سورية

إدانات للمعارضة والمسلحين لمجازر التحالف الدولي بحق المدنيين.. ومسد تعتبرها «مضخمة»

| الوطن – وكالات

يبدو أن المجازر التي ترتكبها طائرات «التحالف الدولي» الذي يدعم عملية برية تقوم بها «قوات سورية الديمقراطية» في منبج بريف حلب الشمالي، عبر قصفها مواقع مدنيين وتسببها بمقتل العشرات منهم أربكت صفوف المعارضة بتشكيلاتها السياسية وميليشياتها المسلحة، وأوقعتهم في حرج تجاه «حليف الأمس»، فاضطروا لإدانته، إلا أن القوات التي تدعمها طائرات التحالف حاولت تبرئة الأخير بزعم أن الحديث عن المجازر «مضخم».
وأمس الأول قتل أكثر من 200 مدني، بينهم 167 في قرية التوخار شمال مدينة منبج، وجرح نحو 300 آخرين، معظمهم أطفال ونساء وعائلات بأكملها، خلال غارات شنّتها طائرات التحالف الحربية على مدينة منبج وريفيها الشمالي والجنوبي، جاءت قبل ساعات قليلة من إطلاق نشطاء من المدينة «هاشتاغ» على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان «منبج _ تباد» كشفوا من خلاله مجازر ترتكب في المدينة ضد المدنيين على يد تنظيم داعش و«قوات سورية الديمقراطية» (قسد) والتحالف الدولي نتيجة الخطة العسكرية التي تم وضعها لطرد التنظيم من المدينة.
«الائتلاف» المعارض حاول التباكي على ما سماه المجزرة التي ارتكبها التحالف الدولي باستهداف المدنيين في مدينة منبج وريفها بحلب، معتبراً أنها «جريمة قتل وحشية»، رغم أن الائتلاف وغيره من قوى معارضة خارجية هللوا للتحالف الدولي بداية تشكله، ولاحقاً طالبوه بقصف «النظام».
وفي بيان نشر على موقعه الرسمي، ونقلته مواقع معارضة، حمل الائتلاف التحالف الدولي كامل المسؤولية عن هذه المجزرة على الصعيدين القانوني والإنساني، مطالباً بوقف القصف على المدن والقرى والمناطق السكنية وإجراء تحقيق ومحاسبة المسؤولين عنها.
من جهتها أيضاً، دانت ميليشيا «كتائب ثوار الشام» ما وصفته بـ«العمل الإجرامي» بريف مدينة منبج، مطالبةً دول العالم بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية، حسب بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، توافق مع بيان لمليشيا «جيش العزة»، أدانت فيه القصف الذي «لا يمت لأي قانون دولي أو إنساني ولا شريعة سماوية بأي صلة».
بالمقابل وفي محاولة منه لتبرئة التحالف، اعتبر بيان لمجلس منبج العسكري (مسد)، الذي يتبع لـ«قوات سورية الديمقراطية» أن الأرقام التي يتداولها الإعلام حول ضحايا غارات التحالف على قرية التوخار «جرى تضخيمها بشكل مبالغ فيه» واعتبرها «قلباً للحقائق»، حسب ما نقل موقع «الحل السوري». كما أشار البيان إلى أن «المنطقة هي خط جبهة ساخن كان يتواجد داخلها تجمع لعناصر التنظيم»، إلا أنه أقر بسقوط مدنيين حيث جاء في البيان «نحن لا ننفي سقوط عدد من المدنيين في معاركنا الجارية حالياً ضد الإرهاب، غير أن تضخيماً في أعداد القتلى المدنيين ونشر أرقام وهمية، وقلب الحقائق، يكشف لنا مدى تورط العديد من الجهات في الترويج لداعش» بحسب ما ورد في البيان.
نشطاء منبج لم تقنعهم رواية مجلس مدينتهم العسكري حيث نقل الموقع المعارض عن الناشط أحمد محمد، من مدينة منبج، تأكيده أن كلام المجلس العسكري «غير صحيح أبداً»، وأضاف: «يكفي أن تكون مهمة المجلس إعطاء الإحداثيات للتحالف، ليكون مداناً بسبب مقتل المدنيين الذين قضوا اليوم»، وفق تعبيره.
وحول تباين مواقف المعارضة أكدت مصادر معارضة من شمال حلب أن طائرات التحالف أوقعت مليشيات المعارضة والمعارضة نفسها في حرج.
وفي اتصال مع «الوطن» اعتبرت المصادر أن المعارضة هللت عند تشكيل التحالف الدولي ضد داعش لضرب النظام، إلا أنها اليوم تعرضت لانتقادات واسعة كشفت عدم شرعيتها عندما سكتت ولأيام طويلة عما يرتكبه طيران التحالف الدولي بحق المدنيين في منبج، حيث لايوجد قوات للنظام، فاضطرت محرجة لإصدار بيانات تدين المجازر، لكنها بالمقابل لا تستطيع قطع حبل الود مع واشنطن لعلمها المطلق أن ذلك سيتبعه قطع للإمداد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن