هولاند يلغي زيارات أوروبية.. ولوبن تدعو وزير الداخلية إلى الاستقالة … فرنســا في حــداد.. و«داعـــش» تبـــنّت
بدأت فرنسا أمس حداداً يستمر ثلاثة أيام بعد اعتداء نيس الذي أوقع 84 قتيلاً على الأقل بينهم عشرة أطفال وتبناه تنظيم «داعش» الإرهابي. على حين يتم تنظيم دقيقة صمت ظهر غد الإثنين (10.00 ت غ) في عموم البلاد.
وخلال الاجتماع الطارئ أمس قال الرئيس فرنسوا هولاند: «لم ننته بعد من الإرهاب»، ووجه دعوة «للتعايش» و«وحدة» فرنسا، وأدان «المحاولات لتقسيم البلاد» حسب المتحدث باسم الحكومة ستيفان لو فول. وأضاف: «الفكرة التي يكونها (الرئيس) عن فرنسا هي أن عليها أن تبقى بلد التعايش الذي يحترم قيم الجمهورية ومبادئها».
وألغى هولاند جزءاً من جولة أوروبية كانت ستقوده الأربعاء القادم إلى النمسا وسلوفاكيا وجمهورية تشيكيا بسبب اعتداء نيس، وفق ما أفادت الرئاسة الفرنسية. في المقابل، أبقى زيارتين سيقوم بهما بعد غد الثلاثاء للبرتغال والخميس لايرلندا، والهدف من هذه الجولة بحث خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأعلن هولاند تمديد حال الطوارئ التي فرضت بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني لثلاثة أشهر بهدف تسهيل عمليات المداهمة ووضع المشتبه فيهم قيد الإقامة الجبرية.
يأتي ذلك على حين دعت مارين لوبن زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، أمس وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إلى الاستقالة بعد اعتداء نيس الذي قالت إنه أظهر «تقصيراً خطراً» للدولة منذ موجة الاعتداءات التي بدأت في 2015.
وقالت لوبن: «في أي بلد في العالم كان وزير مثل برنار كازنوف سيستقيل مع مثل هذه الحصيلة المروعة، 250 قتيلا في 18 شهراً»، في إشارة إلى الحصيلة الإجمالية لضحايا اعتداءات كانون الثاني وتشرين الثاني 2015 و14 تموز في نيس (جنوب شرق).
وأضافت خلال مؤتمر صحافي «نرى رئيساً للجمهورية ورئيساً للحكومة ووزيراً للداخلية يمضون وقتهم في التعليق على الاعتداءات وإعطاء الدروس للعالم أجمع بدون مراجعة أنفسهم»، مطالبة بـ«اجتثاث التطرف الإسلامي».
وفي هذه الأثناء، يواصل المحققون العمل على فهم دوافع وطريقة تحرك محمد لحويج بوهلال الذي قال رئيس الوزراء مانويل فالس إنه «لا شك إرهابي على صلة بالإسلام المتطرف بشكل أو بآخر».
ومن جانبه أعلن كازنوف أمس أن منفذ اعتداء نيس «اعتنق الفكر المتطرف بسرعة كبيرة على ما يبدو»، وكرر القول: إن بوهلال «لم يكن معروفاً لدى أجهزة الاستخبارات»، مشيراً إلى أن «أفراداً يتأثرون برسالة داعش باتوا ينفذون أعمالاً بالغة العنف من دون أن يكونوا قد شاركوا في معارك أو تلقوا تدريبات بالضرورة».
وأضاف: إن طريقة تنفيذ العملية جديدة أيضاً، وقال: «لم يحصل استخدام للسلاح الثقيل أو المتفجرات، وبالتالي، فإن الصدمة الناجمة عن الطريقة التي استخدمت لارتكاب هذه الجريمة البالغة العنف قد تسببت بصدمة عميقة لدى الفرنسيين، وتثبت لنا في الوقت نفسه صعوبة التصدي للإرهاب».
وكان المدعي العام الفرنسي المكلف مكافحة الإرهاب فرنسوا مولنس قال في وقت سابق إن الاعتداء يمثل استجابة «للنداءات المتكررة للقتل التي تطلقها المنظمات الجهادية»، متوقعاً ارتفاع الحصيلة نظراً لوجود 52 جريحاً في حالة حرجة «بين الحياة والموت» من أصل مئتين وجريحين. بدوره أفاد مصدر قضائي أمس عن توقيف أربعة أشخاص هم رهن التحقيق لمعرفة صلتهم بمنفذ الاعتداء الذي لا تزال زوجه السابقة موقوفة منذ الجمعة.
ومن جانبه تبنى تنظيم «داعش» الإرهابي أمس الاعتداء، وفق ما أفادت وكالة «أعماق» وإذاعة «البيان» التابعتان للتنظيم المتطرف أمس. ونقلت وكالة أعماق عن «مصدر أمني» أن «منفذ عملية الدهس في نيس بفرنسا هو أحد جنود الدولة الإسلامية»، مشيرة إلى أنه «نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الذي يقاتل الدولة الإسلامية».
وفي وقت لاحق، أكدت إذاعة «البيان» أن جندياً من التنظيم نفذ العملية التي وصفتها بـ«النوعية» باستعمال «شاحنة كبيرة لدهس رعايا فرنسا الصليبية».
وهددت الإذاعة الدول المشاركة في التحالف الأميركي الذي بدأ تنفيذ غارات جوية متقطعة ضد متشددين في سورية والعراق منذ صيف 2014، وقالت: «لتعلم الدول الصليبية أنها مهما استنفرت قدراتها الأمنية وإجراءاتها، فإنها لن تكون في منأى عن ضربات المجاهدين التي ستستمر بغزوهم في عقر دارهم بإذن اللـه تعالى». وتبنى تنظيم داعش الذي أعلن صيف عام 2014 قيام «الخلافة الإسلامية» انطلاقاً من مناطق سيطرته في سورية والعراق، اعتداءات دامية في دول عدة أبرزها في فرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة وأوقعت مئات القتلى والجرحى.
وبعد أكثر من شهر على اعتداءات باريس في تشرين الثاني والتي قتل فيها 130 شخصاً، وزع تنظيم «داعش» شريط فيديو لمنفذي الهجمات حمل عنوان «اقتلوهم حيث ثقفتموهم» تضمن تهديدات ضد فرنسا وبريطانيا ودعوة للمسلمين إلى الانتفاضة و«قتل الكفار».
ومنذ مساء الجمعة بدأت جنسيات ضحايا الهجوم الدموي تتضح، مع إعلان عدة دول أن رعايا لها بين القتلى البالغ عددهم 84 شخصاً. وبين القتلى 17 أجنبياً على الأقل بينهم ثلاثة ألمان وأميركيان وروسية وثلاثة تونسيين وثلاثة جزائريين.
(روسيا اليوم– أ ف ب– رويترز)