اقتصاد

900 طن من الفروج المجمد وصلت أسواق دمشق خلال رمضان … نقيب بيطريي حماة لـ«الوطن»: لا منح لشهادات صحية ومنشأ مزورة

| عبد الهادي شباط

يبدو أن جميع آليات ضبط تهريب الفروج المجمد من الحدود وصولاً لمحافظة حماه ثم إلى أسواق دمشق وغيرها من المحافظات لم تجد نفعاً في ظل البيئة الملائمة لانتعاش هذه الظاهرة بسبب انخفاض الإنتاج المحلي وعدم كفايته للاحتياجات المطلوبة في السوق المحلية وإقفال باب الاستيراد لهذه المادة وخاصة في ظل ازدياد الطلب بشكل ملحوظ على الفروج خلال شهر رمضان الماضي، وكانت عدة وسائل إعلام محلية تحدثت عن هذه الظاهرة لكن أن تصل الأمور لحد منح بعض الجهات الرسمية /نقابة الأطباء البيطريين في حماة/ شهادة منشأ أو شهادة صحية لهذه المادة المهربة التي يتم تناقلها بين عدد من الباعة فهو عمل غير مقبول، وبما أن مصدر المعلومة هنا غير رسمي اتجهت «الوطن» للاتصال مع نقيب الأطباء البيطريين بحماه ظافر الكوكو الذي نفى قيام النقابة بمثل هذه المخالفات، وشدد على أن النقابة بعكس ذلك هي من أكثر الجهات تشدداً تجاه ظاهرة دخول الفروج المجمد للأسواق بشكل غير نظامي، وأن النقابة تعمل بالتنسيق مع المحافظة وبتوجيه من محافظ حماة على القيام بحملات إرشادية وتوعوية حول مخاطر تناول مثل هذه اللحوم التي تكون مجهولة المصدر وغير معروف طرق الذبح والتوضيب لهذه العملية، إضافة إلى المخالفات من سوء أعمال النقل والشحن والتخزين التي تتعرض لها هذه المادة لكونها تدخل بطرق غير شرعية وبالتالي كل ذلك يؤثر في سلامة هذه اللحوم لعدم صلاحيتها للاستهلاك.
وبالانتقال لأمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق محمد بسام درويش أوضح أن معظم لحوم الفروج المجمدة التي تصل أسواق دمشق مصدرها محافظة حماة وأن هذه الظاهرة بلغت ذروتها خلال شهر رمضان الماضي، حيث قدر وصول قرابة 30 طناً يومياً من هذه اللحوم لدمشق وبالتوقف عند الرقم وتعميمه على أيام الشهر سنكون أمام 900 طن من لحوم الفروج المجمدة دخلت أسواق دمشق على مدار شهر رمضان وتم بيعها واستهلاكها من المواطنين، لكن درويش أوضح أن هذه الكميات تراجعت كثيراً بعد شهر رمضان لانخفاض الطلب على الفروج وانخفاض أسعار المنتج المحلي حيث انخفض سعر كيلو الفروج الحي من 1400 ليرة خلال رمضان إلى 800 ليرة حالياً وهو ما يمثل نسبة 57% إضافة إلى تراجع ثقة المستهلك بسلامة هذه اللحوم، حيث أدت كل هذه العوامل إلى انخفاض وجود هذا النوع من لحوم الفروج بنسبة 70% عما كانت عليه خلال رمضان، وعن أهم طرق وصول هذه المادة إلى أسواق دمشق بيّن أن من أكثر الطرق هي تحميل كميات مخالفة من لحوم الفروج المجمد مع كميات نظامية من لحوم الفروج التي حصلت على شهادة صحية من المسلخ المعتمد وبالتالي قيام بعض المسالخ بالتلاعب بالفواتير والشهادات التي يتم منحها لبعض التجار.
وفي السياق ذاته اعتبر العديد من مربي الدواجن المحليين أن دخول الفروج المجمد للأسواق المحلية وبأسعار رخيصة أضر بعملية التربية لعدم قدرة المنتج المحلي على طرح إنتاجه للسوق بأسعار مشابهة لسعر الفروج المجمد وبالتالي أضعف عملية التربية بشكل عام وخاصة أن العديد من المربين الذين تعرضوا لخسارات متكررة عزفوا عن العمل وهذا يسهم في انخفاض الإنتاج المحلي وعدم تغطية احتياجات السوق وبالتالي منح تجار الفروج المجمد فرصة الانفراد في السوق وفرض الأسعار التي يريدونها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن