رياضة

ثقافة مفقودة

| محمود قرقورا

ما حصل في مباراة الوحدة والمحافظة لحساب ثالث جولات التجمع النهائي لدوري المحترفين لا يمكن هضمه ولذلك نتمنى مواقف حازمة من المعنيين لأن ما حصل كانت توابعه وخيمة لولا اللطف الإلهي, فلو امتلك نادي المحافظة جمهوراً كما فريق الوحدة لشهدت ملاعبنا مذبحة توازي مذبحة بورسعيد على هامش مباراة المصري والأهلي بدوري مصر، المذبحة التي تعد وصمة عار بتاريخ الكرة المصرية.
ما ذنب المنشآت التي هي أملاك عامة أن يصيبها ما أصابها من أيد طائشة وعقول خلبية، وهل يطيب لنا أن يتكرر سيناريو آلمنا كثيراً قبل ثلاثة عقود عندما كان اقتلاع المقاعد البلاستيكية على المدرجات موضة مقززة.
نعلم علم اليقين أن الجمهور المتابع لأي مباراة متعدد الميول والأهواء ودرجة الثقافة، ومن الجائز خروجه عن طوره بمجرد حركة خبيثة من شخص مؤثر، لكن أين دور العقلاء في امتصاص غضب الموتورين المتهورين؟
لا يمكن تخيّل أن لاعباً دولياً ومدرباً أحرز العديد من الألقاب وبات معروفاً للصغير والكبير في ملاعبنا هو السبب المباشر في إحداث الشغب والبلبلة، فإذا كان سلوك المدربين كذلك فلا عتب على اللاعبين والجمهور.
سابقاً عرفت ملاعبنا العديد من المدربين الذين كانوا يثيرون جماهير فرقهم بحركة ما، وحتى هذه اللحظة تسجل تلك المواقف في الصفحات السوداء لأولئك المدربين وما أكثر الأمثلة!
ألم يدرك رأفت محمد مضاعفات العقوبة وما يمكن أن تسببه بشأن وجهة اللقبين المحليين؟
ثم هل سيبقى محافظاً على منصبه بكل ما فيه من مكاسب مادية في هذا الظرف العصيب؟
ألا تدرك القلة الخبيثة من جماهير الوحدة أنها تعكر صفو دورينا الذي يزداد جمالاً بجماهيريته وكلنا رأى ذلك بأم العين في مباراتي الوحدة مع الاتحاد ثم الوحدة مع الكرامة؟
ما أمرها من مصيبة عندما لا يمتلك جمهورنا ثقافة أن الكرة فوز وخسارة، فهل المطلوب من لاعبي المحافظة تسليم مفاتيح المباراة لفريق الوحدة حتى يخرج الجمهور راضياً كل الرضا؟
وما أتعسه من موقف عندما يكون المدرب هو المحرض لما حدث بدل امتصاص غضب لاعبيه وجماهيره!
كلنا أمل أن يكون ما حدث درساً بليغاً نستفيد منه ونكون واقعيين في التعامل مع الحدث ونتذكر أن الكرة فوز وخسارة، ونادي المحافظة بالذات تقبل الخسارة بظروف قاهرة أمام الجيش في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع ومع ذلك خرج غسان معتوق مدرب المحافظة متحكماً بأعصابه قانعاً بما حصل شاكراً لاعبيه مطالبهم بالأفضل، والاتحاد خسر بستة أهداف أمام الجيش ولم نسمع بأحد خرج عن النص فلماذا حصل ذلك في أول هزة حقيقية لفريق الوحدة على طول الموسم؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن