سورية

اجتماع تحديد مصير «النصرة» … كيري في موسكو للاستماع إلى جواب بوتين

| أنس وهيب الكردي

يستمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم إلى جواب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المقترح الأميركي الخاص بتعزيز التعاون العسكري بين الجانبين لمواجهة تنظيمي داعش وجبهة النصرة مقابل تحييد المجموعات المسلحة عن الأخيرة وتعهد الروس بعدم استهداف مناطقها وفق خرائط أعدها الأميركيون.
وسربت مصادر أميركية قبل نحو أسبوع، أنباء عن إرسال إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مسودة المقترح. وقبل نحو أسبوعين تلقى أوباما اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي، حيث أكدا استعدادهما لزيادة تنسيق الأعمال العسكرية في سورية. وكانت أوساط في مجلس الدوما الروسي قد اعتبرت المسودة «غير مقبولة».
ويصل الوزير الأميركي إلى العاصمة الروسية موسكو، للاطلاع على جواب الكرملين النهائي بخصوص المقترح الأميركي. وسيحسم اجتماع بوتين كيري مصير «النصرة» وربما غيرها من التنظيمات التي تراها موسكو «إرهابية». وخلال مناقشتهم للمقترح مع نظرائهم الأميركيين، أصر الدبلوماسيون الأميركيون على الدبلوماسيين الروس موافقتهم على المقترح بشرط فصل المعتدلين عن «النصرة» وغيرها.
وبين المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن الوزير الأميركي سيجري اليوم الخميس محادثات مع نظيره سيرغي لافروف قبل أن ينتقلا للاجتماع مع بوتين ويطلعانه على نتائج لقائهما، مبيناً أن اللقاء في الكرملين سيناقش مع كيري أزمتي سورية وأوكرانيا، والعلاقات الثنائية.
وسبق أن أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي أن كيري سيزور موسكو يومي 14 و15 من الشهر الجاري، حيث سيبحث مع الرئيس بوتين الأزمتين في سورية وأوكرانيا وتسوية النزاع في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان. وذكر كيربي أن رئيس الدبلوماسية الأميركية «يريد أن يفهم خلال زيارته إلى موسكو إذا ما كان يمكن تحقيق تطور إيجابي بشأن الوضع في سورية»، لافتاً إلى أن كيري على «قناعة بأن تحقيق تقدم أمر ممكن».
وبدورها، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن كيري يحمل للقيادة الروسية في جعبته مقترحاً بتعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي بين الجانبين في مجال مكافحة الإرهاب داخل سورية. وحسب الصحيفة سيطلب كيري من روسيا الضغط على الحكومة السورية لكي تتخلى عن قصف مواقع تابعة للمعارضة وتقتصر فقط على إجراء عمليات إنسانية وعمليات إجلاء. وأشارت إلى أن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق سيسمح للبلدين بالتركيز على ضرب مسلحي تنظيمي داعش و«النصرة».
وأوضحت أن الاقتراح الأميركي يدعو إلى تشكيل مجموعة مشتركة لتبادل المعلومات الاستخباراتية والعملياتية عن أماكن وجود «النصرة»، والتنسيق بين عمليات أميركية وروسية على داعش.
وسبق أن أكد بوتين وأوباما التزامهما بهزيمة تنظيمي داعش و«النصرة». وبينما طالب أوباما روسيا بالضغط على «حكومة دمشق» لوقف الهجمات على المدنيين ولإحراز تقدم في الانتقال السياسي من أجل إنهاء الأزمة السورية، حض الرئيس الروسي نظيره الأميركي على المساعدة في فصل المعارضة «المعتدلة» في سورية ليس فقط عن «جبهة النصرة» وإنما عن الجماعات «المتطرفة» الأخرى. وتعتبر روسيا كلاً من ميليشيا «جيش الإسلام» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» تنظيمات إرهابية.
وعشية لقائه بوتين، شدد كيري على أن الإدارة الأميركية ستستمر في بذل كل الجهود لتخفيف معاناة السوريين والتوصل إلى حل سياسي لإيقاف العنف. وخلال حفل استقبال مسلمين أميركيين بمناسبة عيد الفطر، أكد كيري أن الولايات المتحدة ستحقق هدف أوباما الخاص باستقبال 10 آلاف لاجئ سوري هذا العام. وأوضح أن الأمر يتعلق بعشرة آلاف لاجئ يواجهون أوضاعاً صعبة تم اختيارهم في مخيمات لاجئين تابعة للأمم المتحدة وقامت أجهزة الأمن والاستخبارات الأميركية بالتدقيق في هوياتهم وبياناتهم الشخصية، وهؤلاء اللاجئون يمكن أن يكونوا أرامل أو مسنين أو ذوي احتياجات خاصة. وأضاف إن رقم الـ10 آلاف لاجئ «يمثل ستة أضعاف ما قمنا به العام الماضي».
وفي واشنطن أيضاً، عقد كيري اجتماعاً مع نظيره السعودي عادل الجبير، الذي التقى أيضاً مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي سوزان رايس.
وذكرت قناة «العربية» أن مباحثات الجبير تطرقت إلى المستجدات على الساحة اليمنية، والأزمة السورية، وجهود محاربة العنف والتطرف والجماعات الإرهابية، وعملية السلام في الشرق الأوسط، وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
في غضون ذلك، عبرت أوساط عسكرية أميركية عن انزعاجها من مضي إدارة الرئيس باراك أوباما الأميركية في مقترحها لتعزيز التعاون العسكري مع روسيا في مواجهة داعش والنصرة في سورية، وذلك من خلال تسريب رفض «البنتاغون» للخطة، والتلويح بعرقلتها. وسبق لوزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أن أعرب عن موقفه المتحفظ من التعاون مع روسيا بسبب القلق من تأثيرات ذلك على أوروبا الشرقية والبحر الأسود، وأيضاً على تقوية النظام في سورية.
في حزيران الماضي، دعت موسكو إلى القيام بـ«خطوات مشتركة حاسمة ضد جبهة النصرة». وفي منتصف أيار، اقترحت روسيا على الولايات المتحدة تنفيذ ضربات مشتركة ضد المجموعات المتطرفة في سورية الأمر الذي سارعت واشنطن إلى رفضه.
وبين موقع «الديلي بيست» الأميركي أن إدارة أوباما رحبت بشكل متزايد بهذا المقترح الروسي، لكنه أشار إلى أن البيت الأبيض يواجه رفضاً كبيراً للفكرة من الجيش الأميركي والبعض داخل مجتمع الاستخبارات الذين يعملون مع «قوات المعارضة السورية المحلية»، وهم نفس المسؤولين الذين يمكن أن ينفذوا مثل هذه الخطة. ويقول بعض مسؤولي «البنتاغون»، وفقاً للموقع، بالفعل إنهم لن يعملوا على هذا الاقتراح، ويشيرون إلى أنه في حالة اتفاق روسيا والولايات المتحدة على زيادة التنسيق، سيضغطون من أجل أن يتشاركوا أقل قدر ممكن من المعلومات مع الروس.
ونقلت «ديلي بيست»، عن أحد مسؤولي وزارة الدفاع الأميركيين، حديثه عن وجود «مناقشات جارية في «البنتاغون» عن تضييق مدى التنسيق ومدى المعلومات الاستخباراتية التي ستتم مشاركتها» مع الروس. وذكر مسؤولان آخران أنه لا يمكن الثقة بالروس في أي اتفاق، وأضافا إنهما يعتقدان أن موسكو ستستغل أي اتفاق في النهاية لتدعيم النظام وإضعاف المعارضة السورية المحاصرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن