سورية

الجيش يتقدم باتجاه «الكاستيلو» ويقترب من «الشقيف» الصناعية بحلب

| حلب- الوطن

عاشت حلب ليلة ساخنة بالغارات الجوية والقصف المدفعي لم تهدأ إلا صباح أمس بتحقيق الجيش العربي السوري الغاية من عمليته العسكرية التي قربته أكثر من طريق الكاستيلو، المعبر الوحيد لمسلحي الأحياء الشرقية بحلب، ليشرف نارياً على منطقة الشقيف الصناعية على تخوم المدينة الشمالية الشرقية.
وتمكن الجيش وحلفاؤه من السيطرة بعد تمهيد ناري كثيف جداً على تلة صبحة وهي من أهم التلال الإستراتيجية الحاكمة التي تشرف على طريق عام الكاستيلو والمجمع السياحي الذي يحاذيه، الأمر الذي منحه الفرصة المواتية ليضع قدمه على أرض الطريق بعد أن قطعه نارياً لعشرة أيام خلت، بحسب مصدر ميداني تحدث لـ«الوطن».
وقادت العملية العسكرية الجيش إلى التقدم انطلاقاً من مزارع الملاح الجنوبية نحو منطقة الشقيف الصناعية التي تضم معامل ضخمة وغدت تحت السيطرة النارية للجيش مع جسر الشقيف الذي يوازيها من جهة الجنوب ويعتبر من أهم العقد الطرقية الواقعة على طريق الكاستيلو.
من جهته أوضح خبير عسكري متابع لعملية الجيش لـ«الوطن» أن الجيش اتبع تكتيكاً عسكرياً فريداً من نوعه سمح له بالتقدم من المنطقة الواقعة جنوب مزارع الملاح باتجاه الشرق حيث «الشقيف» الصناعية المشرفة على طريق الكاستيلو ونحو مستديرة الجندول الواقعة عليه، وهو ما ضيق الخناق على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين الذي بات محاصراً من جهتين بانتظار تطهيره من المسلحين.
وبيّن المصدر أن الجيش خدع المسلحين الذين ظنوا أنه مقبل على السيطرة على طريق الكاستيلو بدل رصده نارياً إثر هيمنته على كامل مساحة مزارع الملاح والمنطقة التي تفصلها عن الطريق لكنه مد نفوذه أفقياً وأصبح على مسافة قريبة من السكن الشباب المتاخم لحي الأشرفية ومنطقة الشقيف الصناعية ومقطع البكارة الذي يمكنه في حال اقتحامه من محاصرة المسلحين داخل مخيم حندرات من ثلاث جهات ثم السيطرة على منطقة المعامل في محيطه تمهيداً لاقتحامه، الأمر الذي يمهد لتقدم الجيش لاحقاً صوب مشفى الكندي التعليمي فمستديرة بعيدين وإنهاء الوجود المسلح بشكل كامل في الريف الشمالي باستثناء طريق عام غازي عنتاب المار بكفر حمرة وحريتان وعندان وحيان.
ونفذ سلاح الجو في الجيش غارات مكثفة دمرت مواقع وتحصينات المسلحين في الشقيف وطريق الكاستيلو ومستديرة بعيدين، إضافة إلى طرق إمدادهم في ضهرة عبد ربه وبلدة كفر حمرة وحريتان في الريف الشمالي ومسالك تعزيزاتهم القادمة من ريف حلب الغربي وأرياف إدلب. وقتل في الغارات والاشتباكات عشرات المسلحين ودمرت آليات ثقيلة ومدافع رشاشة لهم.
من جهته أكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض رامي عبد الرحمن حسب وكالة «أ. ف. ب» أن قوات الجيش «قطعت طريق الكاستيلو بشكل رسمي بعد وصولها إلى إسفلت الطريق من جهة الليرمون (غرب الطريق)»، وأضاف: «تحاصرت الأحياء الشرقية بشكل رسمي وكامل»، بعدما أكد « مقتل 16 مقاتلاً من الفصائل» أثناء معارك تقدم قوات الجيش. كما أكد أحد مسلحي ميليشيا «ثوار حلب» للوكالة الفرنسية أن «حلب تحاصرت مئة بالمئة»، وأضاف: «وصل الجيش (السوري) إلى الطريق وبات الآن على الإسفلت، ويضع الآن حواجز ترابية».
بالتوازي، نفذت وحدة عسكرية للجيش عملية عسكرية استطاعت من خلالها الهيمنة على معملي حمود ومكي عند مدخل مستديرة الليرمون شمال غرب المدينة بعد أن سيطر الجيش في وقت سابق نارياً على المستديرة التي تمكن عبرها من قطع طريق الإمداد البديل للكاستيلو والمار من حي بني زيد والليرمون إلى ضهرة عبد ربه فالريفين الشمالي والغربي للمحافظة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن