رياضة

اليوم جولة حاسمة في الدوري … قمة على ملعب تشرين وتنافس ساخن على جائزة الترضية

| ناصر النجار

بعيداً عن فصول الشغب التي أعقبت مباراة المحافظة والوحدة وانعكاساتها على فريق الوحدة من الناحية المعنوية والنقطية والعقوبة التي لحقت به فإن جولة اليوم من الدوري ستحدد إلى درجة بعيدة حالة التنافس بين الوحدة والجيش، فإما يحسم الزعيم الزعامة أو إنها ستتأجل إلى الأحد حيث تجري مباريات الجولة الأخيرة.
وفرصة الجيش باتت أقوى، فإن فاز اليوم فإن اللقب سيكون بقبضته عاماً آخر بغض النظر عن مباريات الجولة الأخيرة وفي حال التعادل فإن الحسم سيتأجل إلى الأحد وهناك ثلاثة احتمالات، يفوز الجيش باللقب، إن فاز على الكرامة، ويفوز أيضاً باللقب إن تعادل مع الكرامة وتعادل الوحدة مع الشرطة أو خسر وفي حالة خسارة الجيش أمام الكرامة يفوز باللقب إن تعادل الوحدة أو خسر.
آمال الوحدة ما زالت وافرة، والشرط الأول أن يفوز على الجيش والشرطة وهو ضمان للقب بغض النظر عن أي نتيجة أخرى، أيضاً يفوز باللقب إن انتهى اللقاء مع الجيش بالتعادل شريطة خسارة الجيش أمام الكرامة وفوز الوحدة على الشرطة، يلجأ الفريقان إلى مباراة فاصلة إن تساويا بالنقاط وهذا ممكن أن يحدث من خلال الجولتين القادمتين، وأمام هذا الكم الكبير من الاحتمالات، لا يمكن أن نجزم بالحسم لمجرد أن الوحدة فقد نقطتين بالجولة الماضية، فكل شيء وارد في عالم كرة القدم.

بصيص أمل
إذا كانت المنافسة على المركزين الأول والثاني ما زالت حتى الساعة محصورة بين الجيش والوحدة، فقد نشهد كلاماً آخر إن خسر الوحدة أمام الجيش، لأن هذه النتيجة ستدفع الفرق الثلاثة المطاردة للحاق بالوحدة، فإن توقف رصيد الوحدة عند النقطة العاشرة فإن فرق الاتحاد والكرامة قد تصل إلى النقطة (11) مع نهاية الدوري وقد يصل الشرطة إلى النقطة العاشرة وهذا يعني ضياع موسم كامل للوحدة كان ذهبياً في بدايته، ومخيباً في نهايته.
بكل الأحوال فإن جائزة الترضية التي تسعى إليها الفرق الثلاثة عبر الحصول على مركز متقدم يؤهلها للمشاركة في بطولة الأندية العربية ستجعل من المباريات القادمة ساخنة إلى درجة الغليان، وقد يقتل من سخونة هذه المباريات انتهاؤها إلى التعادل.
في المحصلة العامة فإن التنافس (مبدئياً) على المركز الثالث سيكون على أشده بين الاتحاد والكرامة بدرجة كبيرة ثم الشرطة، وهو مرهون بما ستقدمه الفرق في مباريات الجولتين القادمتين، ولعل المباراة الأصعب التي تجمع الشرطة مع الاتحاد، وستحدد هوية الفريقين بشكل كبير، ويبقى الحديث هنا عبارة عن نظريات وتوقعات ممكن أن تتحقق أو غير ذلك، مع التأكيد على أن فريقي الجيش والمحافظة خارج هذه المعادلات لأن خروج الجيش عن قمة الدوري يبدو (عملياً) مستبعداً وخروج المحافظة عن المركز الأخير أمر فيه نظر!

القمة الساخنة
الجيش والوحدة على ملعب تشرين بلا جمهور، هو العنوان الرئيس للمباراة، لكن المضمون سيكون حرارة وسخونة، وليس بالضرورة أن تكون للعقوبة التي تعرض لها الوحدة آثار سلبية تجعله في المباراة حملاً وديعاً، بل على العكس قد يكون لها تأثير الصدمة الإيجابية، فيهب الفريق للدفاع عن بطولة يحلم بها، وهيأ كل الظروف لنيلها.
وإذا افترضنا أن الوحدة دخل المباراة وكأن شيئاً لم يكن فمن الطبيعي أن يكون نداً فيها، ومربكاً للجيش، وهذا كله مرهون بمدى الحالة النفسية التي عليها لاعبو الفريق وكادرهم.
من الطبيعي أن يلعب الجيش على الحالة النفسية، فهو بالأوج ومنافسه (مكسور) بالتعادل و(مقهور) بالعقوبة، وإن استطاع حسم البدايات ولو بهدف كان الختام فرحة وزفة، وإلا فإن الأمور ستترك إلى ضربة حظ! وكما نعلم فإن الوحدة يتمتع بقناص ماهر (رجا رافع) وثعلب ماكر (أسامة أومري) ومتى تم الحد من تحركاتهما، سيطر الجيش على الملعب ودانت له الأفضلية.
الجيش لعب كما يجب أن تلعب كرة القدم في شوط المباراة الأول مع الشرطة لكنه تراجع في الثاني بلا مبرر، ومنح الشرطة مساحات فارغة ليتحرك كما يشاء، وجاء طرد القلفا ليزيد الطين بلّة، والجيش بعد سداسيته الصاعقة على الاتحاد، عاد (ليكبّ) الفرص من دون حسيب أو رقيب، وفي تلكما الملاحظتين على الشعار أن يتدارك أمره حتى لا نقول: ولات ساعة مندم!
شيء واحد يمكن أن ينجي الوحدة من الخسارة أمام الجيش وهو الخروج من (الانكسار) ومفاجأة الجيش بهدف مبكر يرفع من معنويات الفريق ويكون (أكسيراً) يبقى على حظوظه قائمة حتى النهاية.
المباريات السابقة التي جرت بين الفريقين سواء فاز فيها الجيش أو الوحدة، كانت مرهونة بحالة الفريقين النفسية وبجاهزيتهما الفنية والبدنية، ولا أظن أن الوحدة يعيش اليوم حالة رخاء.
القول الفصل
المباراة الثانية التي تجمع الشرطة مع الاتحاد مهمة للغاية، لأن الخاسر فيها لن يكون له أي حظ في هذا الموسم، وسيرضى بما آلت إليه نتائجه وأوصلته إلى مركز متأخر، فلم يعد هناك فرص للتعويض والحالة الفنية تؤكد تقارب الفريقين مستوى وأداء ونتائج والهزات التي تعرض لها فريق الاتحاد مؤخراً تشبه الهزات التي تعرض لها الشرطة، لذلك فالفريقان سيان، والقول الفصل سيكون على أرض الملعب، وهو سيفصل بين الفريقين أيضاً ليؤكد جدارة أحدهما على حساب الآخر، فالفريقان هذا الموسم تبادلا الفوز 2/صفر وتعادلا سلباً، واليوم هناك كلام آخر.
الفريقان متشابهان إلى حد ما، فدفاع الفريقين مخترقان وهجومهما لديهما القدرة على التسجيل، لذلك ستؤول الأمور في المباراة إلى وسط الملعب، فمن ملكه كانت له الغلبة.. الاتحاد يطمح إلى مشاركة خارجية وهو يجتهد لذلك ويعد العدة، والشرطة لا يقل طموحه عن طموح الاتحاد، ومن هنا نستشعر لهيب المباراة وحرارتها، والمباراة ستقام على ملعب المحافظة.

التعويض
البداية القوية لفريق الكرامة بالفوز على الشرطة 3/1، أفسدتها الخسارتان المتتاليتان أمام الوحدة والاتحاد، لذلك من الضروري أن يكون فريق المحافظة هدفاً للتعويض، وهو أمل إن تحقق أنعش أحلام الكرامة بالوصول إلى مركز الترضية، رغم أن ختام مبارياته سيكون صعباً جداً بمواجهة الجيش إلا إذا ضمن الجيش الدوري في هذه المرحلة، لذلك فإن الكرامة يعيش على أمل الفوز، وإلا فلا مكان له بين الكبار, والمحافظة الذي بصم أخيراً بالتعادل مع الوحدة، ودفع ثمن ذلك غالياً من ملعبه تكسيراً وتخريباً، فإنه يأمل بتحقيق بصمة أخرى بفوز يرد اعتباره من الكرامة، الذي فاز بذهاب الدوري 1/صفر، وتعادلا سلبياً، ويرد له شيئاً من وجوده في نادي الكبار.
رغم أن المحافظة يتذيل الدوري إلا أنه لم يكن في أي من مبارياته لقمة سائغة، لكنه فقد اللمسة الأخيرة، وفقد خبرة التعامل مع الكبار، وعليه فإن مباراة اليوم فرصة جيدة ليقدم المحافظة نفسه بثوب جديد، ليحقق أول فوز محرز له في الدور النهائي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن