سورية

اتهم الرياض بقتل علوش ونعتَ البغدادي بـ«وريث قتلة عثمان» … الظواهري (يطلِّق) داعش و(يكسر الجزة) مع السعودية

بعد أن فشلت دعواتها المتتالية من أجل الوحدة بين «المجاهدين» في الشام والعراق، خرج زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل صوتي جديد مهاجماً زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، واصفاً إياه بـ«وريث الخوارج» قتلة الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي اللـه عنه. اللافت في خطاب الظواهري الجديد هو ما كاله من انتقادات للسعودية، واعتباره أن آل سعود عملوا على «شق صف المجاهدين» في سورية من خلال تأسيس «الهيئة العليا للمفاوضات» التي وسمها بشكل غير مباشر بـ«حثالة العلمانيين» وقبول وقف العمليات القتالية (الهدنة)، وأخيراً اتهامه الرياض بالوقوف وراء اغتيال قائد ميليشيا «جيش الإسلام» زهران علوش.
وفي كلمة نعى خلالها الأمير السابق لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» (اليمن) ناصر الوحيشي الشهير بأبي بصير، هاجم الظواهري بشكل غير مسبوق السعودية، معتبراً أنها تريد «حل الهدنة المكذوبة» في سورية. ومضى مستذكراً: «قال لي الشيخ أبو بصير إن آل سعود يعملون على شق صف المجاهدين، وقد أثبتت الأيام صحة مقولته، فها هي السعودية تستدرج البعض للرياض ليوقعوا على وثيقة بقبول التعددية (الحل السياسي) وطرد المهاجرين (المقاتلين الأجانب)»، في إشارة إلى اجتماع الرياض الذي جمع قوى سياسية وقادة تنظيمات مسلحة من سورية.
وحمل خطاب الظواهري نقداً مبطناً لكل من حركة «أحرار الشام الإسلامية» و«جيش الإسلام»، الفصيلين السلفيين اللذين شاركا في اجتماع الرياض.
وبناء على ما تتلقاه من تعليمات من الظواهري، أعلنت جبهة النصرة فرع القاعدة في سورية، رفض أي حديث عن دولة مدنية أو حل سياسي، وتصر على إقامة «إمارة إسلامية» بعد «دحر النظام وقوات الاحتلالين الروسي والإيراني».
وتابع الظواهري: «ثم يقتلون (آل سعود) بعدها زهران علوش، ويسوقون لهم (المجاهدين) بضاعة فاسدة، أسموها الهدنة (وقف العلميات القتالية)، سعياً في شق صف المجاهدين بهدنة مكذوبة». وأكمل قائلاً: «هدنة لم تتوقف فيها طائرات الروس والبعثيين عن قتل المسلمين، وحرق بيوتهم، فيا لخسارة الدين والدنيا». ورأى زعيم تنظيم «القاعدة» أن «الجهاد» في سورية ابتلي بنوعين من «المتلهفين على الحكم»، داعش والسائرين في ركاب السعودية وحلفائها من دول الخليج. وقال: «النوع الأول كفّر المسلمين والمجاهدين تلهفا على الحكم، وسبهم وقاتلهم، وأعلن عن خلافة سيئة الإخراج ببيعة المجاهيل وضباط البعث السابقين» في إشارة إلى داعش. وتابع: «النوع الثاني لهف وراء سراب السعودية ومشيخات الخليج ليصل لأية حكومة، حتى لو خضع فيها لحكم مناضلي الفنادق من حثالة العلمانيين»، في إشارة إلى «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض. ومنذ إطلاق واشنطن تحالفها الدولي لمكافحة تنظيم داعش في كل من سورية والعراق صيف العام 2014، ولاحقاً بدء روسيا عملياتها الجوية ضد التنظيمات الإرهابية في سورية خريف العام 2015، والظواهري يكرر دعواته لـ»المجاهدين» بالتوحد في وجه الموجة «الصليبية». إلا أنه في رثائه للوحيشي وجه سهام النقد للبغدادي، إذ لم يكتف بوسمه بـ«الخارجي» و«المتلهف للحكم»، بل أيضاً بعدم تنفيذ الأوامر وتكفير المسلمين.
وكشف زعيم القاعدة أنه أمر عام 2013، البغدادي بخطف دبلوماسيين أميركيين وإيرانيين، إلا أن الأخير أهملها ولم يرد عليها، رغم تكرار الظواهري إعادة إرسالها. وأكد أن «إبراهيم البدري (البغدادي) هو وريث الخوارج الذين كفروا سائر الصحابة وقتلوا (الخليفة الراشدي الثالث الصحابي) عثمان بن عفان رضي اللـه عنه». وكرر اتهامه للدواعش بقتال «الشيخ أبو خالد السوري»، و«خرج وارثهم في الشام ليعلن أن كل من يخالفهم كافر، وإلا سيقاتلهم ويقاتلونه حتى لو كان ساعياً لتحكيم الشريعة». وشدد على أن البغدادي بهذه القرارات «أدخل السرور والسعادة على الصليبيين والعلمانيين والمرتدين، وجهر بمخالفة سنة النبي صلى اللـه عليه وسلم».
وأبو خالد السوري، هو أحد مؤسسي حركة أحرار الشام الإسلامية، ومن كبار قادتها حتى مقتله في 2014. وبعد احتداد الخلاف بين البغدادي وزعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني حول قرار الأول حل «النصرة» وإلحاقها بـتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق»، أرسل الظواهري أبي خالد السوري للتحكيم بين الرجلين، فرفض البغدادي القبول به في حين قبل به الجولاني. وجاء رفض البغدادي لأن الظواهري كان قد حكم ببقاء «النصرة» وقتالها في الشام مقابل قتال تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق».
كما قال زعيم تنظيم القاعدة: إن كل من يؤيد البغدادي يشاركه باتهام نساء المسلمين بـ«الزنى»، متابعاً: «وفقاً لمنهاج مجلاتهم وفتاويهم وضباط جيش (الرئيس العراقي الراحل) صدام (حسين) واستخباراته». وأضاف: «على من يبايع إبراهيم البدري (أبو بكر البغدادي) أن يعلم أنه شريك له في كل جرائمه، فهو شريك له في التهرب من التحاكم للشريعة، وهو شريك له في تكفير المسلمين، وهو شريك لهم في قتلهم والعدوان عليهم وتهديدهم، وهو شريك له في كل كذباته التي ثبتت عليه، وهو شريك له في نكث العهود الموثقة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن