سورية

جونسون انقلب على موقفه من سورية.. والسعودية ليست متفائلة بالحل … كيري يحضّر الأوروبيين لاجتماع فيينا.. ويتحادث مع لافروف بشأن الخطوات المقبلة

 

| الوطن – وكالات

تحضيراً لإعلانات مشتركة يعتزم بلديهما إطلاقها، «خطوة خطوة» خلال الأسابيع المقبلة، تحادث رئيسا الدبلوماسية الأميركية والروسية جون كيري وسيرغي لافروف، على حين واصلت طواقمهما العمل من أجل بلورة الاتفاقات التي تم التوصل إليها في موسكو مؤخراً بشأن المساهمة في تسوية الأزمة السورية والقضاء على الجماعات الإرهابية في سورية. وفي غضون ذلك، أبدت السعودية رفضاً لإبداء المرونة تجاه روسيا مقابل حل الأزمة السورية، معلنةً أن حل هذه الأزمة مرتبط باتفاق القوى العظمى.
وفي موقف غير منتظر اعتبر وزير الخارجية البريطاني الجديد بوريس جونسون، أن معاناة الشعب السوري ستستمر ما دام الرئيس بشار الأسد في السلطة، ودعا إلى إقناع موسكو بتنحيته. وقبل أن يصل إلى منصب وزير الخارجية، عرف عن جونسون، تأييده لانتصار الجيش العربي السوري على تنظيم داعش.
في التفاصيل مضت واشنطن وموسكو خطوة جديدة في طريق تظهير اتفاقاتهما بشأن الخطوات المقبلة لتهيئة الأجواء لاستئناف العملية السياسية في جنيف وقتال التنظيمات الإرهابية بما فيها جبهة النصرة وداعش. وعلى مقربة أيام من انعقاد الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية لسورية في فيينا، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف تحادث هاتفياً مع نظيره الأميركي. وأوضحت الوزارة في بيان لها أمس، حسب موقع «روسيا اليوم» الالكتروني، أن الوزيرين بحثا «الخطوات المحددة الروسية والأميركية الرامية إلى المساهمة في تسوية النزاع في سورية والتغلب على الجماعات الإرهابية العاملة هناك، تنفيذاً للاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي إلى موسكو».
وفضل كيري خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع لافروف ليل يوم الجمعة الماضي عدم الإعلان عن القائمة الطويلة للخطوات الملموسة التي توصلت إليها مباحثاته الموسكوفية.
وكشف كيري أمس الأول، أنه اتفق مع لافروف على العمل لتعزيز اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية، مشيراً إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد الإعلان عن خطوات إضافية من واشنطن وموسكو بشأن سورية. واللافت أن الوزير الأميركي تحدث عن «خطة تنسيق عسكري» مع روسيا للتصدي لتنظيمي داعش والنصرة داخل سورية، وذلك على الرغم من أن الكرملين كان قد أسف لأن مباحثات كيري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو ليل الخميس الجمعة لم تتطرق إلى التعاون العسكري.
وبين كيري أن الكشف عن فحوى الاتفاق الأميركي الروسي الشامل للحل في سورية سيتم «خطوة بخطوة»، وهو أمر أثار مخاوف وريبة «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة.
وتريد واشنطن من موسكو أن تضغط على دمشق لوقف الهجمات الجوية على الفصائل التي لا تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية، مقابل تعاون عسكري غير مسبوق بين الطرفين ضد داعش و«النصرة» يشكل تبادل المعلومات الاستخباراتية ورسم خرائط تتضمن أماكن انتشار هذه التنظيمات المتطرفة والاتفاق والتنسيق على ضرب المواقع، إضافة إلى القيام بعمليات عسكرية مشتركة إذا اقتضى الأمر. كل هذا انطلاقاً من مركز عمليات مشترك في العاصمة الأردنية يضم خبراء عسكريين وأمنيين روساً وأميركيين.
وأطلع كيري أمس الأول نظراءه الأوروبيين والخليجيين على فحوى الخطة الجديدة حسب ما كشفت تقارير إخبارية، ولا يبدو أن ذلك بدد مخاوف أولئك الوزراء.
وأبدى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تشاؤماً حيال نجاح الجهود الأميركية الروسية الجارية لحل الأزمة السورية. ولفت خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، إلى أن الجهود الدولية لا تزال متواصلة لإنهاء الأزمة السورية، واستدرك قائلاً: «لكن لا نعلم إن كانت هذه الجهود ستنجح»، منوهاً إلى عدم تحقيق أي تقدم في التوصل إلى اتفاق سلمي حتى الآن، حسبما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء.
وأضاف الجبير: إن التركيز في المرحلة القادمة سيكون على التأكد من التزام النظام أو عدمه بالحل السلمي بناءً على بيان «جنيف 1» وقرار مجلس الأمن رقم 2254، مشيراً إلى أن روسيا قدمت وعوداً فيما يتعلق بالبت بمستقبل الرئيس بشار الأسد.
ونبه إلى أن بلاده مستمرة في دعم «المعارضة المعتدلة» في مسار تحقيق السلام بسورية، لافتاً إلى أن السعودية ستحاول إيجاد وسيلة للتصدي لداعش في الشرق الأوسط.
واعتبر الوزير السعودي أن الأمل قائم لإيجاد حل للأزمة السورية، لكنه رأى أن الحل «مرتبط بالتوصل إلى اتفاق بين الدول العظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا»، في إشارة إلى أن ذلك كاف من دون تطبيع العلاقات السعودية الروسية.
وبالترافق مع مباحثات كيري في موسكو، صرح الجبير بأن أي اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا يجب أن يؤدي إلى إنجاح العملية السياسية من دون وجود الرئيس الأسد.
ومن المرتقب أن يعرض كيري ولافروف على نظرائهم في مجموعة الدعم الدولية لسورية خلال الاجتماع المقبل المقرر عقده نهاية تموز الجاري، بعضاً من اتفاقاتهما بشأن سورية.
وكانت الدول الأوروبية المتخوفة من انجرار الإدارة الأميركية وراء المنطق الروسي في سورية، قد حاولت تكبيل السياسة الأميركية بالدعوة إلى اتخاذ موقف موحد في اجتماع لمجموعة أصدقاء سورية يتم عقده قبل الذهاب إلى فيينا. ومن تفضيل كيري الاتفاق مع لافروف أولاً، بدا أنه لا يفضل أن يكبل يديه في التعامل مع الروس بالتوجهات الأوروبية أو السعودية.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية البريطانية: إن الوزير جونسون سيجري سلسلة من الاجتماعات (أمس) في لندن مع نظرائه من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، وإيطاليا، إضافة إلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني لمناقشة الحرب في سورية.
وذكرت وزارة الخارجية في بيان لها، أن جونسون سيعقد اجتماعاً ثنائياً مع كيري، على أن يعقبه اجتماع مع باقى وزراء الخارجية. وسيركز الاجتماع الموسع على تعزيز وقف العمليات القتالية «الهش» في سورية، والوضع الإنساني المتردي، والشروط اللازمة للطرفين لاستئناف المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة.
وفى المساء، يحضر وزير الخارجية وكيري اجتماعاً مع وزراء خارجية السعودية والإمارات لمناقشة الصراع في اليمن.
وقال جونسون حسب البيان: «يجب أن نكون أكثر نشاطاً وأكثر انخراطاً وأكثر تطلعاً إلى الخارج، لذلك يسرني أن تتاح لي هذه الفرصة في وقت مبكر لاستقبال نظرائي الدوليين في لندن لحضور اجتماعات مهمة بشأن الصراعات في سورية واليمن». وأضاف: «ستكون القرارات واضحة. وجهة نظري أن معاناة الشعب السوري لن تنتهي على حين يبقى (الرئيس) الأسد في السلطة. المجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا ودول أخرى، يجب أن يكون متحداً في هذا الشأن».
والغريب أن موقف جونسون الجديد يتعارض مع موقفه السابق من سورية. ومتحدثاً في كانون الأول الماضي قبل تعيينه، طالب جونسون بريطانيا أن تنحي جانباً «عقلية الحرب الباردة» عند التعامل مع روسيا بشأن سورية. وفي مقال صحفي بعنوان «برافو للأسد» في آذار هذا العام أشاد جونسون بالرئيس السوري لإنقاذه مدينة تدمر الأثرية، التي تصنفها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) على أنها موقع للتراث العالمي، من أيدي متشددي داعش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن