القضاء على إرهابيين تسللوا إلى مدينة تدمر وتجدد للمعارك شرق الصوامع … قاذفات انطلقت من روسيا وقصفت مواقع ومقرات لداعش رداً على مقتل الطيارين
| حمص – نبال إبراهيم – الوطن – وكالات
قضى الجيش العربي السوري على «انغماسيين» من تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية بعد تمكنهم من التسلل إلى مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، على حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قاذفات انطلقت من الأراضي الروسية قصفت أمس مواقع للتنظيم في منطقة شرقي تدمر، والسخنة وآراك بريف حمص الشرقي، ما أدى إلى تدمير معسكر ومخازن أسلحة وذخائر له وذلك رداً على مقتل الطيارين الروسيين نتيجة سقوط مروحية قرب تدمر.
وأوضح بيان صادر عن الوزارة الروسية، أن 6 قاذفات بعيدة المدى من نوع «تو 22 إم 3» انطلقت من قاعدة في أراضي الاتحاد الروسي صباح 12 يوليو وجهت ضربة مكثفة إلى منشآت لتنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة شرقي تدمر، وفي السخنة وآراك.
وذكر البيان حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أنه دمر نتيجة هذه الغارات معسكر ميداني كبير للمسلحين و3 مخازن للأسلحة والذخائر و3 دبابات و4 مصفحات و8 سيارات مزودة برشاشات ثقيلة، إضافة إلى تصفية عدد كبير من المسلحين.
كما أوضح البيان أن القاذفات الروسية وجهت غارات إلى أهداف للتنظيم الإرهابي حددت في الأيام الأخيرة وتأكدت منها قنوات استخباراتية عدة.
وأضافت الوزارة: «جميع الطائرات عادت بسلام وهبطت في مطاراتها»، مشيراً إلى أن الجانب الروسي أبلغ التحالف الدولي بشكل مسبق بموعد توجيه ضربات ومسارات القاذفات الروسية البعيدة المدى.
واعتبر رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي القائد السابق للأسطول الروسي في البحر الأسود الأميرال فلاديمير كومويدوف قصف مواقع داعش باستخدام قاذفات بعيدة المدى «رداً مناسباً» على مقتل الطيارين الروسيين نتيجة سقوط مروحية قرب تدمر السورية في 8 تموز.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أفاد ليل الإثنين أن قوات الجيش قضت على «انغماسيين» من تنظيم داعش بعد تمكنهم من التسلل إلى مدينة تدمر.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن حسب وكالة «فرانس برس»: إن «انغماسيي داعش قتلوا. انتهى الهجوم وفشل»، مشيراً إلى أن هناك خمسة شهداء من قوات الجيش على الأقل.
وقبل ذلك كان المرصد أفاد بوقوع «اشتباكات» بين قوات الجيش والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر انغماسيين من تنظيم داعش من جهة أخرى، في الأطراف الشرقية لمدينة تدمر.
وأوضح أن الاشتباكات اندلعت «عقب هجوم نفذه عدة عناصر من التنظيم إثر تمكنهم من التسلل إلى أطراف الحي الشرقي للمدينة انطلاقاً من منطقة البساتين المحيطة بالمدينة».
وأضاف: إن «عناصر التنظيم دخلوا الحي الشرقي للمدينة وداهموا بعض المنازل واستجوبوا قاطنيها بحثاً عن مخبرين أو عملاء ومطلوبين للتنظيم»، وأتبعوا مداهمة المنازل بإطلاق النار على تمركزات لقوات الجيش في الحي الشرقي.
من جانبه ذكر مصدر عسكري في مدينة حمص لـ«الوطن»، أن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوى الصديقة واللجان الشعبية واصلت أمس تصديها للهجمات العنيفة التي يشنها تنظيم داعش، على مواقع ونقاط تواجد القوات العسكرية والرديفة شرقي منطقة الصوامع بريف تدمر الشمالي الشرقي.
بدوره شن الطيران الحربي سلسلة غارات جوية مركزة استهدفت خلالها معاقل ونقاط انتشار مقاتلي داعش ومحاور تحركاتهم ومقرات قياداتهم في محيط منطقة الصوامع وفي بلدتي السخنة وخنيفيس ومحيطهما شرقي حمص، ما أسفر عن تدمير مقري قيادة للتنظيم وعدد من مواقعهم ونقاط تحصنهم وإيقاع أعداد من مقاتليهم قتلى ومصابين بعضهم من جنسيات عربية وأجنبية، إضافة لتدمير عدد من آلياتهم ووسائل تنقلاتهم والتي كان بعضها محملاً بالذخائر والمؤن وبعضها الآخر مزوداً برشاشات ثقيلة.
وفي محيط حي الوعر بمدينة حمص، اشتبك عناصر من الجيش وقوات الدفاع الوطني مع عناصر الفصائل المسلحة المتحصنة داخل الحي على عدة نقاط ومحاور بمحيطه، بعد أن فتح المسلحون نيران أسلحتهم الرشاشة والقناصة باتجاه نقاط الجيش والدفاع الوطني هناك، حيث استمرت الاشتباكات لعدة ساعات من ليل أمس، تمكن خلالها عناصر الجيش من إيقاع عدد من المسلحين قتلى ومصابين وإرغام الباقين منهم على الانكفاء والالتزام بالتهدئة.
وعلى خطٍ موازٍ قصف الجيش مواقع وأوكار جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، ومواقع تمركز مقاتليها وخطوط إمدادهم في قرى ومناطق كيسين وبرج قاعي والسعن الأسود بريفي حمص الشمالي والشمالي الغربي، ما أدى لتدمير تلك المواقع والأوكار وعدد من وسائل تنقل مقاتلي «النصرة» من سيارات ودراجات نارية وإيقاع عدد من هؤلاء المقاتلين بين قتيل وجريح.
وقام الطيران الحربي المروحي أول أمس بإلقاء مناشير ورقية على مدن وقرى ريف حمص الشمالي، تدعو مقاتلي التنظيمات المسلحة هناك للاستسلام وتسليم أنفسهم، وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.