ثقافة وفن

أحفادي على ارتباط كبير مع بدايتي وهو الفنّ التشكيلي … أديب قدورة لـ«الوطن»: أنا الآن بصحة جيدة وأقول للجيل الجديد تعلموا… ثم تعلموا 

| عامر فؤاد عامر- تصوير طارق السعدوني

أيقونة سوريّة جمعت بين عطر «ترشيحا» الفلسطينيّة ومدينة «حلب» والشام. حقق مراكز لم يصلها أيّ فنانٍ عربي من قبل، فكان نجماً سينمائيّاً، تهافتت عليه العروض من الشرق والغرب، ليُجمعوا أنه ممثل رفيع المستوى. فهو «أبو علي» في الفيلم السوري «الفهد»، والقائد الروماني في الفيلم الإيطالي «الطريق إلى دمشق»، وقائد العمليّات الفدائيّة في الفيلم الإيراني «نار تحت الرماد»… إلخ. كان نجم الصف الأوّل في أكثر من 30 فيلماً مصريّاً ونال جوائزه التي قدّرته فيها الناس حبّاً واحتراماً فنال 5 جوائز عالميّة للدولة، ومن جوائزه نذكر: أفضل ممثل من خلال استفتاء جماهيري في سورية أجرته جريدة «الثورة» عام 1976، واستفتاء جريدة «الدستور» الأردنية كأفضل ممثل عربي عن مسلسل «شجرة الدرّ» عام 1979. وفي عام 1980 في مهرجان قرطاج نال جائزة أفضل ممثل عن قارتي آسيا وإفريقيا، إضافة لجوائز فيلم الفهد الأربع. كما لُقِبَ بفتى الشاشة السوريّة، وبأنطوني كوين العرب، وغيرها من الألقاب.
لكنه ابن المسرح في الأساس، ويبقى حنينه لذكرياته الأولى فيه، فقد صدّره ممثلاً ناجحاً، لكلّ من رآه وتعامل معه، ومن أعماله المسرحيّة نذكر: «هبط الملاك في بابل»، و«سمك عسير الهضم»، و«مأساة غيفارا»، وغيرها. أمّا في دراما التلفزيون فذكرياته كثيرة، ونجوميّته التي حصدها كانت من دون منافسة لوقتٍ طويل، فنال محبّة الجمهور العربي، في وقتٍ لا حضور للفضائيات فيه ومن هذه المسلسلات نذكر: «الحبّ والشتاء»، و«شجرة الدرّ»، و«تحت السماء الزرقاء»، و«عزّ الدّين القسّام»، و«ذئب السيسبان»، وغيرها. «الوطن» بقيت على تواصلها مع الفنان القدير «أديب قدّورة» بعد أن تعرّض لوعكة صحية منذ أكثر من 8 أشهر. واليوم يعلن من خلال صفحاتها عن تماثله للشفاء، وعودته للحياة الطبيعيّة. وبحديثٍ عن ذكرياته في المسرح، والسينما، والتلفزيون، وعن جولته العالميّة في عدد من الدول، وأفلامه التي قدّمها، نتحدث من خلال هذا الحوار.

يربط الجميع اسمك باسم المخرج الراحل «نبيل المالح»، فماذا تقول عنه في هذه المناسبة؟
خسرنا قامة فكريّة كبيرة على صعيد سورية، والعرب، والعالم أجمع. نبيل المالح قامة إبداعيّة جميلة، كان يقول لي منذ البداية إنه سيجعل من السينما السوريّة سينما عالميّة، وهذا هو هدفه الحقيقي، في كلّ عملٍ قدّمه.
بالنسبة لي هو من اكتشفني وأدخلني إلى عالم السينما. فقد كنت في مرسمي الجميل في حلب، وأدرس مادة الفنون في مدارسها، وفي الوقت نفسه أمارس هوايتي على المسرح بالاشتراك مع شباب طموحين لتقديم مسرحيّات أحبّها الناس في ذلك الوقت. إلى أن جاء لقائي بـ«نبيل المالح»، فقد أُرغمت على الذهاب لتقديم نفسي أمام لجنة جاءت مع مخرج من دمشق – هو نبيل المالح – تبحث عن نجم سينمائي لفيلمٍ سوري جديد، ومنذ دخولي أمام اللجنة وقع الاختيار عليّ على الرغم من عدم انشغالي بالفرصة. وعلى الرغم من الاتفاق على فيلم «الفهد» الذي كان اسمه في البداية «المتمرد» تمّ تأجيل تصويره بسبب خلافات وقعت بين وزير الإعلام آنذاك وكاتب الرواية «حيدر حيدر». مرّ عام كامل على التأجيل وكنت قد قطعت الأمل ليعود «المالح» مجدداً إلى كواليس مسرحيّة كنت أقدمها في دمشق خلال مهرجان المسرح ويخبرني بمعاودة العمل على تنفيذ فيلم «الفهد».

أخبرتني أنه قبل فيلم «الفهد» كان هناك دعوة وجّهت إليك من مصر للعمل والدراسة السينمائيّة فكيف كانت هذه الفرصة؟ ولماذا رفضتها؟
كنت أحبّ رؤية الممثلين المصريين لدى افتتاح أفلامهم في صالات العرص، وذات مرّة جاءت فرقة «يوسف وهبي» إلى حلب، ولدي قريب يعمل في الصالة السينمائيّة، فطلبت منه أن ألتقي بـ«يوسف وهبي»، وفعلاً تمّ ذلك، فلمحني أحد أعضاء الفرقة، وصاح بي: «أنت ممثل سينمائي، وبكلّ جديّة أقول إنك نجم». وطلب مني أن أقدم له 3 صور شخصيّة لي، ولم أكن مصدقاً بعد لما يحصل، وبعد 3 أشهر يصلني كتاب من مصر، مضمونه ترحيب لأكون طالباً أدرس السينما في مصر وأعمل في قطاعها، وكان في الكتاب أيضاً ذكر لعدد من النجوم المصريين ذوي أصل سوري أمثال «أنور وجدي» وغيره. شجعني والدي حينها لكن والدتي بكت كثيراً فقد تصورت أنني سأرحل وأبتعد عنها طوال العمر، وبسبب تعلقها بي فقد كنت مدللها، قطعت وعدي لها بألا أقبل هذه الفرصة أبداً، وهذا ما حصل.

مع الفنان «حسين الإدلبي» حكاية أخرى وهي حكاية المسرح، فما أثر هذا الشخص في حياتك الفنيّة؟
كان هناك فحص مقابلة، لانتقاء ممثلين للمسرح، في المكتبة الوطنية في حلب، وقد أخذ لي أحد الأصدقاء دوراً لأتقدم إليها، ومن دون علمي، لأنه كان مؤمناً بموهبتي. وذهبت إلى هناك، وكان «حسين الإدلبي» رئيساً للجنة وفهمت فيما بعد أنه يسعى لتأسيس مسرح قومي في حلب بعد عودته من الدراسة في النمسا مباشرة، وكان معه في اللجنة «علي عقلة عرسان»، و«بشار القاضي»…. وبعد المقابلة كان هناك إصرار من «حسين الإدلبي» لدخولي التمثيل، فقد كنت اتفقت معهم على العمل في الديكور لأني فنان تشكيلي، وهذا ما حصل، فقد زجني في بروفات إحدى المسرحيّات، وكنت أجسد فيها الشخصيّة الرابعة، التي تقرر المشاركة بها في المهرجان المسرحي في دمشق الذي بدأ فور الانتهاء من التدريب عليها، وكان في دمشق فرق كثيرة مشاركة كالمسرح القومي من القاهرة، ومن العراق والكويت وفرق مسرحية كثيرة. وعرضنا في اليوم الأوّل لنشاهد الصحف تكتب عني بالخط العريض على الرغم من أنني لست بطل المسرحية!
طبعاً الفنان «حسين الإدلبي» كان من شجعني للعمل في فيلم «الفهد» ونسق لي وقت الذهاب إلى دمشق، فقد كنت ملزماً معه في أكثر من مسرحيّة وعلى الرغم من ذلك، كان يساعدني في كلّ فرصة جديدة. وقد وفق لي العمل في فيلم قصير من ثلاثية «رجال تحت الشمس» مع المخرج «مروان المؤذن» الذي أصرّ عليّ هو والممثلة الألمانيّة «ريجينا» اللذان شاهدا مسرحيّة «هبط الملاك في بابل» وأسرهما أدائي، وحاولا سحب دور الفنان «خالد تاجا» ومنحي إياه بعد الاتفاق معه، لكنني رفضت، خوفاً على مشاعره، ولكن رغبتهم في أن أكون معهم في الفيلم جعلتني أقبل تمثيل دور بمشهدٍ واحد، وعلى الرغم من ذلك وضعوا اسمي مع أبطال الفيلم.

من سورية للسينما العربيّة فالإيطاليّة، كيف نجحت في هذا الانتقال؟
بعد العرض الأوّل لفيلم الفهد انهالت عليّ عروض الأفلام ولا سيّما من مصر، وكان لي جولة هناك وكانت سياسة الأفلام هي مزاوجة الأبطال بحضور بطل من مصر وبطل من سورية أو لبنان وغيرهما، فمثلت عدداً من هذه الأفلام مع كثير من النجوم من مصر ولبنان وسورية مثل: حسن يوسف، وسهير رمزي، وسميرة توفيق، ونجوى فؤاد وصلاح ذو الفقار… وهكذا انتشرت في السينما العربيّة، ليتمّ ترشيحي في تلك الفترة لفيلم إيطالي «الطريق إلى دمشق» للمخرج «تويني» ويتحدث عن تاريخ دمشق عبر الأزمنة منذ البدايات إلى تلك المرحلة، وجسّدت فيه قائداً رومانيّاً، وكان الفيلم أيضاً من بطولة الممثل الفرنسي «جورج ويلسون» الذي اشترط عليهم رغبته في التمثيل معي فقد كنت النجم السينمائي الأوّل في تلك الفترة، وهذا ما ذكرته الصحافة وكتبت عنه، ولدى تمثيل المشهد الأوّل في الفيلم قال «ويلسون»: «هذا أوّل ممثل يقف أمامي بطريقة صحيحة». أمّا المخرج «تويني» فكان مدرساً في معهد العلوم السينمائيّة في إيطاليا، وعلمت فيما بعد أنه كان يدرّس طلابه عني، ويعرض وجهي وتقاسيمه، في دروس عن الممثل وأدائه. فقد قدرني كثيراً، وشاهدت صورتي مزينة بنجوم عالميين من حولي في بيته. وقال لي أنت من هؤلاء. وكانت تجربة جميلة فعلاً في حياتي.

من أبرز مشاركاتك السينمائيّة كان فيلم «نار تحت الرماد» الإيراني، ما الذي أضافه هذا الفيلم لرصيدك؟
الفيلم يتحدّث عن فلسطين، وأن العالم أجمع يعرف اغتصاب إسرائيل للحق، لكنه ينكر ذلك ويكذب، والفيلم من إخراج «كاووش». ولعبت في الفيلم دور قائد مجموعة فدائيّة ومدرباً لعناصرها. وحفاوة كبيرة كانت في افتتاح هذا الفيلم فالإعلانات في كل مكان حملت اسمي وكرمتني وعُرض الفيلم في 11 صالة سينمائيّة. في ذلك الحين كان فيلم «الرسالة» أكبر فيلم حصد إيرادات ومتابعة جماهيريّة، وبعدها بسنوات كان فيلم «نار تحت الرماد» ليكون بمستوى الإيرادات والمتابعة نفسه، وقد تمّت ترجمته ودبلجته إلى لغاتٍ كثيرة.

أي الأفلام الثلاثة «الفهد، الطريق إلى دمشق، نار تحت الرماد» كان الأهمّ بالنسبة إليك؟
الأفلام الثلاثة مهمة بالنسبة لي، وذلك لأنني حظيت بثلاثة مخرجين مثقفين، وهذا ما يعطي العمل نضوجاً وبعداً، فقد كان ثلاثتهم مثال السينمائي الذكي، وصاحب الخيال الكبير، وأعتقد أنهم كانوا بمستوى متشابه جداً. وقد رشحت بسبب هذه الأفلام للكثير من الأفلام العربيّة والإيرانيّة والفرنسيّة وغيرها. لكن يبقى للفهد خصوصيّته فقد نال جائزة لوكارنو في سويسرا، وأفضل فيلم في مهرجان بوزان للسينما الخالدة بعد مرور 50 سنة، وبسببه وضعت صورتي التي حملها أفيش الفيلم في متحف السينما العالميّة في ألمانيا.

ارتبط اسمك برمز البطل الشعبي المقاوم حتى في التلفزيون لماذا؟
أحبّ هذه الأدوار فعلاً، البطل الذي يعاني، ويضحي، ويقاتل من أجل الآخرين. فهذه الشخصيّة هي الإنسان، فهو يقاتل من أجل الجماعة، وهذا النبل يجذبني، ويغريني لتجسيده، وأشعر بأن هذه الشخصيّات تشبهني، وهكذا رُشّحت لعدد كبير مُتشابه من هذا النمط، وقسم منه سحب مني بعد الاتفاق عليه، لا أعلم كيف يتصرفون!

هل أنت راضٍ عن أدائك لشخصيّة «أبو الحسن النيسابوري» في مسلسل «عمر الخيّام»؟
أحببت الشخصيّة على الورق، لكن بعد العرض، قلت لنفسي لو أنني لم ألعبها، لم أتوقع أن تظهر بهذا الشكل، لم أتصور ظهورها كما ظهرت.

شخصيّة «أبو جلدة» هي الشخصيّة الأولى في تجربتك مع الدراما التلفزيونيّة فماذا تذكر لنا عنها؟
العمل اسمه «الدخيل» للمخرج العراقي «فيصل الياسري» اشترطت حينها أن يشتغل جميع زملائي في حلب في هذا المسلسل، وفعلاً تمّ اختيار عدد منهم، وانتشر العمل بقوّة، وكانت شخصيّتي «أبو جلدة» وهو شخص مُسلّح، مُستهتر، ويسيطر على أهل القرية، وكانت المذيعة حينها تقول والآن ندعكم مع حلقة جديدة من مسلسل «أبو جلدة» متجاهلةً اسم المسلسل، وذلك لتأثرها وتأثر الناس بهذه الشخصيّة!

أي فنّ الأقرب إليك من الثلاثة، المسرح أم السينما أم التلفزيون؟
بدأت في المسرح، ومن خلاله وصلت إلى التلفزيون وكانت السينما تسير في مسارها الموازي أيضاً. حقق لي التلفزيون شهرة كبيرة، فالشخصيّات التي أديتها، رسخت في ذهن المتابع العربي. لكن في المسرح لي أدوارٌ أفخر بها وأحبها، فكنت «غيفارا» وهي مسرحيّة عندما عُرضت في القاهرة، لم يصدق الجمهور، إلا أنني «غيفارا» بعينه. وكنت «الشحّاذ» في مسرحيّة «هبط الملاك في بابل» وهي شخصيّة صعبة، ومرعبة، وخاصّة، وجميلة، وتهكميّة، وقد تمّ مقارنتي بأفضل ممن جسدوها في ألمانيا ودول أوروبيّة، وهي مسرحيّة من مؤلفها من سويسرا. وتجربة السينما كانت مع القطاعين الخاصّ والعام، لتكون الحصيلة 40 فيلماً. لا أستطيع تفضيل أي منها على الآخر ففي كل منها ذكريات جميلة ومهمّة.

لك خصوصيّة أداء تأسر المتلقي، وهذا ما نلاحظه على المتابع العربي والغربي. بماذا تعلّق؟
أحبّني الجمهور فعلاً وتأثّر في الشخصيّات التي قدّمتها، وذلك في كلّ الدّول العربيّة، وفي بلدان أوروبا الشرقيّة والغربيّة. فالأفلام التي قدّمتها تمّ دبلجتها، وحضرها جمهور كبير، في أوروبا. وأذكر في أحد اللقاءات التي جمعتني مع مدير مهرجان موسكو السينمائي، وكنت أتحدث بالعربيّة، وعلّق قائلاً: «أنت الآن تتحدّث العربيّة لكنني أسمعك بالروسيّة».

بقيت شخصيّة «عطاف» في مسلسل «الحبّ والشتاء» عالقةً في ذاكرة المشاهد؟
كان لهذا المسلسل متابعة كبيرة على الرغم من عدم وجود فضائيات في ذلك الوقت، وعرضته التلفزيونات مراتٍ ومرات، وأحبّه الجمهور في الكويت والأردن وسورية والعراق… والشخصيّة التي جسّدتها كانت تدعى «عطّاف» وفي تلك الآونة كثير من النساء اللواتي ولدن أطفالهن سمته الاسم نفسه. والشخصيّة متمردة وهو راعٍ في الأصل، ويقع خلاف بين زعيمين في القرية ويتقاتلان معاً ويسعى الاثنان ليكسبا حضوري وقوّتي، فلا أميل إلى أي منهما، وكانت هناك فتاة أحبّها جسدتها الفنانة «منى واصف»، وفي النهاية يتمّ قتلي، وأذكر بأن الأطفال والنساء بكوا على «عطاف» كثيراً، ولمست تأثّر الناس بصورة مباشرة، وطرق كثير منهم بعد انتهاء عرض المسلسل بابي لإقناع أطفالهم بأن «عطاف» لم يمت!.

لديك نصان سينمائيّان جاهزان، أين مصيرهما اليوم؟
كتبت هذين النصين للقطاع الخاصّ، وبلغة سينمائيّة عالية جداً، وقد عرضتهما على مؤسسة السينما، ووافقت اللجنة عليهما، إلا أن تمويل هذين النصين يحتاج إلى ميزانيّة عالية. أتمنى اليوم أن يتمّ النظر إليهما من جديد.

رفضت زيارة فلسطين لكنك تصرّ على حق العودة، وعبّرت عن ذلك خلال حادثة أخبرنا عنها؟
تواصلت معي وكالة أنباء فلسطينيّة عام 2012 وأجرت معي حواراً لكوني من مواليد «ترشيحا» في فلسطين، وفي اتصال هاتفي آخر قدموا لي دعوة لزيارة «ترشيحا»، لكنني رفضت هذه الدعوة ورفضي له سببه، فأنا لا أدعى لزيارة موطني بل أذهب إليه منتصراً فإن قررت زيارة فلسطين ورؤية بلدي من جديد «ترشيحا» فسيكون في يوم النصر، وبهزيمة الصهاينة المغتصبين للحق والأرض الفلسطينيّة. فكيف لي أن أذهب هناك وعدوي مازال يغتصب، ويقتل، ويرتكب أفظع جرائم الإنسانيّة، فأنا لا أزور بلدي مستضعفاً، وأثناء كلامي تمّ قطع الاتصال الهاتفي فوراً!

مصير الفنّ التشكيلي أين هو اليوم؟
كان لدي مرسم سابقاً، وكنت دائم الرسم فيه، وكان هناك من يرغب في شراء لوحاتي. فيأتي تجار من لبنان ويأخذونها من حلب إلى السوق الأوروبيّة. فيما بعد سرقني التمثيل. اليوم لا لوحة أملكها، فكثيرون كانوا يرغبون في اقتنائها، والقسم المتبقي منها ذهب هدايا وتذكارات. ووعدت نفسي بالعودة من جديد لكن لم أستطع لقلّة الوقت، وهكذا مرّت الأيّام للفنّ التّمثيلي والكتابة. لكني سعيد بأحفادي اليوم، فقسم منهم من درس فنّ الرسم والفنون التشكيليّة. فميولهم جاءت مع الرسم ولم تتجه نحو التمثيل.

ماذا نقول للجيل الجديد؟
تمسكوا بالعلم، وتعلموا دائماً، ولا تتوقفوا عند شهادة فقط، بل استزيدوا في العلم. بلادنا تحتاج إلى البناء والتعمير، وبجهود هؤلاء الشباب يجب أن نحافظ على الحضارة، وبعلمهم سيتم ذلك. وأنا أكره التسمية: «بلدان العالم الثالث». وأتمنى من أبناء الجيل الجديد أن يرفع بمستوى بلدنا للتخلص من هذه التسمية، التي لطالما كرهتها، فلدينا المقدرة والملكات والقوة والإرادة فلماذا نتأخر؟!
أيضاً أشكر صحيفة «الوطن» وكوادر العمل فيها، التي تواصلت معي، وسألت عن صحتي، أكثر من مرّة. وهذا هو حواري الأوّل بعد مروري بالوعكة الصحيّة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن