سورية

«الديمقراطية» تفشل محاولات داعش لخرق طوق منبج ومقتل أمير له … الجيش يتقدم ويتجه للسيطرة على الليرمون وبني زيد في حلب

| حلب- الوطن- وكالات

أحرز الجيش العربي السوري تقدماً جديداً في حيي بني زيد ومنطقة الليرمون اللتين تسببتا بمقتل آلاف المدنيين في أحياء المناطق الآمنة بإطلاق المسلحين للقذائف المتفجرة منهما، وذلك ضمن مسعاه للسيطرة عليهما بشكل نهائي وإنهاء أهم ملف شائك ومؤرق في حلب، على حين تجدد القتال على المحاور الشمالية والغربية والشرقية في ريف المحافظة.
وحققت وحدات الجيش السوري تقدماً جديداً أمس في البيوت العربية ببني زيد من صوب بناء الغولدن سيتي وبجهة الشرق على الطريق الذاهب إلى الأشرفية في الوقت الذي بسطت سيطرتها على معامل جديدة في منطقة الليرمون الصناعية من طرف مستديرة الليرمون، الأمر الذي يثبت قدم الجيش على بداية طريق الكاستيللو الذي يصل المستديرة مع مستديرة الجندول بعدما اقترب من الطريق وسيطر عليها نارياً في منتصف المسافة بين المستديرتين عند مزارع الملاح الجنوبية.
وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن» أن العملية العسكرية التي نفذها أمس قادته للسيطرة على مبنيي حمود وسلاطا بالقرب من مستديرة الليرمون والسيطرة نارياً على معامل الإسفنج جاءت بعد أن تمكن من الهيمنة على معمل البللور وكتل بناء أخرى باتجاه قوس الليرمون وعلى أسوار الكراجات مقابل ضهرة عبد ربه الإستراتيجية المقابلة.
وكان الجيش حقق التقدم تلو الآخر في المنطقة منذ بدء عمليته العسكرية في 6 الشهر الجاري، فسيطر على معمل شبي الذي يشرف نارياً على مساحات واسعة من المعامل قبل أن يمد نفوذه إلى مباني الكولنيز ومحلجتي الرصافة والثورة ثم مبنى شركة سادكوب الحيوي القريب من مستديرة المنطقة الصناعية بالتوازي مع هيمنته على مناطق في حي بني زيد من الجهة المقابلة لليرمون.
وإذا ما أكمل الجيش سيطرته على مستديرة الليرمون والكراجات المطلة عليها وتابع التفافه على المنطقة على طريق الكاستيللو، فإنه يضرب عصافير عديدة بحجر واحد ومنها استعادة أهم منطقة صناعية في المدينة كانت تشغل آلاف العمال وتدر إنتاجاً يذهب معظمه للتصدير إضافة إلى حصار حي بني زيد من جهة الشمال على الطريق الذي يصله بالريف الشمالي، ما يقطع آخر خط إمداد لمسلحي ما يدعى «الفرقة 16 مشاة» و«لواء شهداء بدر» الذين يسيطرون عليه باتجاه بلدة حريتان ثم اقتحامه من ثلاثة محاور لإنهاء الوجود المسلح في أهم منطقتين أرقتا الأحياء الآمنة بقذائف الهاون واسطوانات «مدفع جهنم».
وبهذا التكتيك، يغلق الجيش العربي السوري وحلفاؤه عملياً جميع خطوط إمداد المسلحين ويرسم طوقاً على شكل دائرة يحيط بجميع الأحياء الشرقية من المدينة التي يسيطر عليها المسلحون في ظل استمرار مساعيه لقطع طريق الكاستيللو على الأرض بدل السيطرة عليه نارياً من جهة مزارع الملاح.
على خط مواز، شنت طائرات سلاح الجو السوري منذ ساعات صباح أمس الأولى، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، عشرات الغارات الجوية على قرى وبلدات ريفي حلب الشمالي والغربي وبعض الأحياء في الجهة الشرقية من المدينة.
وجاء تكثيف الغارات الجوية رداً على هجوم شنته التنظيمات على مواقع سيطرة الجيش السوري في حلب مساء الإثنين. وترافق الهجوم واسع النطاق مع إطلاق عشرات القذائف على الأحياء الغربية التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري.
وأوضح نشطاء معارضون أن طائرات سلاح الجو السوري شنت فجر أمس غارات على بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي.
كما تحدث الناشطون عن عمليات قصف من الرشاشات الثقيلة، نفذها الطيران الحربي بعد منتصف ليل الإثنين الثلاثاء على مناطق في حي الصالحين، ومناطق أخرى في أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المسلحين، إضافة إلى قصف مناطق في بلدات حريتان وكفر حمرة ومعارة الأرتيق بريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي.
كما أفاد الناشطون باندلاع اشتباكات بين الفصائل المسلحة وتنظيم داعش في محيط قرية بريشا بريف حلب الشمالي.
إلى ذلك، أفشلت «قوات سورية الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية محاولات تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، بخرق طوق منبج.
وقال العقيد الأميركي كريس غارفر (المتحدث باسم عملية العزم الصلب)، وفق ما نقل موقع «الحل السوري» المعارض، حول سير العمليات في مدينة منبج شمال شرق حلب: إن «قوات سورية الديمقراطية تدحر بصورة متكررة محاولات داعش لخرق الطوق حول منبج»، مضيفاً: إن «التحالف العربي السوري أحكم سيطرته على أكثر من ألف كم مربع، بإسناد من أكثر من 325 ضربة جوية من التحالف الدولي».
ونشر «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن مخططاً توضيحياً (إينفوغرافيك) لمجمل الضربات التي قام بها خلال الأسبوع الأول من تموز الجاري، تحت اسم «عملية العزم الصلب». مؤكداً أنه قام خلال (2-8 تموز) الجاري بتنفيذ «171 ضربة جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش في سورية والعراق».
ويظهر الإينفوغرافيك أن التحالف «وجه 88 ضربة في سورية لأهداف تابعة لتنظيم داعش، منها 67 في مدينة منبج، في حين وجهت الضربات إلى أهداف أخرى (منها 5 البوكمال، 2 في دير الزور، 4 عين عيسى، 3 في الرقة، 5 في مارع، 2 في الواشية بريف حلب الشرقي». موضحاً أن الضربات الجوية «دمرت 72 موقعاً قتالياً و14 عجلة ومنشأتين اثنين لتفخيخ العجلات».
من جانبها، أكدت وكالة «هاوار» للأنباء (التابعة للإدارة الذاتية)، وفق ما نقلت عنها مواقع إلكترونية معارضة، مقتل «أبو محمد القحطاني» (أحد أمراء داعش في منبج) إلى جانب 5 آخرين، خلال الاشتباكات في اليومين الماضيين. مشيرة إلى أن «مقاتلي منبج سيطروا على مركز تجنيد وتدريب أشبال الخليفة في منطقة الشريعة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن