عربي ودولي

أردوغان يواصل التنديد بـ«تحيز وتحامل» الاتحاد الأوروبي والمجلس الأعلى للجيش يجتمع الخميس القادم

واصلت السلطات التركية أمس السبت حملة القمع الواسعة ضد من يشتبه بتورطهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث منحت الشرطة صلاحيات أوسع لاعتقال المشتبه فيهم، وأغلقت أكثر من ألف مدرسة خاصة. وبعد أسبوع من محاولة وحدات من الجيش التركي الإطاحة بأردوغان باستخدام الأسلحة والدبابات وطائرات أف 16، اعتقلت الحكومة أو أقالت عشرات الآلاف ممن تعتقد أنهم أعداء الدولة بينهم نحو 300 من عناصر حرس القصر الرئاسي في أنقرة.
لكن في أول عملية كبيرة للإفراج عن المشتبه فيهم وسط انتقادات دولية لحملة القمع، أفرجت تركيا عن 1200 جندي من رتب متدنية في أنقرة.
وتستطيع الشرطة بعد توسيع صلاحياتها احتجاز المشتبه فيهم دون تهم لمدة شهر بدلاً من أربعة أيام كما كان الحال سابقاً، بحسب الجريدة الرسمية في اليوم الثالث من حالة الطوارئ التي أعلنها أردوغان لمدة ثلاثة أشهر.
وتسببت المخاوف من أن يسعى أردوغان إلى ترسيخ حكمه بصورة أكبر وقمع المعارضة من خلال الاضطهاد في توتير علاقات بلاده مع حلفائه الغربيين وإلقاء ظلال قاتمة على مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وبعد أن أصدرت بروكسل انتقاداً حاداً وحذرت أردوغان من إعادة فرض عقوبة الإعدام سينهي مساعيها للانضمام إلى عضوية الاتحاد نهائياً، رد أردوغان بأن الاتحاد الأوروبي اتخذ موقفاً «منحازاً ومتحاملاً» بشأن تركيا. وأضاف: إنه «على مدى السنوات الـ53 الماضية جعلتنا أوروبا ننتظر» مؤكداً أنه لم يكن من المفترض أن يعاني أي مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي «بهذه الطريقة التي عانينا منها».
وصرح أردوغان لقناة «فرانس 24» الفرنسية: «يدلون بتصاريح متناقضة إنهم منحازون ومتحاملون وسيظلون على أحكامهم المسبقة إزاء تركيا»، مضيفاً «مضى علينا 53 عاماً ونحن ننتظر على أبواب أوروبا»، بحسب الترجمة الفرنسية لأقواله.
وتزايد التوتر كذلك مع الولايات المتحدة التي تعتمد على القواعد التركية لشن ضربات جوية ضد تنظيم «داعش» في سورية والعراق.
ويعيش الداعية فتح اللـه غولن (75 عاماً) الذي يتهمه أردوغان بأنه وراء المؤامرة ضده، في مجمع في بنسلفانيا، وتسعى أنقرة إلى تسليمه لها.
وقال الرئيس باراك أوباما الجمعة: إن الولايات المتحدة ستأخذ على محمل الجد «أي دليل» يثبت خطأ غولن، الذي يتواجد أنصاره في صفوف قوات الشرطة والحكومة.
ورفض أوباما كذلك المزاعم بأن الولايات المتحدة تلقت معلومات استخباراتية سابقة عن محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز، واصفاً مثل هذه التلميحات بأنها «غير صحيحة البتة».
وأكد أردوغان أنه رغم فرض حالة الطوارئ وعمليات التطهير الواسعة، فإن تركيا لن «تتخلى عن الديمقراطية»، كما قالت أنقرة إن الإجراءات لا تختلف عن تلك التي اتخذتها فرنسا منذ سلسلة الهجمات الجهادية التي شهدتها البلاد.
وللتخلص من الأشخاص الذين وصفهم أردوغان بأنهم «فيروس إرهابيي» غولن والمتعاطفين معهم، فقد أقالت حكومته آلاف المعلمين والمحاضرين من المدارس والجامعات الحكومية وكذلك تم حظرهم من السفر إلى الخارج. وفي آخر خطوة تستهدف قطاع التعليم، تقرر إغلاق 1043 مدرسة خاصة و1229 رابطة ومؤسسة، بحسب الجريدة الرسمية أمس. وتأتي هذه الخطوات في إطار التغيرات الكبيرة التي هزت تركيا منذ المحاولة الانقلابية التي أودت بحوالي 265 شخصاً.
وأثناء ليلة الانقلاب قتل 24 جندياً منشقاً و179 مدنياً، و62 شرطياً وخمسة جنود وقفوا في وجه الانقلابيين اعتبروا «شهداء».
ويخشى نشطاء حقوقيون وجماعات معارضة بينهم الأكراد، من اتساع مطاردة منتقدي الحكومة. وطبقاً للسلطات فقد تم اعتقال 10410 أشخاص معظمهم من الجنود.
وفي سياق متصل نسبت قناة (إن. تي. في) التركية الخاصة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان قوله أمس إن المجلس الأعلى للجيش سيجتمع الخميس القادم بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادتها مجموعة في الجيش.
وقال أردوغان في مقابلة الخميس: إنه يعتزم إعادة هيكلة القوات المسلحة التركية وضخ «دماء جديدة» بعد المحاولة التي أجهضت وسقط خلالها 246 قتيلاً على الأقل. ونقلت القناة عن أردوغان قوله: إن المجلس سيعقد اجتماعه في القصر الرئاسي هذا العام وليس في مقر رئاسة الأركان كما هو معتاد. ويجتمع المجلس كل آب لكن جرى تقديم موعده هذا العام بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.
(أ ف ب – رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن