رياضة

آباء كرة القدم محتارون في اختيار بديل هودجسون

| خالد عرنوس

عاشت كرة القدم في بريطانيا على أمجاد الماضي وتاريخ اختراعها وقوننتها بالطريقة التي نتابعها حالياً وخاصة المنتخب الأم (الإنكليزي) الذي نام على إنجاز وحيد في سجلاته وهذا لا يليق بشعب اعتبر نفسه طويلاً القائم على أحوال سيادة كرة القدم وحقيقة مازال البريطانيون يحظون ببعض الميزات، فهيئة البورد (لجنة التعديلات على أنظمة اللعبة) تضم 4 ممثلين عن المملكة المتحدة كما تتمثل بأربعة منتخبات (خمسة في حال احتسبنا جمهورية إيرلندا) في البطولات الدولية على حين بريطانيا تلعب بمنتخب واحد أولمبياً، وهنا لن نناقش هذه الأمور بل نعرج على حال المنتخب التي يرثى لها مؤخراً رغم غزارة النجوم وكثرة المواهب ورفعة مستوى العديد من هؤلاء الذين يقبض بعضهم عشرات الآلاف من الجنيهات أسبوعياً، ولكن هؤلاء يخفقون في البطولات الكبرى.

سقوط وفراغ
آخر السقطات في اليورو جاءت مخزية شكلاً ومضموناً فكانت استقالة المدرب هودجسون طبيعية وفي توقيت مناسب بعدما أيقن أن وجوده لم يعد مفيداً ليعود الاتحاد الإنكليزي إلى المربع الأول قبل أقل من 40 يوماً على انطلاق رحلة التصفيات المونديالية المؤهلة إلى مونديال 2018 حيث ضمت المجموعة السادسة كلاً من: اسكتلندا وسلوفاكيا وسلوفينيا ومالطا وليتوانيا إلى جانب إنكلترا، فإيجاد مدرب من طينة الكبار ليلعب دور المنقذ ليس سهلاً مع قلة الخيارات على الساحة المحلية وصعوبة تأمين بديل أجنبي مع وجود الكثير من المعارضين للفكرة الأخيرة من الأنصار والمسؤولين رغم أن معظم أندية المقدمة في الدوري اعتمدت هذا الخيار منذ زمن.

تجربة أريكسون وكابيللو
الإنكليز سبق لهم خوض التجربة مع السويدي أريكسون وعلى الرغم من عدم تحقيقه لأي إنجاز لكنه قدم نسخة معقولة وقد خسر ثلاثة أدوار إقصائية بربع النهائي، في مونديال 2002 أمام البرازيل وفي يورو 2004 ومونديال 2006 وكانتا أمام البرتغال بالترجيح.
وعقب التجربة السويدية تراجع أداء ونتائج المنتخب مع ماكلارين الذي فشل بالتأهل إلى يورو 2008 لتعاد التجربة الأجنبية مع كابيللو الذي لم يحقق الكثير فخرج من الدور الثاني لمونديال 2010 بطريقة مخزية أمام الألمان (1/4) ليعود الإنكليز إلى الخيار المحلي بهودجسون الذي لم يصل أبعد من ربع نهائي يورو2012 سقط في الدور الأول لمونديال 2014 وهاهو يخرج بخفي حنين من يورو 2016.

ألارديس خيار أول
وسائل الإعلام طرحت البدائل المتاحة لكن المثير للسخرية أن الخيارات المحلية محدودة جداً مع قلة المدربين الإنكليز المبرزين هذه الأيام (11 نادياً من أندية البريميرليغ يقودها أجانب) فكان العودة إلى الدفاتر القديمة بإحياء فكرة التعاقد مع سام ألارديس الذي كان أحد الأسماء المطروحة لخلافة أريكسون قبل 8 سنوات، وألارديس 61 عاماً لم يسبق له قيادة منتخب وطني وتشير مسيرته التدريبية التي بدأها منذ ربع قرن إلى قيادته لأندية الصف الثاني في إنكلترا وآخرها سندرلاند الذي نجح بإنقاذه من الهبوط.
أجنبي أم محلي؟
أنصار المدرب الأجنبي يروجون لأسماء عديدة يعتقدون أنها الأكفأ وعلى رأسهم الفرنسي لوران بلان ويتمتع بخبرة دولية لابأس بها فقد سبق له قيادة الديوك وهو من المدربين المتوسطين (عمراً وخبرة)، ويفضل البعض المخضرم الهولندي غوس هيدينك صاحب التجربة الكبيرة على صعيد الأندية والمنتخبات، وهناك الفرنسي رودي غارسيا الذي يحظى بفكر تدريبي رائع وهو الذي قاد ليل إلى لقب نادر بالدوري الفرنسي ونجح مع روما الإيطالي.
أيضاً هناك فكرة جنونية باستغلال خبرة أرسين فينغر مع الآرسنال مع إمكانية بقائه مدرباً للنادي اللندني وهناك الألماني كلينسمان مدرب الولايات المتحدة والأسكتلندي ديفيد مويس.
كذلك هناك أسماء محلية أخرى مثل ألان باردو مدرب كريستال بالاس وإيدي هوي مدرب بورتموث وتوني بوليس مدرب بروميتش، ولم يحسم الاتحاد خياراته وإن كانت التقارير تعتبر ألارديس الأقرب نظراً لعلاقاته الممتازة مع أعضاء الاتحاد ولأمور أخرى ستظهر في حال تعيينه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن