رياضة

بطولة سلة الناشئين: مباريات مضغوطة وأبسط مقومات الدعم غائبة

| مهند الحسني

من فاته متابعة بطولة الناشئين بكرة السلة فقد فاته الكثير من حلقات وفصول مضحكة ومبكية معاً، ولن يتمكن مسلسل بقعة ضوء أن يتخيله ضمن لوحاته من أحداث أكثر إضحاكاً وإيلاماً، ابتداء من سلق البطولة وحصرها بأربعة أيام، وضغطها دون سبب موجب ومقنع، مروراً بإقامة مباراتين في وقت واحد على ملعبين متجاورين بالصالة الفرعية بمدينة الفيحاء، وانتهاء بالأحداث الطريفة التي كانت تحدث أثناء سير المباريات، حيث يتوقف اللاعبون فجأة لا لشيء سوى لأن حكم المباراة الثانية أطلق صافرته فيكتشفون لتوهم بأن الصافرة جاءت من الملعب الثاني، ولاعب آخر يسمع مدربه يطالبه بالتسديد والتمرير فإذا به يكتشف بأن من يتحدث مدرب من الملعب المجاور.

ترشيد البطولات
كنا نعتقد بأن بطولات ومسابقات الفئات العمرية لها الكثير من المكانة والاهتمام لدى القيادة الرياضية التي لا تتوانى في كل مناسبة عن رفع شعار ضرورة العودة للاهتمام بالقواعد بشكل عام، لكونها اللبنة الأساسية لبناء جيل رياضي مشرق، ودققوا معي في كلمة مشرق لكونها بحاجة لكثير من المقومات والعوامل الواجب توافرها من أجل تأمين المناخات الصحيحة للعمل الرياضي الذي لابد أن يثمر عن نتائج توازي الطموح، لكن ما تابعناه بأم أعيننا في هذه البطولة غيّر الكثير من قناعاتنا، وبأن هذه الشعارات زوبعة في فنجان، بعدما لمسنا بأن منافسات هذه الفئات وضعت في طنجرة ضغط لسلقها بأكبر سرعة ممكنة، وطبعاً التبرير لدى القيادة الرياضية جاهز (ترشيد البطولات) ويا ليت هذا الترشيد يشمل كل مفاصل المنظمة.

كهرباء ومشالح
وبعيداً عن ضغط البطولة هناك ثمة أشياء كثيرة عكرت صفو الفرق المشاركة التي تطلعت عند وصولها للعاصمة لإجراء تمارين لها على أرض الصالة قبل بدء المباريات لكنها لم تتمكن لعدم وجود كهرباء، وعدم وجود مشالح تليق بلاعبين قطعوا مئات الكيلو مترات في ظروف صعبة، لتتناثر أمتعتهم في أروقة الصالة بطريقة فوضوية تذكرنا ببسطات الخضر العشوائية، أما عن درجة حرارة الصالة فحدث ولا حرج حيث باتت الصالة الفرعية بمدينة الفيحاء مؤهلة لدخول سجل غينس للأرقام القياسية نظراً لارتفاع حرارتها بشكل لا يحتمل ما أثر على أداء اللاعبين، وتسبب بإرهاقهم، أما عن توافر مياه الشرب فأغلبية الفرق راحت تلهث وراء مياه الشرب لكن دون جدوى.

تأجيل أو إلغاء
سلتنا لن تتطور وطريق منتخباتها سيكون مسدوداً في جميع البطولات مادمنا على هذه الدرجة من الاستخفاف والاستهتار ببطولات كهذه، وكان حرياً باتحاد السلة تأجيل البطولة أو إلغاؤها، فذلك أفضل من تمريرها بهذه الطريقة المعيبة، وإذا تساءلنا عن الفائدة الفنية التي جنتها الفرق من هذه البطولة، فحتماً الإجابة ستكون بالرفض، لكون هذه الفئة بحاجة للعب أكثر من 40 مباراة في العام ضمن ظروف رياضية مناسبة، وفرقنا منذ بداية دوري الناشئين لم تلعب ربع هذا العدد، والسؤال هنا، كيف يقبل المعنيون بتمرير مباريات البطولة بهذه الطريقة.

صافرات ولكن
ما أثار انتباه الكثيرين من أهل اللعبة هو قيادة مباريات هذه البطولة من الحكام الدوليين والدرجة الأولى، وهذا أكبر دليل على ضعف القاعدة التحكيمية، والفوضى العارمة بلجنة الحكام، والسؤال هنا متى سيأخذ الحكام الجدد دورهم، ومتى نستطيع تأهيل جيل جديد من الحكام مادامت قيادة هذه المباريات تذهب للحكام العاملين الذين وصلوا لسن الاعتزال.

محط اهتمام
هذه المخالفات ليست محط اهتمام المكتب التنفيذي لأن جل همه سلق البطولات بغية ترشيد نفقاتها بغض النظر عن الفائدة الفنية، وهذا من شأنه أن يعطينا منتخباً عقيماً شأنه شأن منتخباتنا السابقة التي باتت تبحث عن لاعب يجيد(تنطيط) الكرة، أو لاعب يعرف كيف يقف تحت السلة ولا تجد هذا اللاعب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن