أحتاج إلى عمل يضيف شيئاً إلى تاريخي لا أن يخطف منه شيئاً … دريد لحام لـ «الوطن»: أنا مؤمن بموهبة الليث حجو و«كترة غلبة» تابعت «نص يوم» لأن تيم حسن فيه
| سوسن صيداوي -«ت: طارق السعدوني»
في الحياة الكثير من المواقف والكثير من المحطات التي نؤيدها أو ممكن ألا نتفق معها، ومنها ما عُرف ولم يجرؤ الزمن على طيه أو نسيانه، ولكن التجارب التي استمرت وأثمرت وما زالت حاضرة، برأيي، هي أهم بكثير بمعرفتنا لما حصل وبتناقل القيل والقال أو تقاذف الأحكام، وغيرها من الأمور التي لا بد أن تزعزع ما أحببناه يوماً وتبعناه قدوة، سواء أكان ما أقصده عملاً مسرحياً أم سينمائياً أم غيره، واخترت أن أبقي الذكرى في مكانها محتفظة بالحدث الأهم الذي نتج عنها واستطاع بسببيته أن يُبقي على ذكراها.
دريد لحام… مسيرة فنية حافلة بكل طيب إنتاج سواء أكان تلفزيونياً أم مسرحياً أم سينمائياً، ورغم أنها في كل مرة كانت مختلفة بما قدمته، إلا أن أمراً واحداً جمع بينها هو ملامستها لهموم الناس وقربها مما يؤرق تفكيرهم وحياتهم من مشاكل، كما أنها لم تستثنِ نموذجاً منا تحكي عنه سواء كان كبيراً أم طفلاً صغيراً، وما زالت هذه المسيرة إلى اليوم تبحث عما هو جديد لم تتطرق إليه على أمل أن تضيف ما يُعتبر هو الأفضل.
وإليكم اليوم الجزء الثاني من لقاء الفنان دريد لحام…..
مسلسل «أبو الهنا» لم يُضعف من إرادتك، بل ما حدث دفعك إلى الأمام؟
نعم… هناك أقوال تسكن في داخلي وأتبناها كأسلوب في الحياة، من جملتها ما قاله تشرشل الرئيس البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية: «النجاح هو الانتقال من إخفاق إلى إخفاق من دون أن نفقد الحماسة» وأنا أحب جداً هذه المقولة وأينما فشلت فلن أفقد الحماسة في تحقيق الشيء الذي أحلم فيه.
آخر عمل درامي كان في عام 2014 في مسلسل «بواب الريح»، لماذا أنت بعيد عن الدراما… بسبب النصوص أو الإنتاج أو الإخراج أو بسبب الفنانين المشاركين؟
أنا دائماً أقول العبارة التالية: «مستقبلي هو ورائي وليس أمامي»، فمستقبلي يكون بالتاريخ الذي صنعته، سواء بالمسرح أم السينما أم بالتلفزيون، ولأن هذا التاريخ صادق ومهم فهو للآن ما زال حاضراً وبقوة على الشاشات حيث يتم عرض الحدود، غربة، كاسك يا وطن، صح النوم و… إلخ، أنا أخاف على هذا التاريخ الذي هو مستقبلي، ولهذا السبب خياراتي صعبة جداً، كما أنني أحتاج إلى عمل وأشترط فيه شيئاً إضافياً لهذا التاريخ وأحتاج إلى ما لا يخطف منه شيئاً، فعند توافر هذا الأمر أشارك وإن لم أجد أتنح جانباً، ففي موسم 2015 كنت قرأت ستة أعمال بكاملها وقررت أنني لن أشارك لأنها تخطف شيئاً من مستقبلي الذي هو خلفي، هذا العام لم يُعرض علي أي عمل، ربما لأنهم كانوا خائفين لأنني أقرأ وأرفض.
هل تابعت أياً من الأعمال الرمضانية للعام الحالي؟
نعم… ليس الكل، تابعت على رأسها مسلسل «الندم» للمخرج «الليث حجو» وأنا مؤمن جداً بهذا الشاب ومؤمن بإدراكه، كما تابعت مسلسل «دومينو»، وعلى سبيل «كترة الغلبة» تابعت مسلسل «نص يوم» لأن تيم حسن فيه وهو ممثل سوري، مسلسل «جريمة شغف» لم يشدني مطلقاً والذي يمثل فيه ليس قصي خولي الممثل في مسلسل «سنعود بعد قليل».
تخلل الدراما السورية في الموسم الرمضاني 2016 الكثير من التساهل والكثير من الأخطاء وافتقر بعضها للنصوص الجيدة وكان هناك استسهال عند بعضها الآخر وانحدار في المستوى…. هل لاحظت ذلك؟
الأخطاء واردة في المسلسلات وخاصة أننا لا نتكلم عن تمثيلية مدتها ساعة، بل نحن نتكلم عن مسلسل بمدة ثلاثين ساعة.
ولكن هل هذه الأخطاء مغفورة؟
بالطبع لا… وإن وردت هذه الأخطاء فهي غير مغفورة أو مقبولة، ولكن بشكل عام أنا مرتاح جداً للدراما في سورية، فالحرب العالمية الثانية استمرت أربع سنين ونصف السنة، واليوم الحرب العالمية الثالثة في سورية دخلت في السنوات الخمس ونصف السنة، ولا تزال سورية تنتج ثلاثين مسلسلاً درامياً، بغض النظر عن الجودة، لأن هذه الجودة هي أصلاً وجهة نظر، وبغض النظر عن الجودة في ظل هذا الظرف الصعب، ما زالت الدراما بخير وما دام هناك كم إذاً فهناك نوعية وفي أي مجال هناك الجيد والوسط والرديء، لكنني هذا العام لم أشاهد شيئاً رديئاً، وما شاهدته كان بمستوى جيد وبمستوى وسط ومن ثم هذا أمر حسن، وإذا تساءلنا: لماذا ليس كل شيء جيداً؟ فهذا يرجع إلى طبيعة الحياة وطبيعة الكون التي هي دائماً متنوعة.
بنظرك ما الفرق بين الجرأة والابتذال في الدراما التي تسعى في الوقت الحالي لتقديم الجريء ولكنها تصطدم بالابتذال؟
صحيح… الابتذال يكون.. عندما نقدم مشكلة ولكننا نعرضها على أنها عامة، فمثلاً المسلسلات التي تتكلم عن الخيانة الزوجية وغيرها من المشاكل الحساسة في المجتمع، هي موجودة ولكن عندما أصورها في عمل، عليّ ألا أوحي بأنها قضية عامة، لأنها هي قضية خاصة جداً، وعندما أعرضها على أنها قضية خاصة هذا أمر جيد هنا يمكننا أن نسميه «جرأة»، ولكن عندما يتم عرضها على أنها عامة هذا أمر خاطئ، إضافة إلى أن هناك فكرة، فليس كل عمل نعيشه بشكل يومي يمكن أن نصوره أو نجسده بعمل تلفزيوني أو سينمائي أو مسرحي، والبعض يعتبر الجرأة بأمر لم تعالجه الدراما أو غيرها من الفنون من قبل ليست جرأة، هذا كشف مستور فهناك لحظات حميمية يعيشها الناس ولا يمكن للدراما أن تتطفل لتصورها أو تجسدها.
أين تجد نفسك أكثر بالإخراج، بالتمثيل أو بالتأليف الموسيقي؟
أجد نفسي بالتمثيل، وأنا مخرج بالضرورة بمعنى، كنا نقرأ السيناريو ويتم إخراجه وعندما أشاهد الفيلم أجد أن ما قرأته هو أجمل، بمعنى أن المخرج خطف قليلاً من وهج السيناريو، وهذا ما دفعني في فيلم «الحدود» إلى أن أتجرأ وأطلب من المنتج أن أخرج أنا هذا الفيلم الذي ما زال حاضراً بقوة إلى الآن، وطلبت أن أقوم بإخراجه، لأن القصة حصلت معي على طريق بيروت دمشق، في حادث سير، وفي وقتها لم يخرج سالماً من السيارة غيري أنا مع جرح بسيط في إصبعي والقرآن الكريم الذي عليه صورة والدتي، وقتها كانت الساعة الثانية عشرة ليلاً فمشيت بالثلج والمطر إلى الحدود السورية حينها خطر لي فيلم الحدود في عام 1964، وبعدها وفي عام 1984 اختمرت الفكرة ووضعت المبادئ الأساسية للقصة وجلست مع محمد الماغوط وكتبنا سيناريو الفيلم، وفيه أنا كنت عالماً بالذي لم يُكتب لهذا تجرأت وطلبت المشاركة في الإخراج، والفيلم عمل ضجة وتظاهرات في القاهرة، ودفع المتفرجين أيام كامب ديفيد وأنور السادات إلى غناء نشيد الوحدة بعد انتهاء الفيلم الذي قام باستفزازهم، وفي ذلك الوقت جاءني كاتب « عبد الحي أديب» وأحضر لي سيناريوهاً وطلب مني قراءته كي أقوم بإخراجه، فقلت له: «أنا لست بعالم ماذا لم يكتب»، واعتذرت عن العمل لأنني أجد نفسي مخرجاً معقولاً بما أشارك بكتابته وأعتبر نفسي مخرجاً رديئاً لعمل أنا لم أشارك بكتابته.
بما أننا أتينا على ذكر السينما… ما رأيك بزمن سينما «فيلم الحدود» والسينما السورية في الوقت الحالي؟
ما تعانيه السينما السورية هو اعتبار بعض صُنّاعها بأنهم يعتبرون الفيلم حزورة، أو كأنه كلمات متقاطعة صعبة الحل، لدرجة أن المتفرج يخرج من السينما بعد عرض الفيلم ويسأل نفسه إذا ما فهم شيئاً منه، وفي مرة ذهبت أنا وزوجتي وابني وزوجته إلى سينما الكندي، لحضور فيلم سوري، وطبعاً في الصالة نحن كنا الجمهور، وهذه كارثة ثقافية وكارثة اجتماعية واقتصادية، وبعد انتهاء الفيلم أصابتني الحيرة أنا وابني وكل منا كان متردداً في سؤال الآخر عمّا فهمناه من الفيلم، وسألني ابني باعتباري أنا الأقدر على فهم وتحليل الأمور الفنية والأقدر على فهم رؤية المخرج من الفيلم، ولكنني جاوبته: «علمي علمك يا ابني.. ما فهمت شي»، إذاً بعض الأفلام السينمائية السورية تحمل المزاج الشخصي للمخرج لهذا تجدينها تُعرض عرضاً افتتاحياً وتنتهي، أو في بعضها يهمه المخرج أن يأخذ جوائز في مهرجانات، وهذا معروف، وأقول هذا وأنا كنت من اللجان في عدة مهرجانات يكون فيها توزيع الجوائز ضمن حسابات خاصة وليس إذا ما أخذ جائزة مهرجان يكون قد حصل على جائزة الجمهور.
تميّزت مع الفنان نهاد قلعي بأن المسرح الذي قدمتموه كان ناقداً وساخراً وكانت لديكم الجرأة بأنه كان سياسياً، هل من الغلط أن يتبنى الفنان موقفاً سياسياً؟
اسمحي لي أن أعترض على كلمة سياسي، هناك عناصر للمواطنة التي هي الانتماء والحرية والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمطالبة بها، نحن نسعى إلى مطالب مواطنة وليس إلى موقف سياسي، واليوم وفي ظل الأزمة الجنود الذين يدافعون عن سورية، هم لا يدافعون عن موقف سياسي فهم يدافعون عن وطنهم، ولكن من أيام الفرنسيين وأنا كنت واعياً قليلاً لتلك الأيام، كان في وقتها أي اعتراض يقولون له: «لماذا تتدخل في السياسة؟»، فمثلاً كانت الناس تقوم بإضراب لأن الخبز تم رفع سعره نصف فرنك، فكانوا يمسكون هؤلاء وأغلبهم كانوا طلاباً، وعند التحقيق يسألونهم: لماذا تتدخلون في السياسة؟ ومن ثم أصبح أي انتقاد يعتبرونه تدخلاً في السياسة، فالموضوع بعيد تماماً لأن المنتقَد هو رفع سعر رغيف الخبز الذي له علاقة بالمواطنة وعناصر المواطنة، لهذا كل الأعمال التي قدمناها من ضيعة تشرين إلى غربة وكاسك يا وطن هناك بعض الأشخاص يقولون إنها مسرحيات سياسية، أنا أقول إنها ليست سياسية وليس لها علاقة بالسياسة بل لها علاقة بحقوق المواطن كي يكون منتمياً للوطن التي من دونها هو غير منتم له، فالسياسة هي وجهة نظر بين تيارات متعددة وساعتها تتم المحاسبة على أساس هذه التيارات، لكن العدالة الاجتماعية ليست وجهة نظر والحرية ليست وجهة نظر فهي حقوق، فلا تيار سياسياً لا يؤمن بالعدالة الاجتماعية فكل التيارات لها شعارات تجتمع وتتفق عليها والسياسة هي وجهة نظر في خدمة الوطن، والمواطن قد يكون معها وقد يكون ضدها، فهناك من التيارات البعثيون ومنهم القومون السوريون…
أنت من التيار القومي السوري؟
نعم… مع هذا التوجه السياسي تحديداً، ولكن كل التوجهات تلتقي عند العدالة الاجتماعية.
فلنتكلم عن المقترح الذي قدمته لوزارة الثقافة الذي يخص المسرح ويهدف إلى إعادة إحيائه…
كنت قدمت فكرة إلى وزارة الثقافة، التي نالت الإعجاب والأمر الذي دفعنا إلى لقاء أولي مع تامر عربيد وعلاء الدين كوكش وكفاح الخوص ومحمد العربي وأسعد فضة، وانطلقت الفكرة من أن أي عمل مسرحي في العالم يستمر لسنوات وعندما يكبر الممثل ولم يعد يناسبه الدور يتم استبداله بممثل آخر على حين نحن «نَفَسنا ضيق جداً» في هذا الموضوع فهناك مسرحيات تكون بعمر أسبوع واحد وتطوى بالنسيان، وكانت الفكرة أنه ما المانع من إعادة إحياء هذه الأعمال من جديد التي تركت بصمة في المسرح السوري، كي تستمر إلى الوقت الذي تستطيع الاستمرار فيه، أو على الأقل أن نقوم بمهرجان سنوي نقوم من خلاله بإحياء الأعمال التي تركت بصمة في المسرح؟
لكن هنا ستواجهون مطب المقارنة.. إلى أن تتعود الجماهير على الفكرة؟
نعم أنت محقة.. هذا بصراحة ما يخيفنا وهو هاجسي الأكبر، فالناس اعتادت مجموعة معينة قدمت المسرحية وعندما يغيب أحد الممثلين فالبديل سيتعرض لمقارنة ظالمة حتماً، إلا إذا كانت كل الشخصيات جديدة والعمل قائماً برؤية جديدة ونفس جديد وربما يكون مقبولاً أو جميلاً، وهنا أنا طلبت أن يتم التعاون مع طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية، وما أريد الإشارة إليه أنه في زمن قديم كان للفنان «عمر حجو» هاجس للمسرح، وفي حلب قام بفكرة إعادة المسرحيات، وكان دعاني إلى حلب وذهبت، وفي وقتها كانت الفرقة هواة وقدمت مسرحية «كاسك يا وطن»، لن أقيّم المسرحية من حيث أداء الشباب ولكن كان يكفيني جرأتهم بأن يقدموا هذه المسرحية بحضورنا.
هل تعتبر الأزمة السورية هي أزمة ثقافة فكر مع فن ومسرح؟
نعم… وهي أزمة تربية، وللأسف الشديد في المدارس لم يعلمونا الإيمان بل علمونا الطائفية، فعندما يأتي أستاذ الديانة ويُخرج تلاميذ الديانة المسيحية من الصف وكذلك الأمر في المدارس المسيحية، وانطلاقاً من هذا الأمر علمونا أن هناك فرقاً كبيراً بيني وبين الآخر من الطوائف، بدلاً من أن يحضر جميع الطوائف الدرس نفسه ويكون الدرس عن المشتركات بين الأديان وليس الاختلافات، أساساً لا اختلافات في الطوائف ما دام الكل يؤمن بإله واحد فلماذا الخلاف؟ وهنا أحب أن أذكر أنه من فترة كان هناك عدة لجان في وزارة التربية من أجل تغيير المناهج وأنا كنت عضواً فيها، واعترضت على تسمية التربية الدينية، وقلت لهم سموها التربية الإيمانية، فالإيمان أقوى على حين الدين تفصيل بطريقة الصلاة أو الصوم وهناك فرق بالطقوس ولكن بالإيمان لا فرق، وطلبت أن نسميها التربية الإيمانية كي نجمع بعضنا على إله واحد، البعض لم تعجبه الفكرة وهذا برأيي يكون سبباً للطوائف.
في مسيرتك لم تنس الطفولة.. ففي السينما فيلم آباء صغار، وفي المسرح مسرحية العصفورة السعيدة وكفرون، لماذا في الوقت الحالي رغم ضخامة الإنتاج سورية فقيرة بالأعمال المتعلقة بالأطفال؟
المسألة مادية بحتة وأعمال الأطفال رخيصة، وليس هناك من هو مؤمن بضرورة تنشئة الأطفال تنشئة صحيحة، وكما قال أحد المربين: «الأطفال نصف الحاضر ولكنهم كل المستقبل»، ومن ثم بما أن الأطفال هم المستقبل، فعندما أنا أعتني بهم فأنا أعتني بمستقبلي، وللأسف النظرة إلى هذا الموضوع مختلقة باعتبار أعمال الكبار هي أغلى من أعمال الأطفال، ولهذا السبب لا أحد يقترب من البرامج التي تبني الطفولة.
هذا مناقض للإنتاج الأجنبي؟
نعم… لأن نظرتنا للأطفال مختلفة عن نظرتهم، فنحن ننظر دائماً إلى أنفسنا وإلى المتقدمين بالسن على أنهم هم نهاية الكون وبأن الطفل ليس له علاقة بأي شيء ومن ثم يتم التعامل مع الطفل ليس كإنسان صغير بل كشيء صغير، وهذا الأمر واضح في التربية البيتية، فمثلاً هناك من يتعامل مع الطفل وكأنه قطعة أثاث ودائماً يتلفظون بألفاظ موجهة لهم مثل «روح من هون»، «روح من وجهي، إنت لا تحكي، إنت ولد صغير»، علماً أن الطفل هو معلم لنا نحن الكبار، وأنا شخصياً تعلمت من الأطفال الكثير ومؤمن بهذه المملكة الرائعة، وأهم ما تعلمته من الأطفال هو كيفية حب الله، ففي مرة حفيدي دريد ارتعب من صوت الرعد واندفع نحوي مختبئاً في حضني، ثم نظر إلى السماء وقال: «يا ربي أنت تحبني لماذا ترعبني؟»، وهنا لاحظت الإيمان العفوي عند الأطفال، ولكن يأتي الكبار هنا ويقومون بتدمير هذه العلاقة بتحويل العلاقة من علاقة حب إلى علاقة رعب.
هل ورث أحد من أحفادك حسك الفني؟
كلا لم يرث أحد حسي الفني وهذا أمر لا يزعجني ألبتة، كي لا يوضع أي منهم في أي مجال للمقارنة، فأولاد الرحباني مثلاً يتعرضون لمقارنة ظالمة دائماً لأنهم من بيت الرحباني ولو أنهم لا يحملون هذا الاسم لما تعرضوا للمقارنة مع آبائهم، وبالنسبة إلى أحفادي ميولهم كلهم علمية وليس لديهم أي حس فني لكن لديهم حس فكاهي عال.