سورية

أكثر من 8 شهداء و 80 جريحاً … فصائل المسلحين تفشل أمام قلعة حلب ومركز المدينة

| حلب – الوطن

صد الجيش العربي السوري أمس هجمات واسعة شاركت فيها فصائل مسلحة عديدة استهدفت السيطرة على سوق الهال وفرع المرور عند مدخل مدينة حلب وقلعتها التاريخية الإستراتيجية، في محاولة لفتح جبهات إشغال جديدة تلهي الجيش عن استكمال مهمته للسيطرة على طريق الكاستيلو، آخر معبر لمسلحي شرق المدينة، على الأرض بعد قطعه نارياً. وبفشل مآرب المسلحين، أمطروا مركز المدينة والأحياء المحيطة له بأكثر من 200 قذيفة متفجرة خلفت 8 شهداء وأكثر من 80 جريحاً في صفوف المدنيين في حصيلة غير نهائية ودماراً واسعاً في الشقق السكنية والمحال التجارية والسيارات لم تعهده المنطقة من قبل.
وقد وجه محافظ حلب محمد مروان علبي «المشافي الخاصة للعمل الفوري على استقبال جميع الحالات الإسعافية جراء الاعتداءات الإرهابية وفتح غرف العناية المشددة أمام الحالات الواردة إليها أو المحولة إليها من المشافي العامة».
ودعا علبي المشافي الخاصة إلى «تقديم الخدمات العلاجية والإسعافية للمصابين من الأعمال الإرهابية مجاناً».
بدأ السيناريو المرسوم من «الجبهة الشامية»، أكبر تشكيل مسلح في حلب، بتفجير نفق تحت الأرض فجراً في حي العقبة بمحيط الجامع الأموي في المدينة القديمة تلاه هجوم كبير على خطوط تماس الجيش في المدينة وآخر باتجاه قلعتها الأثرية استعملت خلاله أسلحة ثقيلة ومتوسطة ومحاولات تسلل من انغماسيين نحو القلعة فشلت في الوصول إلى نقاط تمركز الجيش الذي خاض اشتباكات عنيفة ساهم فيها سلاح الطيران بضرب خطوط إمدادهم الخلفية وردت المهاجمين على أعقابهم من دون أي تغيير في خريطة السيطرة، حسب مصدر ميداني لـ«الوطن».
بالترافق، شنت جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية، هجوماً من حي الكلاسة باتجاه فرع المرور، ومن بستان القصر نحو سوق الهال في معركة أعلنت تنسيقيات محسوبة عليها أن الهدف منها السيطرة على السوق عند مدخل مركز المدينة الجنوبي والقريب من القصر البلدي.
الجيش أحبط الهجوم بعد اشتباكات استمرت ثلاث ساعات صوب خلالها عناصر «النصرة» وفصائل المسلحين المتحالفة معها عشرات قذائف الهاون وأسطوانات «مدفع جهنم» نحو أحياء المشارقة والفيض والإسماعيلية والجميلية وشارع بارون على حين تولى المسلحون المتمركزون في أحياء حلب القديمة مهمة إطلاق القذائف على أحياء العزيزية والسليمانية والمنشية وباب جنين لخلق حال من الرعب في صفوف السكان والتسلل داخل خطوط التماس.
ونفى مصدر ميداني لـ«الوطن» حدوث أي حالات تسلل لانتحاريين أو غيرهم سواء باتجاه القلعة أو فرع المرور أو نحو مركز المدينة كما ادعت بعض الفصائل المسلحة و«النصرة» على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وقدر عدد قتلى المهاجمين بأكثر من 50 قتيلاً وضعفهم من الجرحى. كما حاول المسلحون فتح جبهات الراشدين الرابعة وحي الزهراء وكتيبة المدفعية والميدان التي شهدت اشتباكات محدودة.
إلى طريق الكاستيلو حيث المواجهة الحقيقية، استطاع الجيش وحلفاؤه تدمير شاحنات محملة بالذخيرة والأسلحة حاولت عبور الطريق المقطوع نارياً صوب مناطق المسلحين في أحياء المدينة الشرقية، كما دمر جرافات بالقرب من محور الليرمون كانت تعمل على فتح طريق مواز وبديل للكاستيلو، ما حال دون إتمام المهمة المستحيلة، وفق خبراء عسكريين لـ«الوطن».
إلى ذلك اعترفت تنسيقيات المسلحين بعد طول إنكار بقطع طريق الكاستيللو نهائياً من الجيش أمام حركة المسلحين، ونقلت صوراً لأسواق المدينة الشرقية خالية من الخضر والمواد الغذائية التي تعرضها، وهو ما شكل ضغطاً وخلق حالاً من الغليان في صفوف من تبقى من المدنيين ضد المسلحين الذين حاولوا إشغالهم بفتح معارك جديدة على خطوط تماس المدينة واستهداف المدنيين في المناطق الآمنة بعد ثلاثة أيام من مجزرة في حي الفرقان والمدينة الجامعية راح ضحيتها 37 شهيداً من المدنيين وأكثر من 250 جريحاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن