رياضة

هبوط الإسبان طبيعي والإنكليز كعادتهم والبلجيك خيبوا الآمال في اليورو … روني وإيبرا وكاسياس وموللر خرجوا من الباب الخلفي

لا تزال توابع زلزال فوز البرتغال بكأس الأمم الأوروبية بنسختها الخامسة عشرة ترتد في الكثير من عواصم القارة العجوز فهاهو الاتحاد البلجيكي يقيل مدرب منتخبه فيلموتس على خلفية السقوط غير المتوقع للشياطين الحمر وكانت منتخبات إنكلترا وإسبانيا أطاحت بالمدربين ديل بوسكي وهودجسون سواء عن طريق الإقالة أو الاستقالة وهما أكبر خاسرين في البطولة التي أقيمت على مدار شهر كامل في الأراضي الفرنسية.
ومقابل الخاسرين وهم كثر لم يكن هناك سوى رابح واحد هو المنتخب البرتغالي وعلى رأسه مدربه المحنك فرناندو سانتوس مع لاعبيه النجوم ويتقدمهم الحارس باتريسيو واللاعب الصاعد ريناتو سانشيز والمدافع بيبي إلى جانب اللاعبين الآخرين الذين تألقوا بشكل أو آخر في البطولة، وهناك أيضاً أنصاف رابحين وفي مقدمتهم رونالدو زعيم العصابة البرتغالية الذي لم يقدم الكثير لكنه فك عقدته مع الألقاب الدولية، من أبرز الخاسرين من فرنسا 2016؟.. نتابع في السطور التالية…

عفواً.. انتهى زمن الإسبان
«زمن الإسبان أو اللاروخا» هو عنوان استعملناه أكثر من مرة في السنوات الست السابقة مع تألق مصارعي الثيران وتتويجهم باللقبين العالمي ثم الأوروبي، والآن يمكننا القول إن زمن الإسبان أفل إلى حين، قد تطول أو تقصر المدة التي يحتاجها اللاروخا للعودة وهذا ليس وقت مناقشته بالطبع، ولأنها سنة عالم كرة القدم فإن تراجع اللاروخا طبيعي، فما من فريق على وجه البسيطة مهما كانت قوته ونجومية لاعبيه دامت سطوته لأكثر من أربع أو خمس سنوات.
فمنذ منتخب المجر في الخمسينيات ومروراً بالبرازيل في عز أمجادها وريال مدريد ومان يونايتد وميلان وليفربول وصولاً إلى إسبانيا لم يعمر منتخب أو فريق لأكثر من هذه المدة لأسباب كثيرة، وقد يعود إلى توهجه في فترة أخرى ربما تقصر أو تطول، وعليه فإن اللاروخا انتهى عهد زعامته وبات عليه الانتظار وإعادة البناء من جديد.
وجاء سقوط بطل أوروبا 2008 و2012 متوقعاً على الرغم من توقعات المراقبين بمقدرته على المنافسة لكنه سقط للمرة الأولى في الدور الأول أمام كرواتيا وكانت الخسارة بعد التقدم بهدف بمثابة جرس الإنذار وهي التي وضعته بمواجهة مبكرة أمام الطليان فكانت القشة التي أنزلت الزعيم عن عرشه فآثر المدرب ديل بوسكي الانسحاب بهدوء.

الإنكليز والابنة العاقة
يعتبر الإنكليز آباء كرة القدم الحديثة لكن الابنة لم تكن يوماً مطواعة لهم فعدا بعض التتويجات الأولمبية أيام كانت اللعبة محصورة في القارة العجوز وعدا الفوز بكأس العالم قبل خمسين عاماً لا يحتوي سجل منتخب الأسود الثلاثة على أي لقب آخر وهم الذين ترفعوا عن المشاركة في النسخ الأولى للمونديال واليورو، ودأب المراقبون على وضع المنتخب الإنكليزي في خانة الكبار قبل كل بطولة إلا أن النتائج غالباً ماتأتي عكس التوقعات ويرسم الفريق الخيبة، وهذا ما حدث في يورو 2016 فبعد دور أول عادي وتأهل متوقع جاءت القرعة لتضع رفاق واين روني بمواجهة سهلة على الورق أمام الضيف الآيسلندي، لكن ما حدث على ملعب نيس يوم 27 حزيران (يونيو) أن الأخير جعل ليلة الإنكليز سوداء إن لم تكن الأكثر سواداً منذ خسارة الإنكليز من أميركا عام 1950 ليخرج لاعبو روي هودجسون بعار جديد على أم الكرة والأكثر عاراً هو ما قدمه اللاعبون يومها.

مفاجأة تسقط فجأة
كل المقدمات كانت تشير إلى أن منتخب بلجيكا سيكون حصان اليورو لما يضمه من أسماء لامعة وعلى الرغم من الخسارة الافتتاحية تألق هازار ورفاقه وعادوا بقوة قبل أن يترنحوا في ربع النهائي أمام المفاجأة الويلزية التي أطاحت بأحلام الشياطين الحمر وأنزلتهم من عليائهم بالثلاثة ليكون مصير المدرب فيلموتس الإقالة ولو متأخراً، فقد أعلن الاتحاد البلجيكي يوم السبت الماضي أن فيلموتس لن يقود بلجيكا في تصفيات مونديال 2018.
ويمكن الجزم بأن الطليان حققوا نصف نجاح بتقديم المدرب كونتي (في وداعيته قبل الرحيل إلى تشيلسي) فريقاً قوياً مهاب الجانب أعاد البسمة إلى عشاق الآتزوري فتصدر الدور الأول وثأر من البطل وأزاحه عن عرشه ويحسب لكونتي ولاعبيه أنهم لم يخسروا إلا بركلات الترجيح أمام الزعيم التاريخي للبطولة (المانشافت الألماني) وذلك في ربع النهائي.

بعد 10 سنوات
وإذا كان الإسبان خسروا مرتين وخرجوا فإن منتخب سويسرا خرج من الدور ذاته من دون خسارة، فأنهى الدور الأول بتعادلين وفوز والمركز الثاني بفارق الأهداف عن صاحب الأرض وفي الدور الثاني سجل له شاكيري الهدف الأجمل في البطولة لكنه لم يكن كافياً لترجيح كفته على نظيره البولندي فانقاد الفريقان إلى التمديد ثم ركلات الترجيح التي عبست بوجه أبناء الناتي مستذكرين ما فعله جيل 2006 بالمونديال الألماني ويومها تخطى الدور الأول وراء فرنسا أيضاً دون خسارة وبشباك نظيفة ليخسر بالطريقة ذاتها أمام أوكرانيا دون أن تهتز شباكه.
وعلى ذكر أوكرانيا فقد جاءت مشاركته باهتة فتلقى ثلاث هزائم ولم يستطع لاعبوه الوصول إلى شباك المنافسين ليخرج من الباب الضيق في مشاركته الثانية ولم يجد الاتحاد الأوكراني بداً من إنهاء عقد المدرب فومينكو وأعلن قدوم النجم المعروف شيفشينكو بديلاً.

كاسياس وموللر
يتصدر الحارس الأسطوري إيكر كاسياس اللاعبين الخاسرين من اليورو ذلك أن (القديس) صاحب الرقم القياسي بـ509 دقائق بشباك نظيفة خسر مكانه الأساسي في حراسة اللاروخا فلم يظهر في البطولة وحتى عندما ضمن المنتخب مقعده في الدور الثاني لم يشركه المدرب وفضل عليه دي خيا.
وإذا كان كاسياس لم يشارك أصلاً فإن قلب الهجوم الألماني توماس موللر هداف مونديال 2010 وأحد هدافي المانشافت لم يقدم أي شيء في البطولة وفشل حتى بهزّ الشباك ولو مرة واحدة فكان علامة سوداء تحمل وزرها المدرب لوف الذي اكتفى بدور نصف النهائي، وعلى الرغم من ذلك فقد خسر الكثير من الألمان بعض رصيدهم مثل مانويل نوير ولاعب الوسط شفانشتايغر وهما السبب الرئيس للخسارة أمام فرنسا.
وفشل واين روني في زيارة الشباك أكثر من مرة واحدة عبر ركلة جزاء مواصلاً رحلة الفشل الدولية التي بدأها في يورو 2004 وفشل (الغولدن بوي) حتى في مركز القيادة وصناعة اللعب وبدا ظلاً لما يقدمه مع مانشستر يونايتد ولم يكن غريباً أن تنزل أسهمه إلى الحضيض.

ليفا وإيبرا
الشيء ذاته ينطبق على زلاتان ابراهيموفيتش الذي غاب عن المشهد ولم يكن ليصفق وحده مع منتخب شبه عاجز، أما روبرت ليفاندوفسكي فحدث ولا حرج ويمكن وصفه بالهداف المحلي وانتظر المباراة الخامسة ليسجل هدفه الوحيد في البطولة وهو لم يقدم سواه وإن حسب تأهل فريقه إلى ربع النهائي إنجازاً.
ومع هذين النجمين خيب آخرون الآمال فقائد المنتخب الإسباني سيرجيو راموس أخفق بتسجيل ركلة جزاء في مباراة كرواتيا ولم يقدم مع زملائه ما يشفع لهم بالحفاظ على لقبهم ومعه فابريغاس وبيكيه وديفيد سيلفا.
بدوره شارك الهداف الفرنسي جينياك بديلاً على الدوام لكنه أخفق بتقديم أي شيء وعندما سنحت له الفرصة لكتابة التاريخ عبس القائم الأيمن البرتغالي بوجه كرته، وعلى عكس ما يقدمه المدافع النمساوي آلابا مع البايرن حملت مشاركته فشلاً ذريعاً فكان خروجه من الدور الأول عادياً، ولا يمكن استثناء الإنكليز (سترلينغ وستوريدج وهاري كين والحارس جو هارت) فما قدموه يعكس حال منتخب بلادهم وخروجه الحزين من دور الـ16.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن