ماي تزور برلين وباريس لبحث البرنامج الزمني لـ«بريكست» … بريطانيا تتخلى عن الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي في 2017
أبلغت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بتخلي المملكة المتحدة عن الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي من تموز إلى كانون الأول 2017، كما أعلن ناطق باسم رئاسة الحكومة.
وكان يفترض أن تتولى بريطانيا رئاسة المجلس بعد مالطا وقبل أستونيا. لكن الناطق قال إن ماي أوضحت الثلاثاء في اتصال هاتفي مع توسك أن بلادها «ستكون منشغلة جداً بمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي».
وأضاف مكتب رئيسة الوزراء في بيان إن تيريزا ماي أكدت خلال محادثاتهما أنها تريد العمل «بروح بناءة وعملية» في المفاوضات حول خروج بريطانيا من الاتحاد، وأن التخلي عن رئاسة مجلس أوروبا يهدف إلى إعطاء «الأولوية» لهذه المفاوضات.
وأشار البيان إلى أن «دونالد توسك رحب بالقرار السريع لرئيسة الوزراء حول هذه المسألة الذي سيسمح للمجلس بإعداد حلول بديلة».
وفي حديثه عن هذا الاتصال، كتب توسك في تغريدة على تويتر «قلت لرئيسة الوزراء تيريزا ماي اليوم أننا نحتاج إلى بريكست منظم وهادئ يشبه (طلاقاً مخملياً)».
وبعد الإعلان البريطاني، قالت بلجيكا إنها «مستعدة» لتولي الرئاسة الدورية للاتحاد في النصف الثاني من 2017.
وبدوره قال الناطق باسم وزارة الخارجية البلجيكية ديدييه فاندرهاسلت إن «بلجيكا مستعدة لتولي هذه الرئاسة إذا طلب منا ذلك».
ويأتي هذا القرار بعد أقل من شهر على تصويت البريطانيين في استفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وتقوم ماي (أمس الأربعاء) وغداً الخميس بزيارتين رسميتين إلى ألمانيا وفرنسا في أول رحلة لها إلى الخارج منذ توليها مهامها يفترض أن تقوم خلالها ببحث البرنامج الزمني لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وقال مكتب رئيسة الحكومة: إن تيريزا ماي «ستحاول إرساء علاقات عمل متينة» مع اثنين من أهم الشركاء الأوروبيين وتوضيح لماذا «تحتاج (حكومتها) إلى الوقت» قبل بدء مفاوضات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وأكدت رئيسة الوزراء الجديدة التي وصلت أمس إلى برلين حيث تشارك في عشاء عمل مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في بيان «إنني مصممة على أن تجعل المملكة المتحدة من خروجها من الاتحاد الأوروبي نجاحاً، ولذلك قررت التوجه إلى برلين وباريس فور تولي مهامي».
وأضافت: «لا أقلل من أهمية تحدي التفاوض حول خروجنا من الاتحاد الأوروبي وأعتقد بحزم أن القدرة على التحدث بصراحة والانفتاح على المشاكل التي نواجهها ستكون عاملاً مهماً لمفاوضات ناجحة».
وبعد برلين، ستتوجه ماي اليوم الخميس إلى باريس حيث ستلتقي الرئيس فرنسوا هولاند اعتباراً من الساعة 18.30 (16.30 ت غ).
وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن جدول الأعمال يشمل قضايا «مكافحة الإرهاب ومسائل الأمن الخارجي وتنفيذ بريكست (الخروج من الاتحاد) وأهمية العلاقات الثنائية».
وكانت ميركل طلبت أولاً توضيحاً «سريعاً» للنيات البريطانية لما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. لكنها بدت بعد ذلك أكثر ليونة من الآخرين وخصوصاً من فرنسوا هولاند، في منح بعض الوقت لرئيسة الوزراء الجديدة لتوضيح خططها.
وهذه الليونة تمليها المصالح الاقتصادية الألمانية. إذ تمتص بريطانيا ثمانية بالمئة من الصادرات الألمانية وتستضيف على أراضيها عدداً كبيراً من مصانع مجموعات ألمانية.
أما بالنسبة إلى الرئيس الفرنسي، فتكمن الأولوية في تنظيم خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي «في أسرع وقت ممكن». ففي نظر هولاند، هناك خوف من انتقال عدوى الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى فرنسا.
ومن جانبه كان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك قد دعا الاثنين ماي إلى تنظيم «انفصال مخملي» مع الاتحاد الأوروبي.
(أ ف ب- وكالات)