مرض المال..!
| مالك حمود
يقول المثل (صاحب المال تعبان)! ويالها من مفارقة فإذا كان التعب من نصيب الغني فما حال الفقير إذاً؟! ولعل المفارقة الأخرى عندما يكون الأغنياء أحد مصادر متاعب أولئك الفقراء!
هذا هو حال البعض في رياضتنا بما وصلت إليه من هيمنة للمال وفرض المواقف والكلام لدرجة مصادرة الآراء!
فالممول عندما يتكلم على الباقي الصمت!
هذا ما حدث منذ أيام مع قناة تلفزيونية وطنية تحاول إجراء ريبورتاج عن أحد الفرق الرياضية لناد كبير في محافظته وعلى مستوى سورية، لكن المفاجأة الصاعقة كانت بعدم موافقة إدارة النادي!
أو عدم مقدرة إدارة النادي السماح بذلك إلا بعد موافقة ممول النادي!
ولو كانت لذلك الممول صفة اعتبارية في النادي لكان فيها شيء من وجهة النظر ريثما نكتشف الأسباب الخطيرة الكامنة وراء كلامه غير المقنع أساسا!
لكن أن يكون الكلام صادرا عن شخص من خارج نطاق إدارة النادي ولمجرد أنه يدعم النادي ماديا فهذه مصيبة!
والمصيبة الأكبر صمت إدارة النادي والرضوخ لكلامه ورغباته اللامنطقية وتماديه لدرجة أنه يريد كتابا خطيا من إدارة القناة التلفزيونية الوطنية للنظر فيه وإمكانية التكرم بمنحها الموافقة على تنفيذ مهمتها الإعلامية الهادفة لدعم وتشجيع الرياضة الوطنية بمختلف أنديتها!
هل هكذا بات المال يحكم ويتحكم في رياضتنا أو في بعض أنديتنا؟!
فأين شخصية النادي وإدارته؟! وأين استقلالية القرار؟!
المسألة بحاجة لموقف حاسم من القيادة الرياضية، فإذا كانت الظروف الصعبة تدفع الأندية للاستع00انة ببعض الداعمين لمساندة الأندية التي يحبونها أو حتى لإدخالهم ضمن مجالس إدارات الأندية فلا يجب أن يكون ذلك على حساب النادي ورياضته وأن يعطيهم حرية التفرد في القرارات أو السيطرة عليها بعدما يسيطرون على أعضاء مجلس إدارة النادي وهذا ما نراه في ناد آخر بمحافظة أخرى حيث يتفرد رئيس النادي القادم من باب الدعم المالي كي يتحكم بمصير لعبة رياضية محترفة صار لها اسمها وفعلها في الدوري لكنه يريدها بين ليلة وضحاها منافسة لأندية عريقة وتدفع أضعاف أضعاف ما يدفعه على فريقه! فالكلام غير المستند إلى الفكر الرياضي ومنطقه غالبا ما تكون نتائجه تائهة ومضطربة وخصوصاً عندما تتخلى عن الاستعانة بالآراء الفنية والخبيرة!
فهل تعود رياضتنا لمرض المال ورجاله الذي سيطر عليها في بدايات الاحتراف وتسبب في فرض الآراء وإبعاد الخبراء؟!!!