سورية

يلدريم: تطوير علاقات جيدة مع سورية والعراق هدف لايمكننا الرجوع عنه … أنقرة تكمل استدارتها نحو دمشق… فماذا عن الرياض؟

| الوطن – وكالات

مضى رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم خطوة أبعد، مكملاً الاستدارة التي سبق أن افتتحها نحو سورية، معرباً عن تأكده من أن بلاده ستعيد العلاقات معها إلى طبيعتها، ومشدداً على أن ذلك لا عودة عنه. وكان لتصريحات يلدريم الجديدة وقع الصاعقة على القادة السعوديين، الذين منوا أنفسهم بتحالف مع تركيا يمكنهم من مقارعة الإيرانيين في الهلال الخصيب، وبالأخص سورية.
ولم تخل تصريحات رئيس الوزراء التركي من غمز من قناة السعوديين، شركاء بلاده «الإستراتيجيين»، المدعوين إلى «إعادة تقييم الوضع في سورية، وتنحية.. التنافس جانباً» من أجل إعادة الاستقرار إلى سورية والعراق، بعد الحروب التي هزتهما وكانت «السبب الأساسي» وراء نمو ظاهرة الإرهاب.
وكرر يلدريم الأربعاء تصريحات ألقاها أمس الأول ولم تحظ بتغطية واسعة، وقال في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الموسع الـ110 لرؤساء فروع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم: «نعتزم توسيع صداقاتنا في الداخل والخارج، ولقد بدأنا في فعل ذلك خارجياً، حيث أعدنا علاقاتنا مع إسرائيل وروسيا إلى طبيعتها، ومتأكد من عودتها مع سورية أيضاً». وتابع في الكلمة التي نقلتها وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: «لابد من إرساء الاستقرار في سورية والعراق، وأن تكون فيهما إدارة سياسية قوية، يمثل فيها جميع أخوتنا هناك، وهذا لا مفر منه، حتى يتسنى لنا النجاح في مكافحة الإرهاب». واستطرد قائلاً: «هذا هو هدفنا الأهم والذي لا يمكننا الرجوع عنه: تطوير علاقات جيدة مع سورية والعراق وكل جيراننا حول البحر المتوسط والبحر الأسود».
ومنذ تولى منصبه في أيار، قال يلدريم مراراً: إن تركيا بحاجة «لزيادة أصدقائها وتقليص أعدائها» في اعتراف ضمني فيما يبدو بأن السياسات السابقة كانت سبباً في تهميش أنقرة.
وفي رسالة مبطنة إلى السعودية، قال يلدريم: إن «الشعب التركي والإنسانية جمعاء تنتظر من الدول الفاعلة في المنطقة، وقوات التحالف، وشركاء تركيا الإستراتيجيين، إعادة تقييم الوضع في سورية، وتنحية التنافس على المنطقة جانباً في أقرب فرصة، وعدم غض الطرف عن إبادة الإنسانية فيها». وأضاف مخاطباً الجهات المذكورة: «إذا كنتم تشكون اليوم من الإرهاب الذي أصبح كابوساً للجميع، فإن وراء ذلك حالة عدم الاستقرار في هذين البلدين».
وعكست تغطية وسائل الإعلام المقربة من السعودية الصدمة من تصريحات يلدريم، التي وصفتها قناة «العربية» بـ«الخطوة المفاجئة» وتحدثت عن «قلق» من تحول الموقف التركي نحو دمشق. وشن كتاب في صحف مملوكة لآل سعود، هجوماً حاداً على الموقف التركي الجديد.
من جهة أخرى، دافع يلدريم عن خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتجنيس مئات آلالاف السوريين، في مواجهة انتقادات المعارضة التركية.
ودعا رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال قليجدار أوغلو، أول أمس، إلى إجراء استفتاء شعبي حول خطة أردوغان مؤكداً أن «أغلبية السوريين لا يرغبون في البقاء في تركيا»، مبيناً أنه يجب إنهاء الحرب في سورية وإعادة إعمارها، وبعدها يمكن أن يعود السوريون بإرادتهم إلى بلادهم، وطالب ببذل مزيد من الجهود لإنهاء الحرب في سورية.
ووصف يلدريم الجدل الحاصل في تركيا مؤخراً بخصوص اللاجئين السوريين بـ«المعيب». وتابع قائلاً: «التعابير والاتهامات الظالمة الموجه للذين (اللاجئين السوريين)، يبحثون عن مأوى آمن لهم، بعد أن فقدوا أوطانهم، وبيوتهم، وفروا من الموت نحو أناس شرفاء، لا توجد في مورثات الشعب التركي ولا في تقاليده»، مؤكداً أن «تقديم الأتراك يد العون لكل من يمرون بأوقات عصيبة، وعلى رأسهم السوريين، نابع من إيمانهم وحسهم الإنساني».
وأشار إلى أن منح الجنسية لهم «يعني إضافة قيمة للقوى العاملة في البلاد»، مبيناً أن بلاده مستعدة لمنح الجنسية التركية ليس للسوريون فقط، بل لكل من سيُساهم في تنمية تركيا من الناحية الاقتصادية والفكرية، نحن بصدد إصدار قانون بهذا الشأن». وتابع رئيس الوزراء التركي قائلاً: «تقاسمنا لقمة العيش مع بعضنا البعض، وإذا أردنا توسيع لقمة عيشنا، فسنقوم بزيادة عدد السكان»، في إشارة منه إلى المساعي المتعلقة بمنح اللاجئين السوريين الجنسية التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن