سورية

القضاء على الإرهابيين في محطة تحويل الكهرباء ومعهد الأحداث والمشتل الزراعي ومقبرة الشهداء…الجيش يدحر داعش من محيط مدينة الحسكة

دمشق – ثائر العجلاني – محافظات – وكالات: 

تمكن الجيش العربي السوري من دحر تنظيم داعش الإرهابي من محيط مدينة الحسكة، قاضياً على آخر تجمعاته في محطة تحويل الكهرباء الرئيسية ومعهد الأحداث الجانحين، بالترافق مع حدوث تطور نوعي في جبهة المدينة تمثل بمشاركة وحدات الحماية الشعبية ذات الأغلبية الكردية لأول مرة في المعارك ضد التنظيم والتي اندلعت قبل أيام.
إنجاز الجيش في الحسكة ترافق مع قضاء وحداته على أعداد من مسلحي داعش في محيط الكلية الجوية بريف حلب الشرقي، في حين قتلت وحدات أخرى إرهابيين سعوديين وشيشانيين خلال عمليات نوعية على أوكار جبهة النصرة في بلدتي خان الشيح وبيت جن وقرية المقروصة بريف دمشق، في حين أحكمت المقاومة الوطنية اللبنانية سيطرتها الكاملة على مثلث حرف الدبول جنوب شرق جرود عرسال عقب اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين ولوا في نهايتها الأدبار.
وفي التفاصيل ذكرت وكالة «سانا» أن وحدات الجيش والقوات المسلحة العاملة في ريف الحسكة قضت بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية على أعداد كبيرة من إرهابيي داعش في ريف المحافظة الجنوبي.
ونقلت الوكالة عن مصدر في محافظة الحسكة، قوله: إن «وحدات الجيش ومجموعات الدفاع الشعبية استعادت السيطرة الكاملة على قريتي الوطواطية والعالية بعد عمليات مكثفة أسفرت عن إيقاع أعداد كبيرة من إرهابيي داعش قتلى وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وذخائر وآليات مزودة برشاشات متنوعة».
وبين المصدر أن وحدات الجيش «قضت على آخر تجمعات تنظيم داعش في محطة تحويل الكهرباء الرئيسية ومعهد الأحداث الجانحين والمشتل الزراعي ومقبرة الشهداء». ويوم الأربعاء الماضي تسلل مسلحو داعش إلى مبنى معهد الأحداث الجانحين وهو بناء قيد الإنشاء جنوب مدينة الحسكة بنحو 10 كم بعدما فجروا خمس سيارات مفخخة في محيطه.
من جهة أخرى أشارت «سانا» نقلاً عن المصدر في المحافظة، إلى أن وحدات من الجيش اشتبكت مع مسلحين من داعش في جسر أبيض والمدرسة الأهلية والدولية لقيادة السيارات ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد منهم. وكانت وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية مدعومة بسلاح الجو تصدت خلال الأيام الماضية لمحاولات تنظيم داعش الرامية إلى إحداث خرق أمني في مدينة الحسكة عبر استخدام السيارات المفخخة وبث الإشاعات.
وكان لافتاً أمس مشاركة مقاتلي وحدات حماية الشعب للمرة الأولى منذ بدء الهجوم على المدينة، في القتال ضد داعش على الجبهة الجنوبية الغربية، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض رامي عبد الرحمن.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن، قوله «يتولى المقاتلون الأكراد الدفاع عن الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة حيث يوجدون، لكنهم عملياً يقاتلون وقوات النظام ضد جهة واحدة هي تنظيم داعش». ولم تشارك وحدات الحماية في القتال خلال الأيام الماضية، ما جعلها عرضة لانتقادات عدة.
وبحسب وكالة «أ. ف. ب» فقد تراجع التنظيم تحت وطأة الاشتباكات العنيفة مع الجيش إلى مسافة كيلومترين عن مدينة الحسكة.
واستفاد الجيش من النجاح في الحسكة ليشن سلسلة غارات على تجمعات وأوكار داعش في ريف المحافظة. وأوضح مصدر عسكري أن «الطيران الحربي كثف غاراته الجوية على تحركات وأوكار لإرهابيي داعش في قرى مخروم وتل بارود والمصون وأم مدفع ومشرافة وتل فواز وجبل قليعة»، ما أدى إلى «سقوط العشرات من إرهابيي التنظيم قتلى خلال الغارات وتدمير عربات بعضها مزود برشاشات متنوعة». في ريف دمشق سجلت طائرات سلاح الجو التابع للجيش أكثر من 23 طلعة أدت لمقتل عشرات المسلحين وإصابة آخرين وتدمير مستودعات للذخيرة. ضربات مقاتلات الجيش تركزت على جبهات (جوبر – بساتين عين ترما – مرج السلطان – تل كردي – محيط دير سلمان)، حيث سمعت أصوات القصف في الأحياء الشرقية للعاصمة دمشق بينما سمع دوي انفجار كبير ناتج عن قصف دقيق من الطيران الحربي لمستودعين اثنين يستخدمهما المسلحون لتخزين ذخائر في الغوطة الشرقية. وفي ريف دمشق الجنوبي الغربي قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على 9 إرهابيين سعوديين و6 شيشانيين خلال عمليات نوعية على أوكار «النصرة» ببلدة خان الشيح والمزارع المحيطة بها. ومن بين القتلى السعوديان المدعو أبو الطيب السعودي وناصر العيسى.
ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري تأكيده مقتل وإصابة العديد من مسلحي «النصرة» في ضربات دقيقة لوحدة من الجيش ضد بؤرهم وتجمعاتهم في بلدة بيت جن وقرية المقروصة إضافة إلى تدمير ما بحوزتهم من أسلحة وذخائر. وإلى الشمال من دمشق، ثبت الجيش نقاطاً متقدمة له في جرود فليطة بعد انتزاعها من يد «النصرة». وأوضح مراقب عسكري لـ«الوطن»: أن «سيطرة الجيش والمقاومة اللبنانية على جرود فليطة تعني بالعرف العسكري سقوط كامل منطقة الجرود عسكرياً لمصلحة الجيش». وكان الجيش قد ثبت سيطرته على عدة تلال حاكمة في الجبال الغربية للزبداني واصلاً وسائط النار على امتداد السلسلة الجبلية ما بين القلمون والزبداني ما يعني حسب خريطة القتال قطع طريق الإمداد عن المسلحين وفصل الجبهات من جهة المسلحين بينما تم ربطها مع بعضها من جهة خطوط تماس الجيش.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، واصلت المقاومة الوطنية اللبنانية تقدمها في جرود بلدة عرسال وأحكمت سيطرتها الكاملة على مثلث حرف الدبول جنوب شرق تلك الجرود بعد اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين، على ما ذكرت قناة «المنار» اللبنانية التي أوضحت أن «قوات النخبة في المقاومة تقدمت وسط حالات فرار في صفوف إرهابيي النصرة من مرتفعات الحصن ووادي الخيل شرق جرود عرسال باتجاه مخيمات المهجرين السوريين ومدينة الملاهي في عرسال». كما سيطرت المقاومة على مرتفعات قرنة التنور جنوب شرق جرود عرسال والتي تشرف على وادي عويس ووادي أطنين ووادي الخيل ووادي القصيرة في جرود عرسال.
في درعا واصل الجيش عملياته الدقيقة في ضرب بؤر إرهابيي النصرة ما أسفر عن «تكبيدهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد شرق بناء كتاكيت في درعا البلد».
واشتبكت وحدة من الجيش مع إرهابيين في محيط بلدة خربة غزالة ما أدى إلى مقتل العديد من منهم وتدمير أسلحتهم وذخيرة، على حين نفذت وحدة أخرى عملية نوعية «قضت خلالها على العديد من الإرهابيين ودمرت آلية مزودة برشاش ثقيل في قرية الغارية الغربية» بالريف الشمالي الشرقي. واعترفت التنظيمات الإرهابية التكفيرية على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي بمقتل العديد من أفرادها بينهم «أحمد البريدي» أحد متزعمي «لواء شهداء اليرموك» و«أوس قاسم غزاوي».
وفي الريف الغربي للقنيطرة قتلت وحدة من الجيش العديد من مسلحي «النصرة» ودمرت آلياتهم خلال عملية ضد تجمعاتهم في قرية الحميدية.
أما في حلب فقد وجهت وحدات من الجيش والقوات المسلحة ضربات نارية مركزة على بؤر للتنظيمات الإرهابية بأحياء الحلوانية والشيخ مقصود والنعناعي وقاضي عسكر وحلب القديمة والمشهد والليرمون. وأسفرت الضربات عن مقتل عدد كبير من أفراد التنظيمات التكفيرية معظمهم من «لواء شهداء بدر» وتدمير أسلحة وذخيرة ومرابض هاون» يستخدمها الإرهابيون في استهدافهم للأحياء والمناطق السكنية.
كما قضت وحدات من الجيش على العديد من الإرهابيين ودمرت لهم أسلحة وذخيرة في ضربات مركزة على أوكارهم في قرية الزربة وخان العسل، التابعتين لمنطقة جبل سمعان على الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب. كما وجهت وحدات من الجيش «ضربات محكمة» على أوكار التنظيمات الإرهابية، وقضت على العديد من أفرادها في بلدة السحارة ومدينة دارة عزة في الريف الغربي لحلب.
وفي الريف الشمالي تركزت عمليات الجيش على أوكار وخطوط إمداد إرهابيي النصرة والتنظيمات التكفيرية على محور كفرة ومارع وحربل بالريف الشمالي وأسفرت عن «تدمير عدد من الآليات المزودة برشاشات ثقيلة بمن فيها من إرهابيين». وفي ذات السياق، أوقعت وحدات من الجيش في عمليات نوعية، قتلى ومصابين في صفوف التنظيمات الإرهابية في حريتان وتل رفعت وإعزاز» على الطريق الدولية المؤدية إلى الأراضي التركية خط الإمداد الأول لتسلل المرتزقة وتهريب الأسلحة والذخيرة.
من جهة ثانية وجه الجيش عدة ضربات على أوكار داعش وتجمعاته في محيط الكلية الجوية بريف حلب الشرقي، أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من إرهابييه وتدمير أسلحة وذخيرة واليات مزودة برشاشات متنوعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن