سورية

حاولت عدم رفع سقف ما سيتمخض عن مؤتمر المعارضة في القاهرة…«التنسيق»: سورية غير قابلة للتقسيم ومن مصلحة الجيش ووحدات الحماية الكردية التعاون في الحرب ضد داعش

شددت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» المعارضة على أن «سورية غير قابلة للتقسيم»، معربة عن أملها في أن تلعب مصر «دوراً ملموساً» في حل الأزمة التي تمر بها سورية منذ أكثر من أربع أعوام، وخصوصاً أن مصر يمكن أن تكون «مقبولة من النظام وقسم كبير من المعارضة»، و«تستطيع أن تضغط على بعض الدول العربية»، وداعية في الوقت ذاته الجيش العربي السوري ووحدات الحماية الشعبية إلى «التعاون لطرد داعش من شمال البلاد والقضاء عليه». وحاولت الهيئة عدم رفع سقف ما سيتمخض عن مؤتمر المعارضة الذي من المقرر أن يبدأ أعماله اليوم في القاهرة ويستمر يومين، معربة عن أملها أن يتم في نهايته «تشكيل لجنة لمتابعة ما يصدر عنه من قرارات ووثائق».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عضو المكتب التنفيذي في الهيئة منذر خدام في رده على سؤال حول ما يتردد في تقارير صحفية عن مخططات لدول إقليمية وعالمية لتقسيم سورية منها السعودية وقطر وتركيا: «أعتقد أن سورية غير قابلة للتقسيم وأن الحدود التي رسمت للمنطقة سوف تظل لأن هذه المسألة لا تخص بلداً بعينه فمجرد حصولها فسرعان ما ستنتقل إلى بلدان أخرى».
ورأى خدام أن موضوع التقسيم «لن يكون حلاً»، معتبراً أن تركيا أو غيرها «ليس لها مصلحة في التقسيم»، لكنه أوضح أن بعض المجموعات المسلحة يتم دعمها من تلك الدول ربما للضغط على النظام لكي يجبر على الحل السياسي». وشدد خدام على أنه «ليس من مصلحة أحد دعم القوى الإرهابية على المدى البعيد ولا حتى لأهداف تكتيكية لأن ذلك «خطأ مئة بالمئة فالإرهاب لا دين له وسرعان ما يعض اليد الذي دعمته»، لافتا إلى أن السعودية الآن بدأت تعاني فقد وقع فيها تفجيران إرهابيان نفذهما تنظيم داعش»، مشيراً إلى أن البيئة الاجتماعية السعودية «أكثر تقبلاً لاحتضان مثل هذه الأعمال، لذلك فالخطر يمكن أن يهدد أي بلد».
وحول عدم مشاركة وحدات الحماية الشعبية الكردية التي ينتمي معظم مقاتليها إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الجيش العربي السورية في قتال تنظيم داعش بمحيط مدينة الحسكة وإن كان ذلك يأتي في إطار مخطط انفصالي، قال خدام: «لا شك أن الأكراد عانوا الأمرين والآن لديهم قوة عسكرية يدافعون عن مناطقهم وأعتقد أنهم لم يدخلوا في أي معركة ضد الجيش».
وأوضح خدام أن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعتبر مكوناً من مكونات الهيئة ومن خلال وثائق الهيئة يتبين أنهم يرفضون التقسيم ويريدون نوعاً من الإدارة الذاتية لشؤونهم الخاصة»، مضيفاً «لا أعتقد أن لديهم نزعات انفصالية كما يتصور البعض من ثم فإن واقع الانتشار الكردي لا يسمح لهم بالانفصال فالكانتونات متباعدة عن بعضها مئات الكيلو مترات».
وأضاف: «الأكراد من خلال معرفتي بهم وتحديدا حزب الاتحاد الديمقراطي والحزب الديمقراطي الكردي السوري لا ينشدان الانفصال أبداً، ولكن هناك قوى حالمة تريد ربما الانضمام إلى العراق ربما أو تركيا والبعض يريد ربما أن يستقل ولكن هذه نزعات غير واقعية وأصحابها واهمون».
واعتبر خدام أن مصلحة الطرفين قوات الحماية والجيش العربي السوري تقتضي أن يتعاون الطرفان في مقاومة داعش وطرده والقضاء عليه». وحول مؤتمر المعارضة الذي سيبدأ اليوم أعماله، أوضح خدام أن الدعوة للمشاركة به وجهت إلى 230 شخصية وربما البعض لا يستطيع أن يحضر بسبب السفر لكن نأمل أن يحضر كل من تمت دعوته.
ولفت خدام إلى أن المؤتمر سيناقش ورقتين هما «خارطة الطريق والميثاق الوطني» وهما معدان مسبقاً إضافة إلى بيان سيصدر عن المؤتمر. وأشار إلى أن الهيئة «تشارك بوفد يصل عدده إلى أكثر من أربعين عضواً، وكذلك يقارب عدد المشاركين من الائتلاف هذا العدد، وإنما بصورة غير رسمية لأن الائتلاف رسمياً قاطع المؤتمر»، معرباً عن أمله في أن يتم بنهاية المؤتمر «تشكيل لجنة لمتابعة ما يصدر عن المؤتمر من قرارات ووثائق». ورداً على سؤال إن كان ما سيتمخض عن المؤتمر سيكون بحجم التحديات التي تواجهها سورية قال خدام «مستوى التحديات عال جداً والمجتمعون في القاهرة ليسوا في وارد الادعاء بأنهم يستطيعون أن ينشلوا «الزير من البير» هم سيقدمون مساهمتهم في إطار الحل السياسي». وأضاف: «ما نستطيع المساهمة فيه نحن ككتلة سياسية أن تقدم رؤية للحل نأمل أن تحظى بموافقة بقية الأطراف والقوى الدولية وتسويقها لدى أطراف دولية عديدة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن