سورية

الجيش يتقدم في محيط مخيم حندرات بحلب … الصحافة الفرنسية: «التحالف الدولي» أودى بحياة العشرات من المدنيين في شمال منبج

| وكالات

في إطار العملية العسكرية التي ينفذها الجيش شمال وشمال شرق مدينة حلب، فتح الجيش فجر أمس، بمؤازرة لواء القدس الفلسطيني معركة السيطرة على محيط مخيم حندرات وأحرز تقدماً لافتاً وأوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، على حين قضى العشرات من المدنيين في قصف لطائرات التحالف الدولي استهدف أطراف قرية التوخار في شمال مدينة منبج بريف حلب الشمالي، وسط أنباء عن استعادة تنظيم داعش السيطرة على عدد من القرى والمزارع بريف الرقة. وبسط الجيش هيمنته على ست نقاط للمسلحين في محيط المخيم وتقدم من محورين باتجاه المخيم الذي يمكنه في حال السيطرة عليه من مد نفوذه نحو منطقة الشقيف الصناعية فطريق الكاستيلو جهة الجنوب ومشفى الكندي جنوب شرق لإنهاء الوجود المسلح شمال شرق حلب بشكل كامل، وفق مصدر ميداني لـ«الوطن».
وعلى حين أعلن ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن تقدم الجيش باتجاه مقطع الشاهر المتاخم للمخيم من جهة الشرق والسيطرة عليه، لم يتسن لـ«الوطن» التأكد من صحة الخبر، لكن مصادر ميدانية أكدت أن الجيش ماض في عمليته العسكرية في المنطقة الحيوية حتى انتزاع السيطرة على المخيم من المسلحين الذين وصلتهم تعزيزات من ريفي حلب الشمالي والغربي من دون منع الجيش من تحقيق أهدافه.
ولعب الإسناد الناري الكثيف من سلاحي الطيران والمدفعية في الجيش، دوراً كبيراً في التمهيد للمعركة التي استهدفت بداية تصفية جيوب للمسلحين وسرّع من انهيار خطوطهم الأمامية في محيط المخيم الذي فتحت معركته في توقيت دقيق إثر محاصرته من جهتي الشمال والغرب بتقدم الجيش من منطقة جنوب مزارع الملاح صوب منطقة الشقيف الصناعية التي ستسقط تلقائياً في حال السيطرة على المخيم، الأمر الذي يضع قدم الجيش على طريق مخيم حندرات ولمسافة طويلة تقدر بأكثر من كيلو متر بعد أن اقترب الجيش من الطريق بمد نفوذه إلى تلة بيت مريع ومزارع شرق الجرف الصخري بمحاذاة الملاح الجنوبية.
من جانبه نفذ الطيران الحربي التابع للجيش غارات على خطوط إمداد المسلحين في محيط مخيم حندرات وفي الشقيف «الصناعية» ومستديرة الجندول وبعيدين وكفر حمرة وحريتان وعندان ودمر آليات مساندة في الوقت الذي استطاعت الوحدات على الأرض من تدمير سيارتي بيك آب مزودة برشاشات ثقيلة ومقتل من فيها من المسلحين.
وراحت تنسيقيات التنظيمات المسلحة تعترف بمقتل العشرات منهم في اشتباكات محيط مخيم حندرات وفي محيط الملاح و«الكاستيلو» وبني زيد، واعترفت إحدى التنسيقيات بمقتل 25 مسلحاً في اشتباكات أمس، بينهم المسؤول العسكري في «جيش المجاهدين» المبايع لتنظيم القاعدة، حمود البرم في جبهة بني زيد، على حين اعترفت تنسيقية أخرى بمصرع 47 مسلحاً خلال اليومين الفائتين.
وذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن من بين أسماء القتلى الذين سقطوا في الكاستيلو وبني زيد التي نشرتها مواقع محسوبة على التنظيمات المسلحة في صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، عبدو علوش وجميل شاكردي وأنور السيد حسين وفادي جميل حميكو وعبد الرزاق حلاق- من «كتائب ثوار الشام».
في غضون ذلك، نقلت وكالة «أ ف ب» عن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن 56 مدنياً على الأقل قتلوا، فجر أمس، في قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدف قرية التوخار في شمال مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي والواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية في محافظة حلب. لكن تقارير لمحطات فضائية عربية ذكرت أن عدد القتلى وصل إلى أكثر من ذلك وتجاوز المئة.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: إن «السكان كانوا يحاولون الفرار من اشتباكات بين التنظيم و«قوات سورية الديمقراطية» في القرية.
ولفت عبد الرحمن إلى إصابة العشرات بجروح أيضاً نتيجة القصف الجوي، مضيفاً: «قد يكون ما حصل بالخطأ لكون طائرات التحالف الدولي تستهدف الجهاديين في محيط القرية» التي تبعد 14 كيلو متراً شمال مدينة منبج.
وحسب الوكالة فإن التحالف الدولي لم يعلق على التقارير، مشيراً إلى أنه سيراجع مدى صحتها. وفي محافظة الرقة تمكن تنظيم داعش خلال هجماته في الـ48 ساعة الفائتة على قرى بريف عين عيسى بالريف الشمالي الغربي لمدينة الرقة، من التقدم واستعادة السيطرة على عدد من القرى والمزارع، حسبما ذكر «المرصد» المعارض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن