لوضع أرضية انعقاد مؤتمر جنيف3.. وأوساط معارضة تعتبره «الأكثر جدية»…روسيا تستعد لعقد «موسكو3»… بعد مشاورات دي ميستورا الفاشلة
تستعد العاصمة الروسية لعقد لقاء موسكو3 بين الوفد الحكومي السوري وقوى وشخصيات معارضة في مسعى منها لوضع الأرضية لعقد مؤتمر جنيف3.
وتأتي المبادرة الروسية متوافقة مع جدية دمشق في المفاوضات وحرصها على إنجاحها، في وقت أخفق فيه المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في إحراز أي تقدم، مكتفياً بمشاورات مستمرة حتى نهاية حزيران الجاري ويرى مراقبون أنها «فاشلة» ولن تفضي إلى نتائج.
ومن المقرر أن يعقد اليوم وغداً في القاهرة مؤتمر للمعارضة يراد منه ولادة تيار معارض جديد يحل مكان الائتلاف المعارض والمعارضات الأخرى.
وعقد اللقاء التشاوري الثاني في موسكو ما بين 6 و9 نيسان الماضي، وقدم ميسر اللقاء فيتالي نعومكين خلاله، جدول أعمال تضمن خمس نقاط أساسية وهي: «تقييم الوضع الراهن في سورية، وإمكانيات وأغراض توحيد القوى الوطنية للبلاد في مواجهة التحديات القائمة بما فيها الإرهاب الدولي، وإجراءات بناء الثقة الممكنة من قبل الحكومة وقوى المعارضة والمجتمع المدني، وأسس العملية السياسية بما فيها أحكام بيان جنيف، والخطوات التي من الضروري القيام بها من أجل التقدم نحو المصالحة الوطنية وتسوية الأزمة».
ووافق وفد الحكومة على جدول الأعمال الروسي «وفقاً للتسلسل الوارد فيه»، في حين انقسمت القوى والشخصيات المعارضة المشاركة حوله.
وفي ختام اللقاء، أعلنت الخارجية الروسية نقاطاً عشراً تم التوصل إلى توافق حولها في اللقاء التشاوري الثاني ومن أبرزها تسوية الأزمة في سورية بالوسائل السياسية على أساس توافقي بناء على مبادئ بيان جنيف1 الصادر بتاريخ 30 حزيران 2012، ومطالبة المجتمع الدولي بممارسة الضغوط الجدية والفورية على كل الأطراف العربية والإقليمية والدولية التي تساهم في سفك الدم السوري لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ووقف كل الأعمال الداعمة للإرهاب من تسهيل مرور الإرهابيين إلى الداخل السوري وتدريبهم وإيوائهم وتمويلهم وتسليحهم.
كما طالبت الورقة المجتمع الدولي بالرفع الفوري والكامل للحصار ولكافة الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري ومؤسساته، مشيرة إلى أن حامل ونتائج أي عملية سياسية يجب أن يستند إلى السيادة الوطنية والإرادة الشعبية التي يتم التعبير عنها عبر الوسائل والطرق الديمقراطية، وأن إنتاج أي عملية سياسية يتم بالتوافق بين السوريين حكومة وقوى وأحزاباً وفعاليات من المؤمنين بالحل السياسي، ودعم وتعزيز المصالحات الوطنية التي تسهم في تحقيق التسوية السياسية ومؤازرة الجيش والقوات المسلحة في عملية مكافحة الإرهاب.
واعتبر نعومكين أن لقاء موسكو2 يعد أرضية لعقد مؤتمر جنيف3، والأسبوع الماضي أوضح نعومكين «أنه لم يتخذ أي قرار بشأن عقد موسكو3 حتى الآن».
والخميس الماضي، كشف نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، أن الحكومة السورية طلبت من روسيا عقد لقاء موسكو الثالث، مؤكداً في تصريحات لوكالة «تاس» الروسية، أن بلاده «مستعدة لاستضافة المعارضة والنظام والمشاورات لجولة ثالثة»، استجابة لطلب دمشق، ومشدداً على توحيد المواقف والجهود من أجل إنهاء المأساة السورية.
في السياق، رأى عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات العامة في حزب الشعب سلمان شبيب في تصريحات لـ«الوطن» أمس أن «مسار موسكو هو الأكثر جدية وواقعية للوصول إلى جنيف3 على أسس تضمن نجاحه».