رياضة

بدايات متباينة

| محمود قرقورا

انطلقت عصر الثلاثاء مباريات التجمع النهائي لدوري المحترفين والعنوان الأبرز للمباريات الثلاث أن البداية جاءت متباينة ورسمت إلى حد كبير ملامح المنافسة التي لم تكن بعيدة عن التوقعات أساساً.
فوز الوحدة على الاتحاد جاء مبيناً مستحقاً بهدفين وقعها الهداف التاريخي لسورية ولدوري المحترفين رجا رافع مثبتاً أن صلاحيته في الملاعب المحلية لم تنته بعد، وما زال عنده الإضافة في كل مباراة، وهنا السؤال: هل رجا رافع من كوكب آخر حتى يستمر حاذقاً في مغازلة الشباك وهو في ربيعه الرابع والثلاثين أم إن دورينا بات ضعيفاً وبإمكان أي لاعب العطاء في سن اليأس الكروي!
وفوز الجيش على المحافظة جاء قيصرياً رسم علامات استفهام جمة فكيف لأفضل أنديتنا المحلية وأكثرها جاهزية وخبرة أن يعجز عن فك شيفرة فريق المحافظة الذي لا يمتلك الحافز منطقياً لاعترافه المبطن بأفضلية الغير؟
أما فوز الكرامة على الشرطة فكان كبيراً بحجمه مثيراً بتفاصيله وأياً كانت مبررات الشرطة فإننا مطالبون برفع القبعة احتراماً لفريق الكرامة الذي وصل لشباك مضيفه ثلاث مرات.
بعيداً عن النتائج فقد شاهدت شوطين بنكهتين مختلفتين وأجواء مختلفة مئة وثمانين درجة… الشوط الأول بلقاء الجيش والمحافظة خلا من أي شيء اسمه كرة قدم وحسبت في كثير من المراحل أنني أشاهد مباراة في الأحياء الشعبية، وإذا كان عذر المحافظة أنه التمس المقولة الميكافيلية الغاية تبرر الوسيلة فلم نجد أي مبرر لفريق الجيش الأجهز والأكمل والأخبر، لكن كل ذلك كان على الورق والنتيجة النهائية للمباراة تعد النقطة البيضاء في ثوب أدائه الأسود.
والشوط الثاني لمباراة الوحدة والاتحاد وفيه أطبق الوحدة على مرمى ضيفه وعرف كيف ينهي الجدل بهدفين مثيرين وأقل ما يمكن الوقوف عنده أننا لم نر فريق الاتحاد الذي عايناه وصفقنا له خلال المرحلة الأولى من الدوري، وعذره قيام المباراة بأرض الوحدة المدعوم بجماهير مؤثرة ونجزم أن المباراة لو جرت بأرض محايدة لربما سارت وفق نتيجة أخرى، وهذه الحقيقة لم تكن غائبة عن جماهير الاتحاد التي شعرت بالظلم والقهر فصبّت جام غضبها على رئيس اتحاد الكرة بألفاظ نابية مع أن الذي فرض إقامة التجمع النهائي في دمشق هو المكتب التنفيذي وليس اتحاد الكرة تحت ذرائع ظاهرها القرب من موقع الحدث ورداءة ملاعب اللاذقية وباطنها ضغط النفقات.
البداية أفرزت الأندية المنافسة على اللقب والأندية التي ستلعب دور الكومبارس وكلنا أمل أن تتمسك بشعار اللعب النظيف والتحلي بميثاق الشرف الكروي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن