ثقافة وفن

مسلسلات بالجملة خارج السباق … المقاطعة وغياب السياسة التسويقية وضعف التنسيق وأسباب أخرى

| وائل العدس

لا شك أن تسويق أعمال الدراما السورية عربياً بات من أكثر الأمور صعوبة في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من خمس سنوات، بسبب مقاطعة بعض القنوات من جهة، ولغياب السياسة التسويقية لدى بعض شركات الإنتاج.
وتعاني الجهات المنتجة أزمة شديدة إذ لم يعد من السهل أن تقوم ببيع مسلسلاتها لأي فضائية حتى لو ضمت عدداً كبيراً من نجوم الصف الأول بسبب ما يشهده الوطن العربي من حروب انعكست على الواقع الاقتصادي، إضافة إلى إدراج الأعمال العربية المشتركة التي بدأت يوماً بعد يوم بتصدر المشهد الدرامي وخاصة مع الاعتماد على الكتّاب والمخرجين والممثلين والفنيين السوريين، إلى جانب الدراما المدبلجة التي كانت ومازالت مادة مطلوبة.

القنوات المحلية
رغم دخول القنوات المحلية (الفضائية السورية، وتلاقي، وسورية دراما، والدنيا، وسما) جو المنافسة من الباب العريض واستيعابها لعدد كبير من المسلسلات، إلا أن كثيراً منها بقيت من دون عرض لتكون خارج السباق الرمضاني، فالأسباب تعددت والغياب واحد.
القنوات السورية وحدها عرضت خلال رمضان نحو 16 مسلسلاً، وهي بادرة تستحق الاحترام.
وقد تكفلت أربعون قناة محلية وعربية بعرض 24 مسلسلاً في رمضان، منها 13 عملاً اجتماعياً، وستة أعمال بيئية شامية، مقابل خمسة أعمال كوميدية فقط.
وبينما ضمن 24 مسلسلاً مكاناً خلال الشهر المبارك، فإن ثمانية مسلسلات أخرى تأجل عرضها إلى ما بعد رمضان بسبب عدم توافر قنوات عارضة وهي «أهل الغرام3»، و«بث تجريبي»، و«نحن لها»، و«تنذكر ما تنعاد»، و«الخان»، و«قناديل الشام»، و«توتر عالي»، و«فارس وخمس عوانس».

الشاشات اللبنانية
مع مقاطعة معظم التلفزيونات الخليجية للدراما السورية على خلفيات سياسية، حلت الشاشات اللبنانية مكانها وعوّضت ذلك بعرضها 15 مسلسلاً دفعة واحدة.
وتصدرت قناة «الجديد» القائمة الرمضانية بعرض ستة مسلسلات هي: «سليمو وحريمو»، و«نبتدي منين الحكاية»، و«دومينو»، و«وجع الصمت»، و«مذنبون أبرياء»، و«الندم».
أما قنوات «LDC»، و«LBC»، و«LBC Drama» فعرضت قائمة موحدة من الأعمال هي: «باب الحارة8»، و«الطواريد»، و«طوق البنات3»، و«تحت الحزام».
بدورها فإن قناة «المنار» تعرضت عملين هما «بقعة ضوء12»، و«صدر الباز»، ونفس العدد بالنسبة لـ«NBN» التي عرضت «بلا غمد»، و«أحمر».
تلفزيون «MTV» اكتفى بعمل واحد هو «خاتون»، في حين دخل «تلفزيون لبنان» على الخط للمرة الأولى منذ سنوات بمسلسل «مذنبون أبرياء».
يذكر أن القنوات الخليجية التي عرضت أعمالاً سورية كانت شريكة بإنتاجها، ومثال ذلك قناة «أبو ظبي» التي عرضت مسلسلي «العراب- تحت الحزام»، و«الطواريد» وكلاهما صور في الإمارات العربية المتحدة.

السلة الدرامية
هنالك سياسة رائجة في الدراما العربية عامة، والمصرية خاصة، تتمحور حول فكرة البيع بطريقة «السلة الدرامية»، حيث تبيع شركة الإنتاج أكثر من عمل لقناة واحدة مع منحها سعراً خاصاً، إضافة إلى تسويق أعمال أنتجت بأعوام سابقة «بالمعية».
هذه العملية تضمن للمنتجين فرصة أكبر لبيع منتجاتهم وإن قل هامش الربح لديهم، لكنها على الأقل تفرض الوجود السوري إن اتبعت.
وإن دخلنا عمق القنوات الخليجية نجد أن سياساتها تغيرت وباتت تعتمد على الإنتاج الخليجي بالدرجة الأولى إلى جانب دخول الإنتاج التركي إلى سوقها بصورة أكبر من ذي قبل.

القطاع الحكومي
رغم أن المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي أحدثت قفزة نوعية خلال الأعوام القليلة الماضية من ناحية التسويق الدرامي، ونجحت بالتغلغل في السوق المحلية والعربية، إلا أن عملاً واحداً من أصل إنتاجاتها الخمسة لم يقطع حدود البث المحلي.
«أيام لا تنسى» (تأليف فايزة علي وإخراج أيمن زيدان) كان أقل المسلسلات حظاً، فعرض فقط عبر قناتين محليتين هما «تلاقي»، و«سورية دراما».
وبالنسبة لمسلسل «زوال» (تأليف يحيى بيازي وزكي مارديني وإخراج أحمد إبراهيم) فعرض عبر ثلاث قنوات محلية هي «سورية دراما»، و«الفضائية السورية»، و«تلاقي»، إضافة إلى قناة عربية واحدة هي «المدى» العراقية.
«نبتدي منين الحكاية» (تأليف فادي قوشقجي وإخراج سيف الدين سبيعي) عرض على قناتي «سورية دراما»، و«تلاقي»، إضافة إلى تلفزيون «الجديد» اللبناني.
«بلا غمد» (تأليف عثمان جحى، ومؤيد النابلسي وإخراج فهد ميري) عرض عبر قناة «سورية دراما»، وتلفزيون «NBN» اللبناني.

لم ينته بعد
تختلف مسلسلات «أحمد بن حنبل» و«توب فايف» و«شو القصة» عن سابقتها، إذ إنها لم تختتم عمليات التصوير التي مازالت مستمرة في بعضها، وبالتالي انتقلت لتصبح على لائحة موسم 2017.
العمل الأول جابه الكثير من الصعوبات لعدم توافر مواقع تصوير مناسبة، فتعذر دخوله إلى مراكش، ما دفع الجهة المنتجة إلى اختيار أوزبكستان والجزائر كمكانٍ بديل، وبعدها الهند كوجهةٍ أخيرة، لكن كل تلك الخيارات لم تنجح، وانتهى المطاف بين ماردين التركية ولبنان.
ويتناول سيرة الإمام أحمد بن حنبل، بين ولادته في عام 164 للهجرة، ورحلات طلبه للعلم، ومحنته الكبرى، حتى مرضه ووفاته في عام 241 للهجرة.
ويلعب دور الإمام الفنان السوري مهيار خضور الذي سبق له أن جسد شخصية خالد بن الوليد في مسلسل «عمر بن الخطاب»، ويقوم بأدوار البطولة أيضاً قمر خلف، وفادي صبيح، وقاسم ملحو، وشادي مقرش، ونجاح سفكوني، ومن الأردن عاكف نجم، ومن العراق جواد الشكرجي.
أما تصوير المسلسل الكوميدي «توب فايف» فانتهى منتصف شهر رمضان تقريباً، وهو من تأليف قصي لوباني ومحمد حميرة وإخراج ريم عبد العزيز في أول تجربة إخراجية على صعيد الدراما، ويؤدي أدوار البطولة فيه ليث المفتي، وسمر عبد العزيز، وراكان تحسين بك، وأحمد عيد، وريم مقدسي، ورهام عبد العزيز.
وتدور أحداث العمل حول شركة إنتاج تلفزيوني وما يحصل بداخلها من أحداث ومشاكل وتطورات وعثرات ومشاكسات ضمن إطار كوميدي نقدي شيق.
وينطبق الكلام نفسه على مسلسل «شو القصة» الذي لم ينجح بإنهاء التصوير إلا قبل أيام بسبب فترات العمل المتقطعة بين دمشق وطرطوس.
المسلسل من تأليف فؤاد بالجي حيث ينجز عمله بين دمشق وطرطوس، وبطولة: أيمن رضا، وقاسم ملحو، وتيسير إدريس، وأمانة والي، وجمال العلي، ورغداء هاشم، وسعيد الآغا، ومي مرهج، وأمية ملص، وزيد الظريف، وكنان العشعوش، ورضوان قنطار، وعهد ديب، وسالي بسمة، وإنجي مراد، ولميس عفيفة، ومحمد حسن، ويارا علي، ووليم فارس، ورهف العبد، وحنان الجابر.
ويسلط العمل الضوء على بعض الصراعات الأسرية التي تدور بين الحماة والكنة، ضمن إطار كوميدي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن