سورية

مصالحة تنهي خلاف «النصرة» و«التحرير» بإدلب

توصلت «جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سورية، والمدرجة على لائحة الإرهاب الدولية إلى اتفاق مصالحة مع ميليشيا «جيش التحرير» في إدلب أمس يقضي بـ«التحاكم للصلح وحل الخلاف القائم بينهما» منذ ما يقرب من الأسبوعين. ونشب خلاف بين الميليشيا و«النصرة» على خلفية اعتقال الأخيرة قائد «جيش التحرير» محمد الغابي وأخوَيه، وعشرات العناصر الآخرين، في الثاني من الشهر الجاري، بعد اقتحام مقراتهم في مدينة كفر نبل وقريتي حزارين ومعرة حرمة، متهمة زعماء «التحرير» بالمشاركة في برنامج تقوده الولايات المتحدة لتدريب مقاتلي التنظيمات المسلحة وتسليحهم.
وأعلن «التحرير» المكون من 4000 مقاتل أن الغابي وعدداً من مساعديه وقعوا في الأسر عندما داهم مقاتلو النصرة منزلاً في كفر نبل بمحافظة إدلب السبت الماضي، موضحاً عبر بيان أنهم أصيبوا بجروح واختطفوا ونقلوا إلى مكان غير معلوم، وأضاف إن مقاتلي جبهة النصرة اقتحموا عدة مواقع في عمليات منسقة وأقاموا حواجز للقبض على نحو 40 مقاتلاً من عناصره.
وكان «جيش التحرير» تأسس في شباط الماضي في إطار محاولة لتكوين وحدة بين ما يسمى «المعتدلون» في ميليشيا «الجيش الحر» عقب التهديد الذي سببه تقدم تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية باتجاه معقله الرئيسي بالقرب من الحدود التركية.
ويوجد اختلاف عقائدي بين «النصرة» وميليشيا «الحر» وأنصارهم في الغرب لكنها تقاتل معهم جنباً إلى جنب في بعض الأحيان. ودعا «جيش التحرير» ميليشيا «أحرار الشام» للضغط على «النصرة» لإطلاق سراح قائده والحيلولة دون تصاعد التوترات، داعياً أن تفصل محكمة فيما بينهما من خلافات.
ووفق بيان مكتوب بخط اليد نقل معارضون عبر صفحاتهم في موقع «فيسبوك» صوراً له فقد شرحت «النصرة» لـ«جيش التحرير»، «سبب الخلاف ودوافعها للعمل الذي قامت به، كما قدم الأخير تفسيرات بما يخص ذلك، لتتضح الأمور ويتم التوصل إلى الاتفاق». في المقابل تعهد «جيش التحرير» بعدم المشاركة في أي مشروع يضر ما سماهم البيان «المجاهدين»، والالتزام بالضوابط «الشرعية»، وقبول أن يتعرض للمحاسبة في حال لم يلتزم بذلك، على أن تحافظ «النصرة على علاقة جيدة معه مادام ملتزماً بذلك.
واتفق الطرفان على إخراج جميع الموقوفين من «جيش التحرير» لدى «النصرة»، في حال لم تترتب عليهم أي أمور تقتضي ببقائهم.
وكانت مجموعة من المشايخ والقضاة والأطباء والناشطين طالبت في وقت سابق، «النصرة» و«التحرير» بريف إدلب، بقبول تشكيل محكمة للفصل في قضية النزاع بينهما، لكن الأخير دعا «النصرة» إلى الخضوع إلى محكمة شرعية، مؤكداً استعداده للخضوع لها أيضاً.
وسبق أن استهدفت «النصرة» جماعات مسلحة يدعمها الغرب الأمر الذي أدى إلى حل ما يسمى «جبهة ثوار سورية» و«حركة حزم» في العام الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن