عربي ودولي

ألمانيا تحت صدمة الاعتداء.. ومنفذ هجوم ميونيخ مختل عقلياً وميركل تتحدث عن «ليلة من الرعب»

أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل توافقا أمس على الحاجة إلى «تعزيز التعاون في مواجهة من يسعون إلى إشاعة مناخ من الرعب»، وذلك غداة اعتداء ميونيخ.
وقالت الرئاسة الفرنسية: إنه خلال مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية، جدد الرئيس الفرنسي «دعم وتضامن فرنسا مع ألمانيا»، وأضافت: إن الجانبين «تبادلا الآراء حول طبيعة الأعمال المشينة التي وقعت في الأيام الأخيرة في بلدينا وتوافقا على ضرورة تعزيز التعاون في مواجهة من يسعون إلى الفصل بين الشعوب وإشاعة مناخ من الرعب بين السكان».
وليل الجمعة – السبت، وصف هولاند إطلاق النار في ميونيخ (جنوب) الذي خلف تسعة قتلى إضافة إلى منفذه بأنه «هجوم إرهابي»، بينما أشارت ميركل في وقت سابق أمس وفي أول رد فعل لها إلى «ليلة من الرعب»، وقالت: «الناس في ميونيخ عاشوا ليلة من الرعب»، مضيفة «من الصعب علينا تقبل مثل هذه الليلة».
وأضافت في مقر الحكومة في برلين: «جميعنا وأقول ذلك بالنيابة عن الحكومة نرثي بقلب حزين كل الذين لن يعودوا أبداً إلى أسرهم»، وأشادت بسكان ميونيخ وخصوصاً الذين فتحوا منازلهم أمام التائهين في المدينة بعد توقف حركة المرور فيها، قائلة: «لقد أثبتوا أننا نعيش في مجتمع حر يتمتع بالإنسانية. وقوتنا العظيمة تكمن في هذه القيم».
ومن جانبه أعرب الرئيس الألماني يواخيم غاوك عن «صدمته الكبيرة» بعد الهجوم وقال في بيان «إن الاعتداء الإجرامي في ميونيخ أشعرني بالصدمة إلى أقصى حد».
وأعلنت الشرطة الألمانية أمس أن منفذ اعتداء ميونيخ الذي أودى بحياة تسعة أشخاص كان شخصاً «مهووساً» بالسفاحين من أمثال النروجي اليميني المتطرف أندريس بيرينغ بريفيك، مؤكدة أنه لا يرتبط بتنظيم «داعش». بينما نكست الأعلام في جميع أنحاء ألمانيا تكريماً لأرواح الضحايا.
وأفاد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أمس أن منفذ اعتداء ميونيخ الذي أدى إلى مقتل تسعة أشخاص قام على الأرجح بقرصنة حساب على موقع فيسبوك «لدعوة الضحايا» للتوجه إلى مطعم ماكدونالدز حيث ارتكب جريمته.
وصرح الوزير للصحفيين في برلين أن منفذ الاعتداء (18 عاماً) قام على الأرجح بقرصنة الحساب «لدعوة الضحايا إلى فرع (ماكدونالدز) قائلاً: إنه سيقدم إليهم عروضاً خاصة وأسعاراً مخفضة».
وأضاف: إن «بعض النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن القاتل» دخل حساب فتاة واستخدمه لإرسال دعوات للتوجه إلى المطعم عند الساعة 16.00 (14.00 ت غ) الجمعة. وجاء في الدعوة «سأقدم لكم كل ما تريدونه مقابل القليل من المال»، حسبما نقلت وسائل الإعلام الألمانية.
وتسبب الاعتداء في صدمة في أوروبا نظراً إلى أنه الثالث الذي تشهده القارة خلال نحو الأسبوع، إذ قام الشاب ديفيد علي سنبولي (18 عاماً) بإطلاق النار على مركز للتسوق مساء الجمعة قبل أن يطلق النار على نفسه وينتحر. وقال مسؤولون: إن سنبولي هو طالب ألماني من أصل إيراني ولد في ميونيخ وارتاد إحدى مدارسها. وصرح هوبرتوس اندري قائد شرطة ميونيخ أنه «لا توجد أي علاقة مطلقاً بين (الاعتداء) وتنظيم داعش»، مضيفاً إن الاعتداء هو «جريمة تقليدية ارتكبها شخص مختل»، وأكد أن المحققين يرون «علاقة واضحة» بين عمليات القتل الجمعة والمجزرة التي نفذها بريفيك قبل خمس سنوات بالضبط في النرويج وقتل 77 شخصاً. وقال النائب العام: إن سنبولي «يعاني شكلاً من أشكال الاكتئاب»، وقال: «إنه مريض»، ودعا إلى توخي الحذر إزاء المعلومات التي تقول إنه أخضع لعلاج للأمراض العقلية.
إلى ذلك أعلنت وزارة خارجية كوسوفو في بيان أن «ثلاثة شبان ألبان (كوسوفيين) لقوا مصرعهم في الهجوم».
كما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مصرع ثلاثة أتراك وأن السلطات اتصلت بذويهم. بينما أكدت وزارة الخارجية اليونانية أيضاً أن مواطناً يونانياً بين ضحايا الاعتداء.
وفي ميونيخ تعود الحياة تدريجياً إلى طبيعتها بعدما عاشت المدينة حالة طوارئ حقيقية.
(أ ف ب – رويترز – روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن