سورية

داعش تقدم شرق الفرات.. و«النصرة» صادرت المعونات الغذائية..! قطع «بديل الكاستيلو» نارياً

| حلب – الوطن

تمكن الجيش العربي السوري من قطع طريق إمداد المسلحين البديل عن شريان الإمداد الرئيسي عبر طريق الكاستيلو بوصوله إلى مستديرة الليرمون حيث يتفرع طريق إمداد يصل المنطقة بالريف الشمالي من خلال ضهرة عبد ربه، على حين عمدت جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية، إلى مصادرة المعونات الغذائية التي قدمت لسكان الأحياء الشرقية في حلب، فيما استغل تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية ارتباك المجموعات التي تقاتله في شمال سورية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووسع سيطرته شرقي الفرات قرب عين العرب.
وأمس أحرز الجيش تقدماً جديداً في منطقة الليرمون الصناعية وبسط هيمنته على كتل من المعامل بينها مباني كولونيز 4 و5 في حين تمكنت وحدة منه من السيطرة نارياً على مستديرة الليرمون حيث غدا بمقدورها مد نفوذها الناري على المسافة الممتدة من المستديرة إلى الطريق المتفرع عن الكاستيلو باتجاه ضهرة عبد ربه، وهو طريق الإمداد الوحيد المتبقي الذي يسلكه المسلحون وإمداداتهم من منطقة الليرمون وحي بني زيد إلى الريف الشمالي والغربي فأرياف إدلب مركز الدعم اللوجستي لهم.
في غضون ذلك أكدت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن «النصرة» سارعت، ومع دخول الحصار أسبوعه الثاني، إلى مصادرة السلل والمعونات الغذائية التي حصل عليها السكان من منظمات إغاثية دولية في أحياء الشعار والقاطرجي وطريق الباب، وذلك لتوفير الغذاء لمقاتليها في ظل شح المواد الغذائية ووصول أسعارها إلى مستويات قياسية مرتفعة لم تشهدها مناطق سيطرة المسلحين من قبل.
وقالت المصادر: إن فعل «النصرة» لاقى ردود فعل سلبية ضدها من السكان الذين باتوا بلا أي مواد غذائية مع عجزهم على توفير ما يلزم حتى لتوفير احتياجات الأطفال والمرضى، وهو ما دفع بعضهم للهجوم على مخازن للمواد الغذائية تابعة لفرع القاعدة في حي ضهرة عواد ووقع 4 جرحى منهم في الصدامات التي حصلت مع مسلحيه في طريق الباب.
وأوضح مصدر معارض في «الجبهة الشامية» لـ«الوطن»، أن بعض المجموعات المسلحة المنضوية تحت رايتها وفصائل أخرى يتبع بعضها لـ«النصرة» قد تتخذ إجراءات عقابية ضدها بعد قيام دورياتها بالاستيلاء على حصص السكان من المعونات الغذائية وبعض مستودعات المواد الغذائية العائدة للأهالي من دون دفع ثمنها. وبين المصدر أن من بين العقوبات المقترحة عدم مشاركة «النصرة» في أي عمل عسكري يستهدف الجيش العربي السوري على خطوط التماس كما حدث الثلاثاء الماضي ما لم تتوقف عن أعمالها الاستفزازية.
وتعاني أحياء سيطرة «النصرة» والمسلحين من شح كبير في المواد الغذائية التي احتكرت أصناف منها خوفاً من إطالة أمد حصار الجيش لهم وارتفعت أسعار المعروض منها في السوق إلى قيم يعجز معظم الأهالي عن شرائها حيث وصل سعر كيلو الكوسا والباذنجان إلى 1000 ليرة سورية على حين تجاوز سعر ربطة الخبز 1500 ليرة بالتزامن مع تسريب معلومات عن قرب نضوب مستودعات المحروقات ومخازن الطحين في وقت قريب.
في الأثناء ارتقى شهيد وأصيب 9 أشخاص بجروح نتيجة استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة بعدد من القذائف الصاروخية أحياء سكنية في مدينة حلب.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر في قيادة شرطة محافظة حلب بأن «المجموعات الإرهابية استهدفت محيط القصر البلدي وساحة سعد اللـه الجابري بعدة قذائف صاروخية ما أدى إلى إصابة 5 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة وأضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة للأهالي». المصدر أضاف: إن «قذائف صاروخية أطلقتها المجموعات الإرهابية على حي الشهباء في حلب أسفرت عن استشهاد شخص وإصابة 4 آخرين بجروح ووقوع أضرار مادية بالمنازل والبنى التحتية في الحي».
إلى منبج في شمال حلب، حيث أكد نشطاء على «فيسبوك» أن أطراف المدينة شهدت هدوءاً نسبياً منذ صباح أمس «باستثناء بعض رشقات الرصاص تسمع بين الحين والآخر»، بعدما تمكنت «قوات سورية الديمقراطية من التقدم إلى وسط منبج وقطعت طرق إمداد مسلحي داعش هناك أول أمس.
الهدوء في منبج استغله التنظيم للتقدم على حساب «الديمقراطية» من محور صرين شرق نهر الفرات، مستغلاً تبعات الانقلاب العسكري الفاشل ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وحسب مصادر إعلامية معارضة فقد سيطر داعش أمس على قرية صايكول وماحولها وصولاً إلى مفرق قرية بئر البكار كما سيطر على قرية القادرية وأعدم 5 عناصر لـ«الديمقراطية» ميدانياً، نزح جميع سكان قرية القادرية إلى قرية المروح. كما قطع داعش طريق سد تشرين عين العرب شرق نهر الفرات، بعد هجوم عنيف شنه التنظيم على قرى شرق سد تشرين وتفجير سيارتين مفخختين بتجمع لقسد في قرية كردوشان المجاورة.
وأعاد مراقبون تقدم داعش شرق الفرات إلى الارتباك الذي أحدثه الانقلاب التركي الفاشل في صفوف المجموعات التي تقاتل التنظيم في شمال سورية «الكردية منها والعربية» بعدما تخوفت على مصيرها فيما لو أزيح أردوغان عن السلطة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن