سورية

اشترط رفع الحصار عن المسلحين في حلب لاستئناف المحادثات … أيرولت يرفض انتقادات موسكو لدي ميستورا

| وكالات

رفض وزير الخارجية الفرنسي جون مارك أيرولت، الانتقادات الروسية بحق مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، معتبراً أن رفع الحصار عن مدينة حلب شرط لاستئناف عملية السلام، في إشارة إلى محاصرة قوات الجيش العربي السوري للتنظيمات المسلحة المدعومة من بلاده.
وجاءت تصريحات أيرولت أمس الأول، حسب وكالة أنباء «الشرق الأوسط»، من لبنان رداً على انتقادات وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف التي اتهم فيها دي ميستورا، بـ«التقاعس» والتخلي عن مسؤولياته والإخفاق في إعادة إطلاق مفاوضات السلام في سورية.
واعتبر أيرولت أن دي ميستورا ليس مسؤولاً عن حالة الجمود الحالية للأمور، بل إن السبب هو انتهاك وقف إطلاق نار، مشيراً إلى أن حلب أخذت رهينة وتتعرض للحصار.
وأضاف: إن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب في سورية، مؤكداً أن اضطلاع دي ميستورا بمهامه على نحو متكامل مرهون برفع الحصار عن حلب وتطبيق وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للسكان المتضررين، في إشارة إلى أن كل ذلك يقع على عاتق الحكومة السورية وليس التنظيمات الإرهابية.
ورأى أيرولت أن الروس يمتلكون جزءاً من الحل، وأنه من دون الدعم العسكري لسلاح الجو الروسي، لما كان بإمكان الجيش العربي السوري «فعل ما يفعله»، وتابع قائلاً: «إذا كانوا صادقين في رغبتهم في استئناف عملية السلام، فلا بد من تفعيل وقف إطلاق النار في أسرع وقت ومن إنهاء الحصار على حلب».
ومن وجهة نظر الوزير الفرنسي، من غير المنصف انتقاد دي ميستورا، وذلك في الوقت الذي لا يدخر فيه جهداً لتوفير شروط إتمام عملية السلام عبر المفاوضات، وفقاً لتعبيره، معتبراً أن الجدل والتشويه لا يمثلان الطريق السليم.
وكان لافروف قد قال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأذربيجاني إيلمار ماميدياروف في باكو أمس الأول: «إننا قلقون مما يبديه ستفيان دي ميستورا من التقاعس في الوفاء بالتزاماته المتعلقة بالدعوة إلى إجراء جولة جديدة من المفاوضات السورية، وما يطلقه من تصريحات عن ضرورة أن تتوصل روسيا والولايات المتحدة إلى كيفية إدارة الشؤون المتعلقة بالتسوية السياسية في سورية، إذ يلوح بأن الأمم المتحدة وأمانتها لن تجريا جولة جديدة من المشاورات السورية إلا بعد التوصل إلى مثل هذا الاتفاق»، واصفاً موقف المبعوث الأممي بأنه «غير صائب».
وقبل يوم من تصريحات لافروف رهن دي ميستورا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالية باولو جينتيلوني، حل الأزمة في سورية بـ«اتفاق محتمل» بين موسكو وواشنطن لإيجاد صيغة تجمع بين مكافحة الإرهاب وإنهاء التوتر السياسي»، مشترطاً توافر «ظروف مواتية لإجراء مفاوضات حقيقية» من أجل استئناف المحادثات في جنيف، بعدما رأت روما أن لا غنى عن موسكو لحل الأزمة، على حين جددت الأخيرة التأكيد أن مشاركتها في سورية لـ«تعزيز» أمنها القومي.
لكن لافروف شدد على أنه لا يحق لأحد باستثناء السوريين أنفسهم، تحديد مستقبل بلادهم، مضيفاً: «ولا يمكن للسوريين أن يحققوا ذلك إلا إثر تحديد مصير المفاوضات».
وأضاف: إن على اللاعبين الخارجيين، ولا سيما روسيا والولايات المتحدة بصفتهما الرئيسين المتناوبين لمجموعة دعم سورية، أن يؤثروا في عملية التفاوض السورية، ليحثوا الأطراف السورية على تبني مواقف بناءة والبحث عن حلول وسط.
وتشهد مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسورية وثاني أكبر المدن، معارك مستمرة منذ صيف 2012 بين قوات الجيش العربي السوري والتنظيمات المسلحة والإرهابية، وعلى رأسها تنظيما داعش وجبهة النصرة.
وحققت وحدات الجيش والقوى الرديفة لها الأسبوع الماضي إنجازاً إستراتيجياً بقطع طريق الكاستيلو شريان الإمداد الوحيد للمعارضة المسلحة في الشطر الشرقي لمدينة حلب نارياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن