عربي ودولي

مسؤول ألماني: العثور على راية للتنظيم الإرهابي في غرفة مهاجم القطار في بافاريا … «داعش» يتبنى للمرة الأولى هجوماً في ألمانيا ويتوعد بهجمات جديدة

أعلن تنظيم «داعش» أمس الثلاثاء المسؤولية عن الاعتداء الذي نفذه طالب لجوء أفغاني يبلغ من العمر 17 عاماً، بفأس وسكين على متن قطار في ألمانيا، وهو أول هجوم يتبناه التنظيم الإرهابي على الأراضي الألمانية.
وقالت السلطات الألمانية إنها عثرت على راية للتنظيم «داعش» بين مقتنيات طالب اللجوء، الذي جرح أربعة سياح من أسرة واحدة من هونغ كونغ. وقتل المهاجم أثناء محاولته الفرار.
وذكرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم «داعش» أمس أن منفذ العملية «أحد مقاتلي الدولة الإسلامية» وأن الهجوم جاء «استجابة لنداءات استهداف دول التحالف التي تقاتل داعش».
وبثّ التنظيم أمس شريط فيديو عبر «أعماق» يتضمن تهديدات وجهها منفذ عملية الطعن في قطار في ألمانيا.
ويبدأ شريط الفيديو بالإشارة إلى أن منفذ عملية الطعن هو «محمد رياض جندي الدولة الإسلامية». ويقدم المنفذ، وهو أفغاني الجنسية، نفسه بلغة الباشتون وفي يده سكين على أنه «أحد جنود الخلافة»، معلناً أنه سوف يقوم «بعملية استشهادية في ألمانيا»، وفق الترجمة العربية للشريط.
وهدد المنفذ من أطلق عليهم «الكفرة» بأن عناصر تنظيم «داعش» سوف يصلون إليهم أينما كانوا «في كل قرية، وفي كل مدينة، وفي كل مطار» كما سيستهدفون «برلماناتكم».
وتبنى تنظيم «داعش» الأسبوع الماضي اعتداء نفذه تونسي بشاحنة دهس بواسطتها جمعا كبيراً من الناس في مدينة نيس في جنوب فرنسا ما تسبب بمقتل 84 شخصاً وأثار صدمة في البلاد. بدورها أعلنت السلطات الألمانية أمس عن العثور على راية لتنظيم «داعش» الإرهابي في غرفة مهاجم القطار مساء الإثنين.
وكان متحدث باسم الشرطة الألمانية قال أمس إن رجلاً يحمل فأسا هاجم عدداً من الركاب على متن قطار في ولاية بافاريا فأصاب ما بين 10 و15 شخصاً بينهم إصابات خطيرة قبل أن يقوم عناصر من الشرطة بإطلاق النار عليه وقتله.
وقال وزير الداخلية في منطقة بافاريا جنوب ألمانيا يواكيم هيرمان في مقابلة مع قناة «زد دي إف» الألمانية إنه «أثناء تفتيش الغرفة التي كان يقيم فيها الفتى الأفغاني طالب اللجوء الذي نفذ اعتداء بفأس وسكين عثر على راية لتنظيم داعش من صنع اليد».
وأشار هيرمان إلى أن أحد الشهود أكد أن الفتى الذي قتل لدى محاولته الفرار بعد تنفيذ الاعتداء هتف «اللـه أكبر» لكنه استدرك قائلاً: «يجب انتظار نتائج التحقيق لمعرفة إلى أي مدى كان ينتمي فعلاً إلى التنظيم الإرهابي وإلى أي مدى اعتنق من تلقاء نفسه الأفكار المتطرفة مؤخراً».
وأوضح هيرمان أن الفتى الأفغاني البالغ من العمر 17 عاماً وصل وحيداً دون عائلته قبل عامين إلى ألمانيا وطلب اللجوء منذ عام.
ووفق محللين ومراقبين لملفات الإرهاب فإن المسؤولين الغربيين والأميركيين وبتجاهلهم كل التحذيرات التي أطلقت بشأن التعامل بجدية مع أخطار دعم الإرهاب في سورية والمنطقة ورفضهم كل التنبيهات بشأن ارتداده إلى داخل بلادهم يتحملون جانباً من المسؤولية عما سيحدث من اعتداءات ستطول شعوبهم ومؤسسات بلادهم وهذا ما جرى بالفعل في عدة مدن أوروبية سواء في باريس أو بروكسل أو برلين.
وقع الهجوم نحو الساعة 9:15 مساء الاثنين (19:15 ت غ) على متن القطار الذي كان يقوم برحلة بين مدينتي ترويشلينغن وفورتسبورغ في بافاريا.
وقال شاهد عيان يقيم قرب محطة القطار لوكالة «د ب أ» الألمانية إن القطار الذي كان يقل 25 شخصاً بدا مثل مسلخ «والدماء تغطي أرضه».
وقال متحدث باسم الشرطة: «تمكن المهاجم من مغادرة القطار، وطاردته الشرطة وخلال المطاردة أطلقوا النار على المهاجم وقتلوه».
والجرحى الأربعة هم أفراد أسرة من هونغ كونغ، حسبما أكدت سلطات المدينة أمس، مضيفة أن سلطات الهجرة تقدم لهم المساعدة.
وكانت ألمانيا استقبلت عدداً قياسياً من طالبي اللجوء بلغ 1.1 مليون العام الماضي، معظمهم من السوريين يليهم الأفغان الفارون من الاضطرابات والفقر.
ويثير تدفق اللاجئين قلقاً لدى السكان يستغله اليمين الشعبوي. لكن وزير الداخلية في مقاطعة بافاريا عضو حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ الذي يوجه انتقادات كثيرة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منتقداً سياستها المتساهلة مع طالبي اللجوء، رفض خلط المسائل.
وقال: «لا يمكننا نفي» أن الاعتداء نفذه طالب لجوء «لكن يجب ألا نستخلص حكماً سطحياً في ما يتعلق بطالبي اللجوء» في ألمانيا.
(أ ف ب– روسيا اليوم– رويترز- سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن