سورية

صحيفة روسية: موقف تركيا من الأزمة السورية بحاجة إلى «تغييرات نوعية» خصوصاً موقفها من الرئيس الأسد

| وكالات

قللت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية من أهمية موقف أنقرة من الأزمة في سورية الذي بيّنه رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم حول إعادة بناء العلاقات مع دمشق، ورغم أنها رأت فيه «بعض التقدم» إلا أنها أكدت أنه بحاجة إلى «تغييرات نوعية»، ولا سيما موقف أنقرة من الرئيس بشار الأسد.
ونقلت الصحيفة تصريحات لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف أكد فيها أن تصريحات بن علي يلدريم الأخيرة حول سورية تدل على حصول بعض التقدم في مواقف أنقرة.
ومنذ تولى منصبه في أيار، قال يلدريم مراراً: إن تركيا بحاجة «لزيادة أصدقائها وتقليص أعدائها» في اعتراف ضمني بينما يبدو أن السياسات السابقة كانت سبباً في تهميش أنقرة.
وكرر يلدريم في الثالث عشر من الشهر الجاري تصريحاته السابقة في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الموسع الـ110 لرؤساء فروع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، وقال: «نعتزم توسيع صداقاتنا في الداخل والخارج، ولقد بدأنا في فعل ذلك خارجياً، حيث أعدنا علاقاتنا مع إسرائيل وروسيا إلى طبيعتها، ومتأكد من عودتها مع سورية أيضاً». وتابع في الكلمة التي نقلتها وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: «لا بد من إرساء الاستقرار في سورية والعراق، وأن تكون فيهما إدارة سياسية قوية، يمثل فيها جميع إخوتنا هناك، وهذا لا مفر منه، حتى يتسنى لنا النجاح في مكافحة الإرهاب». واستطرد قائلاً: «هذا هو هدفنا الأهم الذي لا يمكننا الرجوع عنه: تطوير علاقات جيدة مع سورية والعراق وكل جيراننا حول البحر المتوسط والبحر الأسود».
كوساتشوف لفت، حسبما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن الصحيفة الروسية إلى أن «يلدريم لم يكن يقصد استعداد تركيا لتطبيع العلاقات مع سورية في ظل حكم الرئيس بشار الأسد. ومع ذلك، فهي دليل على تغير اللهجة. وهذه فرصة لتركيا لكي تصغي باهتمام إلى موقف روسيا من سورية، ولغيرها من البلدان التي تحاول تغيير الأنظمة القائمة فوراً».
واعتبر المسؤول الروسي أن «هذا التقدم المحدود في موقف أنقرة ليس نهائياً ولا يسمح بالحديث عن تقارب مواقف روسيا وتركيا بشأن سورية. أما ما يتعلق بتطبيع العلاقات الروسية التركية، فنحن الآن في بداية الطريق. لذلك، لا أريد أن أبالغ في نتائج قرار التطبيع في حالات ما ومن ضمنها سورية. فالمستقبل سيوضح كل شيء».
من جانبه، ربط رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) أليكسي بوشكوف بين التغييرات في موقف القيادة التركية تجاه سورية بتهديدات داعش والأكراد التي تواجهها أنقرة، مستشفاً بأن التبدل التركي لم يؤد حتى الآن إلى «تغيرات نوعية»، ولا سيما موقفها من الرئيس الأسد، على ما ذكرت الصحيفة.
وقال بوشكوف: إن «بعض التعديلات في موقف تركيا تجاه سورية قد بدأت؛ ولكنها لم تؤد حتى الآن إلى تغييرات نوعية. والحديث يدور عن تصحيح المواقف. وأعتقد أن لذلك علاقة من جانب بتهديدات داعش. ومن جانب آخر، فإن تركيا من دون تطبيع العلاقات مع سورية، قد تواجه صعوبات في تسوية القضية الكردية. وهذه اللهجة الجديدة تشير إلى اتجاه الحراك».
ورأت الصحيفة أن موقف أنقرة الرسمي من الرئيس الأسد لم يحصل فيه أي تغيير، ولا سيما أن يلدريم عاد الأربعاء الماضي إلى التذكير بأن «تركيا لن تغير موقفها إلا بعد رحيل (الرئيس) الأسد»، الأمر الذي وصفته الصحيفة بأنه «تصحيح في الموقف، ولكنه لم يصل إلى مستوى إعادة النظر بالعلاقات مع القيادة السورية». ورأت أنه «سيكون من الصعب على تركيا تغيير موقفها، لأنها تصر منذ فترة طويلة على رحيل الرئيس الأسد. ولكن، مع ذلك تبرز ضرورة الاتصالات بشأن المسائل التي تهم تركيا مع موسكو طبعاً».
وكان يلدريم جدد في 14 تموز الجاري، في تصريحات لـشبكة «بي بي سي» أن موقف القيادة التركية من الرئيس السوري ثابت.
ورد يلدريم على سؤال عن احتمال تليين سياسة تركيا من الرئيس الأسد على خلفية تزايد خطر الإرهاب بالقول: «هناك (الرئيس) الأسد من جهة، ومن الجهة الأخرى «داعش»، وإذا سألتموني أياً منهما أختار، فإنني سأقول لا هذا ولا ذاك، وإن على الاثنين الرحيل، لأنهما سبب مشكلة الشعب السوري».
وحسب الصحيفة أعرب المحلل السياسي السوري أحمد صوفان عن اعتقاده أن على أنقرة في جميع الأحوال البحث عن مخرج من الوضع الصعب الذي وجدت نفسها فيه خلال السنوات الأخيرة، معتبراً أن إغلاق الحدود التركية بوجه تدفق الإرهابيين إلى سورية سيكون «إشارة» تركية مهمة.
وأضاف صوفان: إن «السياسة التي انتهجتها القيادة التركية أوصلت البلاد إلى طريق مسدود كما على مستوى السياسة الداخلية كذلك على مستوى العلاقات مع دول الجوار. والآن يجب أن تحدث تغييرات في هذا النهج. وفي سورية، فإن أول عملية تقوم بها، يجب أن تكون إغلاق الحدود لمنع تدفق المرتزقة والأسلحة».
وأضاف: إذا أغلقت تركيا الحدود مع سورية فستكون هذه إشارة مهمة لبدء الحوار بين أنقرة ودمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن