز (109).
• الحكم: مارك غليتنبرغ (إنكلترا).
• الإنذارات: سيدريك وماريو ورافاييل وكارفاليو وباتريسيو وفونتي (البرتغال)، ماتويدي وبوغبا وكوسيليني وأومتيتي (فرنسا).
• مثل فرنسا: لوريس– أومتيتي- كوسيليني– باكاري سانيا– باتريس إيفرا– سيسوكو (مارسيال 110)- بول بوغبا- ماتويدي– باييه (كومان 58)– غريزمان– جيرو (جينياك 78)، والمدرب ديديه ديشان.
• مثل البرتغال: باتريسيو– رافاييل غيريرو– سيدريك سواريز– جوزيه فونتي- أدريان سيلفا (موتينيو 67)– ريناتو سانشيز (إيدير 79)– بيبي– ويليام كارفاليو– ناني– رونالدو (كواريزما 24)– سانشيز، والمدرب: فرناندو سانتوس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن