عربي ودولي

33% فقط من الفرنسيين يثقون بقدرة هولاند والحكومة على التصدي للإرهاب وحشود تستقبل فالس بصيحات استهجان وتطالبه بالاستقالة

التزم الفرنسيون ظهر أمس الإثنين دقيقة صمت وقرعت الأجراس في اليوم الأخير من الحداد الرسمي المعلن بعد اعتداء نيس حزناً تكريماً للضحايا الـ84 الذين قتلوا في اعتداء 14 تموز الحالي في نيس، حيث استقبل رئيس الوزراء مانويل فالس بصيحات استهجان.
ووسط أجواء سياسية متوترة، بعد نشوب جدل حول مدى فعالية سياسة الحكومة الاشتراكية في مكافحة الإرهاب، توافد حشد كبير إلى كورنيش المدينة حيث نفذ تونسي الاعتداء مساء الخميس منقضاً بشاحنة على الحشد.
غير أن صيحات الغضب سرعان ما حلت محل الهدوء والصمت بعد انتهاء دقيقة الصمت، حيث انطلقت من بعض المتجمعين صيحات استهجان لدى وصول رئيس الوزراء مانويل فالس وعند مغادرته حتى إن البعض طالب باستقالته، الأمر الذي يشير إلى الأجواء المشحونة في فرنسا التي شهدت ثلاثة اعتداءات كبيرة منذ مطلع 2015 أسفرت عن أكثر من 250 قتيلاً وحيث لم يعد مناخ الوحدة الوطنية الذي ساد غداة الهجمات الأولى قائماً.
من جهته، لزم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دقيقة الصمت في وزارة الداخلية في باريس بين قوات الأمن. ونفذت السلطات في نيس «إجراءات استثنائية إضافية» استعداداً لدقيقة الصمت من أجل ضمان الأمن في جادة «برومناد ديزانغليه» التي غطتها الزهور.
إلى ذلك أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أمس أن التحقيق «لم يثبت بعد» الروابط بين منفذ اعتداء نيس لحويج بوهلال و«الشبكات الإرهابية» خصوصاً تنظيم «داعش» الذي تبنى الهجوم.
وصرح الوزير لإذاعة «آر تي إل» أن «أسلوب التنفيذ مستوحى إلى حد كبير من رسائل داعش»، مضيفاً: «لا يمكننا استبعاد أن يقوم فرد غير متوازن وعنيف، وهو ما تدل عليه نفسيته، بعد انتقاله إلى التطرف بشكل سريع بتنفيذ مثل هذه الجريمة المروعة».
وعقد مجلس الدفاع والأمن اجتماعاً جديداً أمس في حين تتعرض الحكومة لانتقادات حول إدارتها للتهديد الإرهابي.
وقال وزير الدفاع جان إيف لودريان في ختام الاجتماع: «سنواصل معركتنا بلا هوادة ضد داعش في الداخل والخارج»، مضيفاً: إن فرنسا العضو في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش تواصل ضرباتها في سورية والعراق.
وأكد فالس وكازنوف كذلك في بيان مشترك أن «العمل الحازم» للسلطات «يعطي ثماره» معلنين إفشال 16 اعتداء منذ 2013 في فرنسا.
وفي السياق أعرب 33% فقط من الفرنسيين عن ثقتهم بقدرة الرئيس فرنسوا هولاند والحكومة على التصدي للإرهاب ومكافحته، بحسب إحصاء لمعهد «إيفوب» نشرته صحيفة «لوفيغارو» المحافظة أمس.
ولا يزال حتى أمس ستة أشخاص قيد التوقيف الاحتياطي، من بينهم ألباني في الـ38 يشتبه في أنه زود منفذ الاعتداء بمسدس من عيار 7.65 أطلق منه النار على شرطيين قبل أن يقتل برصاص قوات الأمن. ونقل ثلاثة من الأشخاص الستة الذين أخضعوا للاستجواب إلى مقرات هيئات الاستخبارات بالقرب من باريس.
وأشارت مصادر من الشرطة إلى أن شخصاً على الأقل أشار خلال توقيفه إلى انتقال منفذ الاعتداء «الحديث» إلى «التطرف الإسلامي». وكان لحويج بوهلال معروفاً بأنه شخص عنيف لكنه لم يبد من قبل اهتماماً خاصاً بالدين.
وتخشى السلطات ارتفاع الحصيلة التي بلغت 84 قتيلاً من بينهم عشرة أطفال. ولا يزال 18 جريحاً من بينهم قاصر في حالة الخطر الأحد، في حين لا يزال ما مجمله 85 جريحاً في المستشفيات.
ويتواصل التحقيق لتحديد ما كان لمنفذ الاعتداء شركاء بعد أن خطط بعناية لهجومه. وقبيل اعتداء نيس مساء الخميس، بعث محمد لحويج بوهلال رسالة نصية أعرب فيها عن «سروره لحيازة مسدس من عيار 7.65 وتحدث عن التزود بأسلحة أخرى»، كما قالت مصادر قريبة من الملف.
ويعمل أكثر من 200 محقق «لتحديد هويات مجمل الذين تلقوا» مختلف الرسائل التي وجهها منفذ الاعتداء. وقال مصدر قريب من المحققين الفرنسيين: إن القاتل رصد موقع الاعتداء بشاحنته يومي 12 و13 تموز، قبل مجزرة 14 منه.
أ ف ب – وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن